الأحد 23 فبراير 2025 م - 24 شعبان 1446 هـ
أخبار عاجلة

مبادرة إحياء العمارة تختتم رحلة تعزيز الوعي بقيمة العمارة وإبراز الابتكار بها

مبادرة إحياء العمارة تختتم رحلة تعزيز الوعي بقيمة العمارة وإبراز الابتكار بها
السبت - 22 فبراير 2025 08:08 م
10

بإشراك فئات المجتمع المختلفة فـي الحوارات والنقاشات

منح ـ «الوطن » :

اختتمت مبادرة إحياء العمارة رحلة تعزيز الوعي بقيمة العمارة وإبراز الابتكار بها للزوار بمتحف عُمان عبر الزمان بولاية منح، والتي استمرت خلال الفترة من 19 حتى 22 من فبراير الجاري بتنظيم من مكتب صاحب السُّمو السَّيد بلعرب بن هيثم آل سعيد.

وجاءت المبادرة استكمالًا لمَسيرة جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري بدورتيها الأولى والثانية، ومسابقة تصميم جناح سلطنة عُمان في إكسبو اليابان 2025 في إثراء المجال المعماري في سلطنة عُمان، وتستهدف المبادرة مختلف فئات المجتمع المهتمة بالتصميم المعماري ومحبيه من المتخصصين والخبراء والطلبة الدارسين لهذا المجال.

وقد حظيت المبادرة بالمتابعة والاهتمام المستمر من قِبل صاحب السُّموِّ السيِّد بلعرب بن هيثم آل سعيد تأكيدًا من سُموِّه على أهمية تحقيق الأهداف المرسومة للمبادرة، والتي تمثلت في تعزيز الوعي بقيمة العمارة كأحد مكوِّنات الهُوِية الوطنية وتحفيز المجتمع على استكشاف العمارة العُمانية وفهم تأثيرها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، كما تهدف المبادرة إلى إشراك فئات المجتمع المختلفة في الحوارات والنقاشات حول العمارة وتوفير بيئة داعمة للإبداع والريادة، إضافةً إلى تعزيز فرص الكادر المعماري في سوق العمل العُماني.

حيث تضم المبادرة ركن جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، ومنطقة للإنجازات، وتجربة تفاعلية لإحياء العمارة.

ركن جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري

أتاح الركن للزائر الاطلاع على مراحل جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري في دورتيها الأولى والثانية، ويتأمل المشاريع الفائزة بالمركز الأول على شكل مجسم ثلاثي الأبعاد، إضافة إلى المشروع الفائز في تصميم ركن سلطنة عُمان في إكسبو اليابان 2025م.

حيث تناولت الدورة الأولى من الجائزة تطوير الموقع المحدد بحيّ الميناء بولاية مطرح في المنطقة الواقعة بين الواجهة البحرية وسوق مطرح لبيع الأسماك بمساحة إجمالية تقدر بـ7500 متر مربع، وتُوِّج بالمركز الأول مشروع ميدان مطرح لكل من أحمد بن محمد الجهضمي، وأميمة بنت محمود الهنائية، وعبدالله بن صالح البحري، حيث سعى المشروع لتعزيز قيمة مطرح بمعالمها الفريدة، ويتوسط الميدان جسر أيقوني جرى تصميمه بشكل طائر فوق البحر، والذي استلهم من سيف الإمام الصلت بن مالك الخروصي، ويؤطر الجسر معالم مطرح الشهيرة في صورة واحدة، ويحيط بالجسر ساحة متعددة الاستخدامات تشمل نافورة راقصة ومحلات التجزئة ومقاهي، مع أضواء تتماهى مع أمواج البحر.

فيما استهدفت الدورة الثانية من الجائزة تصميم مشروع متحف عُمان البحري بولاية صور؛ لتوثيق تاريخ عُمان البحري الحافل وإبراز نبوغ العُماني عبر التاريخ في علاقته بالبحر، حيث توّج محمد بن صلاح بن علي البلوشي بالمركز الأول عن فكرة تصميم مشروعه من مشهد تجمع السُّفن في خور البطح بولاية صور في فترات ازدهار النشاط البحري فيها، حيث صمم المتحف لتجسيد التراث البحري العُماني في أوج ازدهاره؛ لإعادة إحياء هذا التاريخ، كما تضمن المشروع ممشى رئيسي «بوليفارد» يحتوي على مقاهٍ ومطاعم ومنتزه، إلى جانب ممشى آخر يُطل على البحر، يربط ممشى الشارع البحري بجسر خور البطح ومصنع السفن.

