لم يكن علي باعمر شابًّا عاديًّا يكتفي بالسير مع التيار، بل كان طموحه أشبَه بشعلة لا تنطفئ.
عندما التحق بالجامعة، لم يكن هدفه مجرد الحصول على شهادة أكاديمية والبحث عن وظيفة، بل كان يرى أمامه صورة مستقبلية واضحة لم يكن يراها سواه، كان يحمل في داخله فكرة، فكرة تشغل عقله وتملأ قلبه بالحماس.
بدأ على رحلته في كلية التقنية العليا، تخصص الهندسة المدنية، لكنه لم يكن طالبًا عاديًّا يكتفي بالمحاضرات والواجبات، كان يُدرك أن النجاح لا يتحقق بالطرق التقليدية فقط، فظل يحضر الدورات والندوات التي تُعنى بتطوير الذَّات، يبحث عن سر التفوق، يلتقي بأشخاص ناجحين، ويتأمل قصصهم.
ومن هنا، ولد في داخله نموذج أسماه «مربع النجاح والتميز»، كان هذا النموذج بمثابة بوصلة ترشده في طريقه، فهو يقوم على أربعة محاور: تحديد الحصيلة (معرفة الأهداف)، اختيار قدوة في المجال، ملاحظة ومتابعة خطوات القدوة، وأخيرًا، تطبيق ما تعلمه بمرونة واستمرارية.
كان علي يضع أمامه صورة واضحة: «سأكون مهندسًا ومطورًا عقاريًّا ناجحًا» لم تكن هذه مجرد أحلام يقظة، بل كانت خطة واقعية مكوَّنة من مراحل وأهداف صغيرة وخطوات عملية، كان يؤمن أن ريادة الأعمال لا تحتاج إلى رأس مال ضخم بقدر ما تحتاج إلى فكرة مبتكرة وشغف لا ينضب، فالحلم يحتاج إلى تخطيط وعمل مستمر، وكان علي يدرك أن الاقتداء بالنماذج الناجحة يختصر الطريق إلى التميز.
تخرج علي بامتياز، وكأنه يضع حجر الأساس لحلمه، حصل على وظيفة في هيئة الأعمال الحرفية، ولكن كان يعلم في قرارة نفسه أن هذه الوظيفة ليست النهاية، بل مجرد محطة في طريق طويل، لم يمكث طويلًا في وظيفته الأولى، بل انتقل إلى وظيفة حكومية أخرى، حيث تعلم المزيد وصقل مهاراته، لكن في نفس الوقت، كان يضع أساس مشروعه الخاص في الوساطة العقارية، مدركًا أن المرونة والتطوير المستمر هما سِر النجاح في عالم الأعمال.
واجه علي التحديات بصبر وثبات، لم تكن رحلته سهلة، لكنه كان يدرك أن النجاح يستحق كل هذا العناء. مع الوقت، بدأ مشروعه يزدهر، وتعلم كيف يحلل السوق ويستوعب احتياجات العملاء. خطوة بعد خطوة، قرر أن يخوض مغامرة جديدة: التطوير العقاري. استخدم خبرته الهندسية لتصميم وبناء مشاريع سكنية صغيرة بمواصفات فريدة وجذابة، لاقت إعجاب السوق وحققت نجاحًا كبيرًا.
أصبح علي نموذجًا للريادة والإبداع، فهو لم ينتظر الفرص بل صنعها بيديه. كان يؤمن بأن الأفكار القوية هي الأساس لأي مشروع ناجح، وأن النجاح ليس نهاية المطاف بل رحلة مستمرة من التعلم والتطوير. فلم يكن يحتاج إلى رأس مال كبير للبدء، بل إلى فكرة قوية وشغف مستمر يقوده نحو تحقيق حلمه.
إن قصة علي تلهمنا جميعًا بأن الطموح والعمل الجاد قادران على تحويل الأحلام إلى واقع ملموس، مهما كانت التحديات.
د. أحمد بن علي المعشني
رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية