الأربعاء 12 مارس 2025 م - 12 رمضان 1446 هـ
أخبار عاجلة

غـــــــــزوة أحــــــــد «1»

الثلاثاء - 11 مارس 2025 01:02 م

أيها الصائمون.. اليوم نعيش أحداث معركة تجسّد لنا واقعًا إذا عاشته أي أمة من الأمم انتقلت بحالها من حال إلى أخرى من الانتصار إلى غيره، طالما أنها خالف ما أمرت به.. ولهذا فما أحوجنا اليوم إلى دروس مثل هذه المعركة لتمحيص القلوب وتنقية الأفئدة، وإليكم أحداثها باختصار كما ذكر صاحب كتاب (محمد ـ صلى الله عليه وسلم 1/‏ 280) وما بعدها باختصار شديد) :(كانت الغزوة في شوال سنة ثلاث من الهجرة (يناير 625م)، وسببها: أن قريشًا لما أصبابهم يوم بدر ما أصابهم مشى عبد الله بن ابي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية ومشى معهم رجال آخرون من أشراف قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم فكلموا أبا سفيان وكل من كان له تجارة في تلك العير التي كانت سبب وقعة بدر وسألوهم أن يعينوهم على حرب رسول الله ليدركوا ثأرهم منهم ففعلوا وتجهزت قريش ومن والاهم من قبائل كنانة وتهامة ودعا جبير بن مطعم غلامه وحشى بن حرب وكان حبشيًا يقذف بالحربة قلّما تخطئ، فقال له: أخرج مع الناس فإن قتلت حمزة عمَّ محمد بعمى طعيمة بن عدى فأنت حر، لأن حمزة هو القاتل لطعيمة بن عدي يوم بدر، وكان أبو سفيان بن حرب قائدهم وكانت عدتهم 3000 فيهم 700 دارع ومعهم 200 فرس وكان جملة النساء 17 امرأة معهن الدفوف يبكين على قتلى بدر يحرضن بذلك المشركين، وممن خرج من النساء هند بنت عتبة بن أبي ربيعة، وكتب العباس للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخبره بجمعهم وخروجهم، وكان العباس أرسل الكتاب مع رجل من بني غفار استأجره وشرط عليه أن يأتي المدينة في ثلاثة أيام بلياليها ففعل ذلك، فلما جاء الكتاب فك ختمه ورفعه لأبي بن كعب فقرأه عليه وهذا مما يؤيد أن النبي كان أمّيًا بمعنى أنه لا يعرف القراءة والكتابة، سارت قريش ومعهم الأحابيش الذي حالفوهم، وصلت قريش ببطن الوادي من قبل أحد مقابل المدينة، وتشاور المسلمون في الخروج من المدينة، وكان مجموع الذين خرجوا للقتال مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ 700 منهم 100 دارع ولم يكن معهم من الخيل سوى فرسين وذلك بعد أن انخذل عنه عبد الله بن أبي بن سلول ثلث الناس، خرج رسول الله واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم وعقد لواء للأوس وجعله بيد أسيد بن حضير ولواء للخزرج وجعله بيد الحباب بن المنذر ولواء للمهاجرين وجعله بيد عليّ بن أبي طالب اصطف المسلمون بأصل أحد والجبل وراء ظهورهم واصطف المشركون بالسنجة، وكان على ميمنة خيل المشركين خالد بن الوليد، وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل، وعلى المشاة صفوان بن أمية، واستقبل الزبير بن العوام خالد بن الوليد وجعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الرماة عبد الله بن جبير بن النعمان الأوسي البدري المستشهد يوم أحد، وكان الرماة خمسين رجلًا فأقامهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على جبل وقال لهم: احموا ظهورنا حتى لا يأتونا من خلفنا وارشقوهم بالنبل فإن الخيل لا تقدم على النبل وأمرهم أن لا يبرحوا مكانهم وأعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبا دجانة الأنصاري سيفًا يحارب به ففلق بالسيف هام المشركين وكان إذا كلّ شحذه بالحجارة، وقتل علي ـ رضي الله عنه ـ صاحب لواء المشركين وهو طلحة بن أبي طلحة، وقد كان علم المشركين شؤمًا عليهم فكلما حمله أحد قتل، ثم جاش المسلمون فيهم ضربًا حتى اجهضوهم وأزالوهم أمكنتهم، ثم أنزل الله نصره على المسلمين فصاروا يقتلون الكفار قتلًا فانهزموا وولّوا هاربين وتبعهم المسلمون ووقعوا ينتهبون المعسكر ويأخذون ما فيه من الغنائم واشتغلوا عن الحرب، انهزم المشركون فطمعت الرماة في الغنيمة وفارقوا المكان الذي أمر النبي بالبقاء فيه مع أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لهم:(إنّا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم «اللهم أني أشهدك عليهم»)، وفي رواية قال لهم:(إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم وهم قتلى فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم).. وليس بعد هذا تنبيه ولا تشديد من القائد العام.. وللحديث بقية غدًا.

محمود عدلي الشريف

[email protected]