كتبت ـ ليلى الرجيبية:
سلطت أعمال المنتدى العُماني للقطاع البحري والموانئ والطاقة، الضوء على مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي متكامل يربط بين منظومات الموانئ والطاقة والخدمات البحرية العالمية، واستعراض التجارب الرائدة في مواجهة التحديات واستثمار الفرص الناتجة عن التحولات في حركة التجارة العالمية والتطورات التكنولوجية.
يتضمن المنتدى الذي تنظمه مجموعة أسياد بالتعاون مع منظمة «شيب اينرجي» تقديم عدة أوراق عمل متخصصة تتناول أبرز الابتكارات والتحديات في مجال الطاقة والموانئ، بالإضافة إلى محاور حول التحول الرقمي والاستثمار في الكفاءات الوطنية. رعى حفل افتتاح المنتدى الذي بدأت فعالياته أمس معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض ،بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب خبراء وممثلين عن مؤسسات دولية وإقليمية متخصصة في قطاعات الموانئ والطاقة والشحن والخدمات اللوجستية البحرية ومشاركة أكثر من 200 مشارك يمثلون نحو 70 مؤسسة عالمية رائدة في قطاعي الموانئ والطاقة، مما يعكس أهميته كمنصة دولية لتبادل الرؤى والخبرات.
وأكد معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على أهمية هذا المنتدى لتعريف مجتمع الأعمال بقدرات ومنظومة الموانئ والخدمات البحرية في سلطنة عُمان وتنمية وتطوير الأعمال الممكنة في هذه المجالات.
وقال: إن قرب موقع سلطنة عمان من مضيق هرمز فرصة لتقديم خدمات لحوالي 32 ألف سفينة عابرة كما أن قرب باب المندب من سلطنة عمان يعطيها فرصة لتقديم خدمات لما يقارب نحو 5 آلاف سفينة أخرى حيث أن معظم السفن متوجهة من وإلى آسيا 70 في المائة من العبور، مؤكدا بأنه يجب استغلال القدرات الكاملة الاخرة فيما يخص وفرة وقود السفن ومهارات اصلاح وصيانة السفن العائمة في مناطق الرسو، بالإضافة إلى الخدمات الخاصة بتزويد السفن بالأغذية وغيرها فهناك إمكانيات ضخمة، كما أن توافر الفنادق في محافظة مسقط على سبيل لتقديم خدمات تغيير الاطقم وبالتالي فالإمكانيات موجودة وتخدم القطاع والتعريف بسلطنة عمان وتمكين هذا القطاع والدعاية المستمرة لقدرات سلطنة عمان في مجال الموانئ والقطاع البحري بشكل عام.
من جهته قال عمر بن محمود المحرزي الرئيس التنفيذي لموانئ أسياد والمناطق الحرة: يشكل المنتدى منصة مهمة لتبادل الخبرات ومناقشة أبرز التحديات والفرص المستقبلية في ظل التحولات العالمية المتسارعة لتطوير المنظومة البحرية واللوجستية، والتركيز على دور سلطنة عُمان المحوري في مستقبل قطاعي الطاقة والشحن لفتح آفاق جديدة للاستثمار والشراكة بما يعزز تنافسيتها على الخارطة الاقتصادية العالمية.
من جهتها أعربت ليزلي بانكس هيوز، المديرة العامة لمنظمة «شيب اينرجي» عن أملها في أن يحقق المنتدى من خلال الحوارات والنقاشات التي يتناولها، نتائج إيجابية بعيدة المدى تقود إلى شراكات جديدة ومثمرة بين الشركات العُمانية والدولية لاسيما في مجال النقل البحري.
وتم خلال المنتدى تقديم عرض مرئي حول الحلول التي تقدمها مجموعة أسياد في قطاعات الموانئ والنقل البحري والطاقة النظيفة والخدمات اللوجستية الذكية، بالإضافة إلى شراكات المجموعة مع عدد من المنظمات الدولية في قطاع الاستدامة تتضمن مشروعات مبتكرة لتوليد الطاقة النظيفة باستخدام طاقة الأمواج في صحار والدقم واستثمارات واعدة في الهيدروجين الأخضر. وعلى هامش المنتدى أقيمت أمس حلقة عمل متخصصة حول تقنيات قياس الوقود البحري، ودور الحلول الرقمية في تحسين الكفاءة التشغيلية والتجارية في سلاسل التزود بالوقود ،كما تم عقد سلسلة من الجلسات الحوارية تتطرق إلى آفاق الطاقة في الشرق الأوسط، وتطور البنية الأساسية للموانئ، والتغيرات في سوق الوقود البحري. ويختتم المنتدى فعالياته اليوم «الأربعاء» بزيارة ميدانية لسفينة التزود بالوقود بميناء السُّلطان قابوس المزوّدة بتقنية عدادات التدفق الكتلي، ليحظى المشاركون بتجربة عملية وتفاعلية، تدمج بين تبادل المعرفة والاطلاع على أحدث الابتكارات التقنية في القطاع البحري.