ببنية أساسيَّة متطوِّرة وبتوظيف موقعها الاستراتيجي المتفرد، تُمثِّل المنطقة الاقتصاديَّة الخاصَّة بالدقم نموذجًا متكاملًا للتنويع الاقتصادي، حيث تجمع المنطقة بَيْنَ الاستثمارات الصناعيَّة واللوجستيَّة والأمن الغذائي والطَّاقة وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى تعظيم القِيمة السِّياحيَّة للمنطقة.
ومن خلال توطين وإنشاء العديد من المشروعات الاستراتيجيَّة يجري العمل على تطوير المُخطَّط الشَّامل للمنطقة لِيصلَ حجم الاستثمار الحكومي والخاصُّ التراكمي في المنطقة إلى حوالي (4.2) مليار ريال عُماني في البنية الأساسيَّة بالمنطقة الاقتصاديَّة الخاصَّة بالدقم وفي المشروعات الاقتصاديَّة الأخرى،
بالإضافة إلى المشروعات الاستراتيجيَّة في ميناء الدقم والحوض الجافِّ وميناء الصَّيد البحري ومصفاة الدقم، وغيرها من المشروعات الأساسيَّة كالطُّرق ومحطَّات الكهرباء والمياه والغاز، ومشروعات الطَّاقة النَّظيفة والهيدروجين الأخضر. والمنطقة الَّتي تُعَدُّ من أكبر المناطق الاقتصاديَّة الخاصَّة في الشَّرق الأوسط، يتميَّز ميناؤها بإشرافه على خطوط الملاحة والشَّحن العالَميَّة مُشَكِّلًا حلقة وصْلٍ بَيْنَ الأسواق الأوروبيَّة والأسواق النَّاشئة في آسيا وإفريقيا، إضافة إلى كونه نافذةً على سُوق دوَل مجلس التعاون، وهي سُوق سريعة النُّمو وتضمُّ نَحْوَ (55) مليون مستهلِك.
ومع هذه الميزات، احتضنت الدقم مشروعات تنتمي إلى قِطاعات متنوِّعة في السِّياحة، حيث اهتمَّت المنطقة في هذا الصَّدد بتنفيذ المشروعات الترفيهيَّة الَّتي تُسهم في جذب الزَّائرين والمُقِيمين في المنطقة، من بَيْنِها مشروع تجاري ترفيهي مُتعدِّد الاستخدام سيتمُّ إنشاؤه بالقرب من المنطقة السِّياحيَّة.
والخدمات اللوجستيَّة من خلال الميناء والحوض الجاف وأيضًا في الصِّناعات المختلفة لِيأتيَ أحَد المشاريع العملاقة المتمثِّل في مصفاة الدقم لِيُشكِّلَ نقلةَ نوعيَّة في جهود التنويع الاقتصادي، حيث إنَّها تعمل على تحويل النفط الخام إلى المشتقَّات التحويليَّة كالديزل والنَّافثا والغاز والميثان وغيرها، ما يُشكِّل نواة للصِّناعات التحويليَّة الأخرى، وهو ما تمَّ ترجمته إلى إقبال وطلب على الاستثمار في المنطقة المخصَّصة للصِّناعات الثقيلة.
هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
