مسقط ـ العُمانية: انطلقت امس الأول فعاليات الحفل السنوي لجائزة (بيت الغشّام دار عرب الدولية للترجمة) في دورتها الثانية، والذي يستضيفه النادي الثقافي، وتنظمه مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلان ودار عرب للنشر والترجمة، وتستمر فعالياته يومين.
وتهدف الجائزة إلى تحقيق عدة أهداف، من بينها تعريف القارئ العالمي بالأدب العربي وإبراز جمالياته وأصالته، وتسليط الضوء على التنوع والثراء الاجتماعي والثقافي والمعرفي الذي يزخر به العالم العربي.
في كلمته الافتتاحية، أكد علي المجيني مدير دار عرب للنشر والترجمة، أن جائزة (بيت الغشام دار عرب الدولية للترجمة) التي انطلقت من سلطنة عُمان إلى العالم، تأسست على إيمان راسخ بأهمية الترجمة كجسر بين الثقافات، وتقدير عميق للأدب العربي، وحلم بتوسيع دائرة مقروءيّته عالميًا.
من جهته، استعرض الدكتور ألبرتو مانغويل، ضيف شرف الحفل، في كلمته دور الترجمة في تعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب، مؤكدًا أن المترجمين لديهم مصطلحاتهم الخاصة، ويعتمدون على منطق وأدبيات معينة عادة ما تكون من تجربتهم الخاصة، لافتًا إلى أن الترجمة تبني جسورًا متينة بين الشعوب. وقال إن الترجمة ليست مجرد عملية لغوية بحتة، بل هي فعل ثقافي وإبداعي عميق، يشبه الأحلام التي تمتلك لغتها الخاصة، فالترجمة تعيد ترتيب النصوص وتقديمها في سياقات جديدة، مما يجعلها عملاً إبداعيًّا وليس مجرد استنساخ للنص الأصلي، مؤكدًا أن المترجم، مثل الراوي، يعيد تشكيل العالم من خلال رؤيته الخاصة.
وشهد اليوم الأول من الحفل عرض مقطع مرئي عن الشاعر العُماني الراحل زاهر الغافري، تضمن قصيدة من قصائده الشعرية مترجمة إلى سبع لغات، احتفاءً بإرثه الأدبي.
كما تضمن البرنامج جلسة نقاشية بعنوان (تأثير المترجم) تناولت دور الترجمة الأدبية في تشكيل الأعراف الاجتماعية، والخطاب السياسي، وتعزيز الفهم بين الثقافات.
شارك في الجلسة كل من الدكتورة مارلين بوث، والدكتور لوك ليفغرن، والدكتور مبارك شريفي، وأدارتها منال الندابية. وتحدّث المشاركون خلال الجلسة عن تجربتهم الشخصية في مجال الترجمة والصعوبات التي واجهوها، والطرق التي سلكوها لدخول هذا المجال.