الاثنين 10 مارس 2025 م - 10 رمضان 1446 هـ
أخبار عاجلة

شهر القرآن «1»

الأحد - 09 مارس 2025 02:46 م

رمضان إقبالك علينا في كل عام يتجدد فتضيئ في قلوبنا نورًا وحبًّا وسرورًا للقياك، ونحن نعيش أجمل وأعظم أيام وليالي مباركة عظيمة تمتلئي جوارحنا خشوعًا وتضرّعًا وأوقاتنا ذكرًا وحمدًا وشكرًا وتسبيحًا، وتشرح في نفوسنا شوقًا وأملًا متجددًا بتجدد صيام أيامك المباركة نفرح بفرحة عظيمة بإصلاح أنفسنا مع مختلف الطاعات والعبادات بعد فترة انقطاع نجدد فيها كل عام مجاهدة النفس على تقوى الله.. فكم اشتاقت قلوبنا الشجية على هذه النسائم الرمضانية والرحمات الربانية والمغفرة والعتق من النيران، قال الله تعالى:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلايُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة ـ 185).

أخي الصائم.. أنت تعيش هذه الأيام في أفضل وأغلى الأيام أيام عظيمة مباركة تتضاعف فيها الأجور والحسنات أنها فرصة عظيمة لمسلم لا تتكرر في العام إلا شهر واحد شهر النفحات الإيمانية والنسمات الربانية فكيف تقضي أوقات هذه الأيام وكيف تستغلها الاستغلال الأمثل والأفضل لتكون من الفائزين في استغلال الأعظم أيام وليالي شهر رمضان فكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوجه أصحابه لما فيه رمضان من الخير والبركات والحسنات المضاعفة فيقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم:(إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم) (صحيح سنن ابن ماجه)، وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرغب تأخير السحور وتعجيل الفطر، ويقول: (تسحروا فإنَّ في السحور بركة) (رواه البخاري)، ويقول ـ صلى الله عليه وسلم:(لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) (رواه البخاري)، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخص رمضان من العبادة بما لا يخص به غيره من الشهور، ومن يتدبر القرآن الكريم وآياته العظيمة وما جاءت به السنة المحمدية نجد أنَّ لشهر رمضان دورًا عظيمًا وفضلًا كبيرًا عن مختلف الشهور، قال الله تعالى:(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ففضل وبركة ودور القرآن ليس فقط على شهر الصيام بل تشمل كل أيام الإنسان الذي يواظب ويداوم على قراءة وتدبر وقراءة تفسير وتعلم هذا النبع والكنز الذي لا ينضب.

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري

  كاتب عماني