الأحد 23 فبراير 2025 م - 24 شعبان 1446 هـ
أخبار عاجلة

تفكيك أونروا لشطب حق العودة

تفكيك أونروا لشطب حق العودة
السبت - 22 فبراير 2025 01:26 م

علي بدوان

10


بدأتْ قوَّات الاحتلال عمليًّا تنفيذ قرار الكنيست بوقف عمل وكالة (أونروا) في الأراضي المُحتلَّة عام 1967، وقد بدأتْ يوم الثُّلاثاء الـ(18) من شباط/فبراير 2025 بتنفيذ القرار الجائر وغير الشَّرعي والمرفوض أُمميًّا، بدءًا من مدينة القدس الشَّرقيَّة المُحتلَّة عام 1967، حين أفادتْ محافظة القدس أنَّ قوَّات الاحتلال اقتحمتْ مدرسة ذكور القدس الأساسيَّة التَّابعة لوكالة (أونروا)، في حي وادي الجوز بمدينة القدس، وطردَتِ الطَّلبة مِنْها وأجبرَتْ طواقمها على إغلاق أبوابها في سُلوك فجٍّ، سيؤدِّي لحرمانِ الطَّلبة من التَّحصيل العلمي عدا وقف رعاية وإدارة وتقديم خدمات الصحَّة والإغاثة للاجئي فلسطين في الأراضي المُحتلَّة عام 1967 بما فيها قِطاع غزَّة.

إذًا، لقَدْ بدأتْ سُلطات «الاحتلال الإسرائيلي»، يوم الثُّلاثاء الـ(18) من شباط/فبراير 2025، تنفيذ «القوانين الإسرائيليَّة» الجائرة والمرفوضة الَّتي سنَّتها حكومة وكنيست الاحتلال بشأن حظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيِّين (أونروا)، وأغلقتْ مقرَّات وإحدى المدارس التَّابعة للوكالة في مدينة القدس المُحتلَّة. واقتحمتْ قوَّات الاحتلال مُخيَّم قلنديا شمال القدس، وأغلقتْ مدخل شارع المطار، وتمركزت في محيط كليَّة التَّدريب المهني التَّابعة لوكالة (أونروا). وهو شبيه ومطابق للمراكز المهنيَّة للوكالة في المزة بدمشق، وسبيلين في لبنان، ووادي السير في عمّان، عدا عن المركز الموجود في قِطاع غزَّة، آخر في قلنديا قرب القدس، وهدفه تخريج طلاب وطالبات المِهن المختلفة بعد دراسة أكاديميَّة بشهادات معترف بها، تُمكِّنهم من دخول سُوق العمل وسدّ فراغ كبير في مجالات مختلفة يحتاجها المُجتمع المحلِّي.

وأفاد مركز معلومات (وادي حلوة) بالقدس، أنَّ قوَّات الاحتلال اقتحم معهد قلنديا للتَّعليم المهني التَّابع للأونروا، وسبَق ذلك اقتحام مدرستيْنِ تابعتيْنِ للأونروا في سلوان وواد الجوز بالقدس.

ويأتي ذلك، بعد أن أوعزَ «رئيس الحكومة الإسرائيليَّة»، بنيامين نتنياهو، بالتَّطبيق الفَوري لقانون حظر (أونروا)، رغم الرَّفض والإدانات العربيَّة والدّوليَّة الواسعة، وتناقض القرار مع مرسوم قيام الوكالة عام 1949 بالقرار الأُممي (302)، ولا تنتهي ولايتها إلَّا بعد تنفيذ القرار (194) الخاصِّ بحقِّ اللاجئين بالعودة.

ويقضي قرار الحظر مَنْع (أونروا) «الإسرائيلي» الجائر والمرفوض، من تشغيل أيِّ مكتب تمثيليّ، أو تقديم أيِّ خدمة، أو إقامة أيِّ نشاط، بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، في الأراضي المُحتلَّة للوكالة.

وكان الكنيست في الـ(28) من تشرين الأوَّل/أكتوبر 2024، قد أقرَّ قانونيْنِ، يحظر أحَدهما نشاط وكالة (أونروا) داخل «المناطق المُحتلَّة، فيما يحظر الآخر أيَّ اتِّصال مع الوكالة.

ووفق القانون، سيتمُّ إلغاء السَّماح للوكالة بالعمل في مناطق العام 1967 ثمَّ وقف أنشطتها، ويُحظر أيُّ اتِّصال بَيْنَ «المسؤولين الإسرائيليِّين» وموظَّفيها.

إنَّه سُلوك وسياسات الاحتلال الَّتي لا تريد استمرار عمل وكالة (أونروا)، بل تسعَى لتفكيكها وإحالة خدماتها للدوَل المُضيفة للاجئين الفلسطينيِّين (دوَل الطَّوق الثَّلاث: (سوريا ولبنان والأردن) والسُّلطة الوطنيَّة الفلسطينيَّة، وذلك لما تحمله من معنى عميق له علاقة بحقِّ اللاجئين بالعودة واستمرار وديمومة هذا الحقِّ عَبْرَ وكالة (أونروا) ما دامتْ قائمة على رأس عملها في خدمة ورعاية مُجتمع لاجئي فلسطين في فلسطين والشَّتات الَّذين هجروا بعمليَّة ترانسفير وتطهير عِرقي من أرض وطنهم التَّاريخي عام 1948 إلى باقي أجزاء فلسطين وإلى دوَل الطَّوق.

علي بدوان

كاتب فلسطيني

عضو اتحاد الكتاب العرب

دمشق ـ اليرموك

[email protected]