الجمعة 28 مارس 2025 م - 28 رمضان 1446 هـ
أخبار عاجلة

شهر القرآن «2»

الاثنين - 10 مارس 2025 02:47 م

من أعظم الأعمال والقربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر قراءة القرآن وتدبر آياته، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم:(وما اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ).

وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتخذ من خلال الشهر العظيم القرآن الكريم خير زاد من تلاوة ومدارسة ونهج الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ على المنهج المحمدي في قراءة القرآن والجود والكرم، وقد (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَالَرَسُولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).

القرآن هو بسلم القلب ويحيا الإنسان بالقرآن في هناء وسعادة وحب، والقرآن من أعظم العبادات التي يقبل علها المسلم مع أصناف العبادات الأخرى، فقراءة القرآن لها عظيم الأجر والثواب ويستمع القارئ والمستمع من خلال قراءة القرآن ويعيش حياة أخرى وهو يردد ويتلذذ ويتدبر آيات هذا الكتاب العزيز والإقبال عليه (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد ـ 28)، وقد روى البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ:(مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا). وقد قال خالد بن عبد الكريم اللاحم عن فهم القرآن وتدبره:(إن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم الوهاب يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد أما المتكئ على أريكته المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني).

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري

  كاتب عماني