كما طرحت الجائزة في دورتها الثانية مسابقة تصميم ركن سلطنة عُمان في إكسبو اليابان 2025م، وفاز في المسابقة الفريق المُكوَّن من بيان بنت مسلم بن سالم الرمضانية، وعمار بن عبدالحميد بن عامر الكيومي، ونيّرة بنت خميس بن سيف الهنائية، ووظف الفريق فكرة الأفلاج العُمانية في المشروع والذي يعكس دورها المهم في مجال ازدهار المجال الزراعي وتوثق عبقرية الإنسان العُماني في شق الأفلاج.

منطقة الإنجازات

وتأخذ المنطقة الزائر في رحلة من خلال عرض مرئي لرحلة جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري في دورتيها الأولى والثانية، وما ساهمت به الجائزة في المشهد المعماري العُماني، كما استعرض العرض المرئي إحصائيات عن عدد المشاركات التي تلقتها الجائزة والمشروع الفائز بالمركز الأول في كل دورة، إضافة إلى المشروع الفائز بتصميم جناح سلطنة عُمان في إكسبو اليابان 2025.

وتضمن العرض المرئي الهيكل الجديد والذي تترأسه مبادرات بلعرب بن هيثم وتضمُّ مجتمع بلعرب بن هيثم، وجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، وبرامج بلعرب بن هيثم، إضافة إلى الإعلان عن موعد الدورة الثالثة من جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري والمُزمع إطلاقها نهاية العام الحالي.

التجربة التفاعلية إحياء العمارة

وتتناول التجربة التفاعلية للمبادرة المحاور الرئيسية الثلاثة التي تصب في خدمة المجال المعماري وإعادة إحيائه في سلطنة عُمان، وتتمثل هذه المحاور في محور التعليم المستمر، ومحور الابتكار، ومحور جاهزية السوق.

وتبدأ التجربة باستعراض بعض العبارات المعمارية خاصة لهذه المبادرة لشخصيات عُمانية وعالمية عن التصميم المعماري من أبرزها عبارة السَّيدة الجليلة حرم جلالة السُّلطان المُعظَّم، وصاحب السُّمو السَّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، ثم يتابع الزائر تأثير العناصر والمساحة في العمارة من خلال الضوء والمساحة، وينتقل إلى الرحلة في العصور من العصر الحجري وصولًا إلى عصر النهضة، ويطلع الزائر على عرض مرئي لرحلة معماريين في قرية السوجرة بولاية الجبل الأخضر والقريتين بولاية إزكي.

ثم ينتقل الزائر إلى منطقة جاهزية سوق العمل والتي تستعرض إحصائيات وأرقام لأعداد الباحثين عن عمل في مجال العمارة، والمؤسسات التعليمية التي تتيح دراسة تخصص التصميم المعماري والإنشاء، حيث توضح الإحصائيات بأن عدد مؤسسات الأكاديمية التي توفر تخصص العمارة والإنشاء بلغ 14 مؤسسة تعليمية، كما تشير الإحصائيات إلى أن عدد الباحثين عن عمل في المجال المعماري بلغ 1759 باحثًا.

ويطلع الزائر على مبادرة بلعرب لتمكين المعماريين من خلال تسهيل مزاولة النشاط الهندسي وفتح سجل تجاري ومكاتب استشارات هندسية وتقديم التصاميم للمؤسسات المُختصة والمنافسة على المناقصات المطروحة.

كما يستعرض قصة نحاج العُمانية نورة الحرملي في الجانب المعماري حيث كانت تواجهه ثلاثة أنواع من صعوبات الإدراك والتعلم لتتمكن من التغلب عليها وتمكن رحلتها في دراسة المعمار في جامعة ليفربول جون مورس بالمملكة المتحدة، إضافة لقصة المعماري توني كويل الذي بدأ حياته كصبي في مكتب بشركة معمارية في جلاسكو، وبدأ رحلة التعلم وتطوير معارفة حيث أصبح من بعد أحد أبرز المعماريين، وقدَّم إسهامات في العمارة العُمانية الحديثة حيث كان المهندس المعماري الرئيسي في إنشاء عدد من المباني في سلطنة عُمان من أبرزها مبنى بلدية مسقط في دارسيت، وبوابة مسقط.

وتختتم الرحلة بعرض الشخصيات المشاركة في إنجاح المبادرة وعرض كلمة لصاحب السُّمو السَّيد بلعرب بن هيثم آل سعيد، يؤكد فيها أهمية مواصلة مسيرة إحياء العمارة وصياغة هويتنا بإبداع يعكس إرثنا الأصيل، وابتكار يواكب طموحاتنا لرسم ملامح مستقبل ينبض بالإصالة والإلهام.

حلقات عمل متنوعة

وقد سعت المبادرة إلى تعزيز الإرث المعماري من خلال تقديم نماذج ناجحة تجمع الابتكار مع الإرث، حيث استضاف ركن جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري عددًا من المتحدثين والمتخصصين في مجال العمارة لتعزيز وعي الزوار بقيمة العمارة.

