الأربعاء 26 مارس 2025 م - 26 رمضان 1446 هـ
أخبار عاجلة

قصة قصيرة : العصفورة الذكية

قصة قصيرة : العصفورة الذكية
الأربعاء - 19 مارس 2025 02:25 م
50

أخبرت العصفورة الزرقاء أطفالها بأنها ستذهب للبحث عن الطعام، وأوصتهم بأن يبقوا هادئين لحين عودتها، ولكن بمجرد ذهابها أخذ الأطفال يلعبون وبدأت أصواتهم تعلو دون أن ينتبهوا. بعد فترة من اللعب قال العصفور الصغير: لقد مللت من هذه اللعبة، أريد أن ألعب لعبة مسلية.

قال الأخ الأكبر: ما رأيك أن نزعج القط؟

قال العصفور الأصغر: كلا، لن أذهب، لقد أوصتنا أمي بألا نقترب منه حتى لا يأكلنا. ضحك العصفور الأوسط من أخيه الصغير وقال: يا لك من جبان. والتفت لأخيه الكبير وقال: أنا سأذهب معك. نظر الاثنان إلى العصفور الصغير وقالا له: ابقَ هنا وحدك، نحن سنذهب ونلعب ونستمتع.

ذهب العصفوران الكبير والمتوسط وأخذا يزعجان القط الذي كان نائمًا، وكلما مد يده لإبعادهما عنه طارا، فإذا عاد للنوم عادا إليه وشاكساه إلى أن غضب منهما كثيرا وهما يضحكان فركض خلفهما إلى أن حاصرهما في ركنٍ ضيق في الغرفة التي كان يجلس فيها.

شعر العصفوران بالخوف، وشعرا أن القط سيأكلهما بالتأكيد، ولكن العصفور الصغير الذي كان يراقب ما يحدث طار مسرعًا لأمه وأخبرها بما فعله أخواه، وما تعرضوا له، والخطر الذي يحدق بهما. عادت العصفورة مسرعة ووقفت على النافذة ونادت على القط: أيها القط الجبان، تريد أكل عصافير صغيرة؟ تعال وأمسكني إن كنت قويا كما تقول. ضحك القط من محاولة العصفورة استفزازه ليترك العصافير الصغيرة فتهرب، وقال لها: ابتعدي أيتها العصفورة من هنا، فأنا لن أتحرك حتى آكل هذين العصفورين.

فكر العصفور الصغير بخطة وقال لأمه: اسمعي يا أمي، يبدو أننا لن ننجح في إبعاد القط عن أخويّ إلا بالحيلة، وأنا أرى أن أذهب بالقرب منه وأحاول إزعاجه حتى يغضب ويلتفت إليّ، في تلك اللحظة عليك أخذ أخويّ والهرب، وأنا سأهرب من النافذة الأخرى التي سأكون بالقرب منها.

أعجبت العصفورة الأم بفكرة ابنها الصغير، ووافقته على تطبيقها، على أن ينتبه جيدًا حتى لا يمسك به القط.

ذهب العصفور الصغير إلى القط وبدأ بإزعاجه والقط يحاول تجاهله، إلا أن غضبه كان يزداد شيئا فشيئا حتى لم يعد يحتمل فالتفت إليه يريد الانقضاض عليه. هرب العصفور الصغير، وأخذ يراوغ القط حتى لا يمسك به والقط يزداد غضبا وإصرارا على الإمساك به، ونسي العصفورين اللذين كانا بين يديه. في ذلك الوقت أشارت العصفورة الأم لأطفالها بالهرب فهربا إليها، أما العصفور الصغير فقد وقف عاليا يرفرف بجناحيه وقال للقط: شكرا لك أيها القط على السماح لأخويّ بالهرب. إلى اللقاء. التفت القط ناحية العصفورين فلم يجدهما، ورآهما يطيران بعيدا مع أمهما، فاستغل العصفور الصغير تلك الالتفاتة وهرب أيضا. عاتبت الأم طفليها لأنهما لم يسمعا كلامها، وذهبا إلى القط، ولولا ذكاء العصفور الصغير لكانا الآن يسكنان في معدة القط، ثم التفتت إلى العصفور الصغير وقبّلته وشكرته على ذكائه وحرصه على تنفيذ وصاياها في غيابها.

شعر العصفوران بالذنب والخجل من تصرفهما، واعتذرا لأمهما، كما شكرا أخاهما الصغير على مساعدته لهما، وقررا أن يسمعا كلام أمهما وألا يكررا ما فعلاه هذه المرة.

ـــــــــــــــ

 القصة نتاج حلقة ( اتخيل وأكتب المقامة) التي أقيمت في مكتبة حبر في شهر فبراير الماضي والتي قدمتها الكاتبة بدرية البدري

 سبأ بنت يعقوب العامرية

طالبة بالصف الخامس في مدرسة عفيفة اليعربية