الاثنين 31 مارس 2025 م - 1 شوال 1446 هـ
أخبار عاجلة

غـــــــــزوة حـنـيــن «1»

الاثنين - 24 مارس 2025 01:06 م


أيها الأحبة.. إننا اليوم على موعد مع غزوة تشمل أحداثها كل جوانب الحياة، إنها حقًّا غزوة ضخمة، أستقي لكم أحداثها من (سيرة ابن هشام 2/‏ 437): (قال ابن إسحاق: لما سمعت هوازن برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما فتح الله عليه من مكة، جمعهم كبيرهم مالك بن عوف النصري، واجتمع إليه مع هوازن ثقيف كلها، وبنو سعد بن بكر، وناس من بني هلال، واجتمعت معهم نصر وجشم كلها، وفي بني جشم دريد بن الصمة شيخ كبير، ليس فيه شيء إلا التيمن برأيه ومعرفته بالحرب، وكان شيخًا مجرّبًا، وسيد الأحلاف قارب بن الأسود، وسيد بني مالك ذو الخمار سبيع بن الحارث، وأخوه، وجمع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصري سيد هوازن، فلما أجمعوا السير إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشار عليهم مالك بن عوف هذا أن يأخذوا معهم أموالهم ونساءهم وأبناءهم، فلما نزل بأوطاس، اجتمع إليه الناس، وفيهم دريد بن الصمة في شجار له يقاد به، فلما نزل قال: بأي واد أنتم؟ قالوا: بأوطاس، قال: نعم مجال الخيل! لا حزن ضرس، ولا سهل دهس، ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار الشاء؟ قالوا: ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم، قال: أين مالك؟ قيل: هذا مالك ودعي له، فقال: يا مالك، إنك قد أصبحت رئيس قومك، وإن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام، ما لي أسمع رغاء البعير، ونهاق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار الشاء؟ قال: سقت مع الناس أموالهم وأبناءهم ونساءهم، قال: ولم ذاك؟ قال: أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله، ليقاتل عنهم، قال: فأنقض به. ثم قال: راعي ضأن والله! وهل يرد المنهزم شيء؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك، ثم قال: ما فعلت كعب وكلاب؟ قالوا: لم يشهدها منهم أحد، قال: غاب الحد والجد، ولو كان يوم علاء ورفعة لم تغب عنه كعب ولا كلاب، ولوددت أنكم فعلتم ما فعلت كعب وكلاب، فمن شهدها منكم؟ قالوا: عمرو بن عامر، وعوف بن عامر، قال: ذانك الجذعان من عامر، لا ينفعان ولا يضران، يا مالك، إنك لم تصنع بتقديم البيضة بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئًا، ارفعهم إلى متمنع بلادهم وعليا قومهم، ثم الق الصباء على متون الخيل، فإن كانت لك لحق بك من وراءك، وإن كانت عليك ألفاك ذلك قد أحرزت أهلك ومالك، قال: والله لا أفعل ذلك، إنك قد كبرت وكبر عقلك، والله لتطعيننى يا معشر هوازن أو لأتكئن على هذا السيف حتى يخرج من ظهري، وكره أن يكون لدريد بن الصمة فيها ذكر أو رأي، فقالوا: أطعناك، فقال دريد بن الصمة: هذا يوم لم أشهده ولم يفتني، قال ابن إسحاق: ثم قال مالك للناس: إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم، ثم شدوا شدة رجل واحد. وبعث مالك بن عوف عيونًا من رجاله، فأتوه وقد تفرقت أوصالهم، فقال: ويلكم! ما شأنكم؟ فقالوا: رأينا رجالًا بيضًا على خيل بلق، فو الله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى، فما رده ذلك عن وجهه أن يمضي على ما يريد. قال ابن إسحاق: ولما سمع بهم نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث إليهم عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، وأمره أن يدخل في الناس، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم، ثم يأتيه بخبرهم. فانطلق ابن أبي حدرد، فدخل فيهم، فأقام فيهم، حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا له من حرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسمع من مالك أمر هوازن ما هم عليه. ثم أقبل حتى أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره الخبر، (فدعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عمر بن الخطاب، فأخبره الخبر).. فماذا فعل عمر؟.. سنكمل الحديث إن شاء الله غدا.

محمود عدلي الشريف

[email protected]