ففي اليوم الأول قدَّم المهندس إبراهيم بن محمد جيدة، الرئيس التنفيذي لشركة آية إي بي، حلقة «عمران يُلهم تصاميم أحدثت الفارق في المنطقة» تناول سيرة عملة في الجانب المعماري وتجاربه العلمية والعملية للحفاظ على الهوية من خلال التأثر بالشكل المعماري، كما تطرق إلى أهمية توظيف التراث والهُوِية الوطنية لكل دولة في الجوانب المعمارية.

فيما تناولت الحلقة الثانية موضوع «بين التاريخ والمستقبل إحياء قرية السوجرة من منظور معماري»، قدَّمها المعماري محمد العصفور، وتطرقت إلى استعراض الطريقة المعمارية التي استخدمها القدماء في بناء القرية مستخدمين أدوات البيئة المحلية. وسلطت الحلقة الثالثة الضوء على «رحلة التطوير كيف أصبحت حارة العقر وجهة سياحية فريدة» قدَّمها إسحاق بن هلال الشرياني رئيس مجلس إدارة شركة بوارق نزوى، وتناول فيها المراحل التي مرت بها حارة العقر من الفكرة وصولًا إلى التنفيذ والتطوير بالخامات الطبيعية التي استخدمها الأجداد في البناء، واستعرض أبرز التحديات التي واجهت رحلة تطوير الحارة لتكون اليوم وجهة سياحية يعرفها القريب والبعيد.

فيما أقيمت في اليوم الثاني ثلاث حلقات عمل قدَّم سعادة المهندس حمود بن محمد المحروقي رئيس شؤون المنشآت السُّلطانية أولى الحلقات بعنوان «عُمران يعكس الهُوِية محطات في مسيرة تشييد أيقونات معمارية وطنية» وتناولت دور المنشآت السُّلطانية في الحفاظ على الهُوِية المعمارية العُمانية، واستعرضت مراحل تطور العمارة العُمانية بين الماضي والحاضر، إضافة إلى مواكبة التطورات المعمارية باستخدام المواد المحلية للحفاظ على البيئة.

وتناولت حلقة العمل الثانية موضوع «آفاق جديدة ومحورها التمكين مبادرات بلعرب بن هيثم» قدَّمها إياد بن نبيل الرواس مسؤول التطوير واللجان بمكتب صاحب السُّمو السَّيد بلعرب بن هيثم، واستعرضت مبادرة بلعرب لتمكين المعماريين من خلال إمكانية فتح سجل تجاري وتقديم التصاميم للمؤسسات المُختصة، إضافة إلى الإعلان عن موعد الدورة الثالثة من جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري والمُزمع اطلاقها نهاية العام الحالي.

وناقشت الحلقة الثالثة التي حملت عنوان «من الفكرة إلى الواقع كواليس بناء تجربة إحياء العمارة» قدَّمتها سوماسري شاندرا مُتخصصة في التصميم والإخراج الفني، حيث سلطت الضوء على مراحل تطوير فكرة التجربة التفاعلية إحياء العمارة وصولًا لتنفيذها في أرض الواقع، واستعرضت مسار الزائر في التجربة التفاعلية ودورها في إكسابه المعرفة التاريخية بالعمارة عبر العصور وأهمية تعزيز فهم العناصر والمساحة في العمارة. وقُدِّمت في اليوم الأخير حلقتا عمل تناولت الأولى موضوع «تقنيات الغد كيف تعيد الأتمتة والمواد المبتكرة تشكيل مستقبل العمارة» قدَّمها الدكتور أيمن بن عبدالله الفضيلي الرئيس التنفيذي لأكاديمية الابتكار الصناعي، وتطرقت لأهمية الابتكار في تخليد عمل الإنسان وتسجيل تاريخ جديد لكل جيل، وأهمية توظيف التكنولوجيا والابتكار في العمارة، وتناول الإبداع الإنساني وتفوقه على التقنيات الموجودة. فيما قدَّم مصطفى الرحبي الرئيس التنفيذي لشركة جليكسي وي حلقة عمل «صناعة الأثر بالكلمة والصورة كيف نخلد الحدث في الذاكرة» واستعرضت دور الشركة في العمل على جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري في دورتيها، ومراحل العمل على مبادرة إحياء العمارة من صناعة السرد ومحتوى المبادرة وصولًا إلى التسويق وصناعة المحتوى والإنتاج الفني.

مبادرة إحياء العمارة تختتم رحلة تعزيز الوعي بقيمة العمارة وإبراز الابتكار بها
مبادرة إحياء العمارة تختتم رحلة تعزيز الوعي بقيمة العمارة وإبراز الابتكار بها
مبادرة إحياء العمارة تختتم رحلة تعزيز الوعي بقيمة العمارة وإبراز الابتكار بها