الأربعاء 26 مارس 2025 م - 26 رمضان 1446 هـ
أخبار عاجلة

نفحات وأنوار العشر الأواخر من رمضان «2»

السبت - 22 مارس 2025 02:09 م

.. فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في ليلة القدر:(التمسوها في العشر الأواخر من رمضان) (رواه البخاري، ورواه مسلم عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما)، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:(قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ، ليلةُ القدر ما أقول فيها؟، قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) (رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني).

ومن الطاعات التي حرص عليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قيام الليل عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر).

ونحن نعيش هذه النفحات.. قيام المتهجدين.. قيام الركع السجود.. قيام رمضان، إنه شرف المؤمن وهو يؤدي هذا القيام ويتعرض لنفحات رب الأرض والسماوات، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدعو أهله المشاركة في هذا القيام المبارك المثمر بحياة الاطمئنان والإيمان ويجاهد النفس عن الملهيات والهموم والأكدار ويشغلها بأعظم الطاعات والعبادات وتكون كل وقته في مختلف الأعمال الصالحة، فلا تنسى أهلك وأنت تقوم الليل، وكن عونًا لهم على هذا العمل الذي فيه من الفضائل لا تعد ولا تحصى وفي وقت الهدوء والسكينة والخشوع والتضرع إلى رب الأرض والسماوات، وهذه من سير الصحابة والسلف الصالح في العشر الأواخر في رمضان.

ومن فرْط حبِّهم لهذه اللَّيالي المباركة: أنَّهم كانوا يستحبُّون أن يغتسِلوا كلَّ ليلةٍ من لياليها ـ كما كان يفعل النخعي ـ وكان أيُّوب السختياني يغتسِل ليلة ثلاث وعشرين، وأربع وعشرين، ويلبَس ثوبَين جديدين، ويتطيَّب.

ورُوي عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنَّه إذا كان ليلة أرْبع وعشرين، اغتسل وتطيَّب، ولبس حلَّة: إزار ورداء، فإذا أصبح طواهُما فلم يلبَسْهما إلى مثلِها من قابل، وكان ثابتٌ البناني وحميدٌ الطَّويل يلبَسان أحسنَ ثيابِهما، ويتطيَّبان ويطيِّبان المسجد بالنَّضوح في اللَّيلة التي تُرْجَى فيها ليْلة القدر، وقال ثابتٌ: وكان لتميم الدَّاريِّ حُلَّة اشتراها بألف درهم، وكان يلبسها في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر.

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري

  كاتب عماني