الجمعة 02 مايو 2025 م - 4 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

الطهارة من سوء الظن بالله «2»

الأربعاء - 30 أبريل 2025 02:01 م


أنواع سوء الظن بالله: أولًا ـ الظن بعدم نصرة الله للرسول، قال الله تعالى:(وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) ذلك كما جرى في غزوة أحد وقد عفا الله عنهم بنصّ كتابه، والظن بعدم نصر المؤمنين، قال تعالى:(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).. وهذا شك في قدرته سبحانه، ومن ذلك التهيب من الدول العظمى التي تملك القوة العسكرية والاقتصادية والمادية، ثانيًا ـ الظن في توزيع الأرزاق، كأن يقال لماذا رزق الله الكافر، وأفقر المسلم... هذا شك في حكمة الله تعالى. والمساواة بين المتقي والفاسق، قال سبحانه:(أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ)، (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)، ومن ذلك الاعتقاد بأن المسلم والفاسق في الجنّة على أن الله واسع الرحمة والمغفرة، وهذا يتنافى مع عدل الله، فأين نضع قول الله:(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) بل يتنافى هذا مع التصديق بالله. والشك في أوامر الرسول، قال عز وجل:(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)، فعلى المؤمن أن يحسن ظنه بتعاليم نبيه وأوامره فإنما هي وحي ويوحى من الله، فأي تشكيك بها هو سوء ظن بالله.

علاج سوء الظن بالله: أولًا ـ العلم أن الله يختبرنا فالله خلق الحياة وخلق معها الشدّة، وهي تحتاج إلى مجاهدة وكفاح (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، ومهما اشتدت ابتلاءاتها لا بد من صبر، ومع الصبر تنجلي المحن فيرعف من هو الصابر المجاهد مع الله المحتسب لأجره:(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)(محمد ـ 31)،وثانيًا ـ القدوة القيادية، فحسن الظن بالله وفأل الخير من لب الإيمان، فبه يحافظ المؤمن على إيمانه، وتقوى شخصيته، ويكون محل قدوة للناس يواسيهم إذا اختبروا ويثبتهم إذا تزعزعوا، ثالثًا ـ الاقتداء بالأنبياء الذين دائمًا يحسنون الظن بالله، وقد ابتلاهم الله في جوانب كثيرة فصبروا وأحسنوا الظن في الله، ومنهم نبي الله يعقوب (عليه السلام) لم يفقد الأمل بعدما اشتد حزنه على فراق ولده يوسف وأخيه (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)(يوسف ـ 86).

سامي السيابي

 كاتب عماني

(فريق الهلال ـ نفعاء)