الأربعاء 15 يناير 2025 م - 15 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

مدينة القدس فـي دائرة الخطر

مدينة القدس فـي دائرة الخطر
الأربعاء - 15 يناير 2025 02:40 م

علي بدوان

10


تشهد مدينة القدس مع بدايات العام الميلادي الجديد 2025 حملة تهويديَّة استيطانيَّة مُستجدَّة على يَدِ الاحتلال مع إطلاق حكومة ائتلاف اليمين مشاريعها المخبَّأة تجاه المدينة العربيَّة الإسلاميَّة والمسيحيَّة. ووصلتْ سياسة الاحتلال إلى حدود النَّار تجاه المدينة قَبل نهاية العام المنصرم 2024 وصلتْ إلى حدود القتل بالنَّار، وقد استشهد (33) فلسطينيًّا مقدسيون أو استشهدوا على ثرى القدس خلال عام 2024، بَيْنَهم (15) طفلًا. ليبلغَ عدد الشهداء المقدسيِّين (29) شهيدًا بَيْنَهم تسعة شهداء استشهدوا خارج القدس، وثلاثة شهداء من أبناء القدس استشهدوا من خارج مدينة القدس وشهيد تركي الجنسيَّة. وقد سجَّل شَهْر آذار/مارس 2024 أعلى عددٍ من الشهداء، بواقع خمسة شهداء مقدسيِّين لكُلِّ شَهْر.

لقَدْ تصاعدتْ وتيرة انتهاكات واعتداءات سُلطات «الاحتلال الإسرائيلي» بحقِّ المقدسيِّين والمسجد الأقصى والمقدَّسات الإسلاميَّة والمسيحيَّة خلال عام 2024، لِتطويَ المدينة عامًا قاسيًا آخر مع تصاعد حملات الهدمِ لِتطولَ أكثر من (350) منشأة، واستباحة (59278) للأقصى وممارسة الطقوس التَّهويديَّة في باحاته.

أمَّا بالنِّسبة لاقتحامات الأقصى فحدِّث دَونَ حرجٍ من أيِّ طرفٍ أُممي خلال عام 2024. فأكثر من (59278) مستوطنًا أدّوا خلال اقتحاماتهم الطُّقوس التلموديَّة، مِنْهم (21,245) اقتحموه خلال (15) مناسبة عبريَّة. وقد سجَّل شهر تشرين الأوَّل/أكتوبر 2024 أعلى حصيلة بواقع (9721) مقتحمًا، لتزامنِه مع الأعياد العبريَّة كـ»عيد العرش ورأس السَّنة العبريَّة والغفران»، يَلِيه شَهْر آب/أغسطس بواقع (7692) مقتحمًا، لتزامنه مع ذكرى ما يُسمَّى «خراب الهيكل».

وشهد الأقصى خلال عام 2024 انتهاكات جسيمة واعتداءات متصاعدة من الاحتلال ومستوطنيه مع اقتحامات جنود الاحتلال للأقصى بزيِّهم العسكري، قَبل أو عقب القتال في غزَّة، وإبعاد المرابطين، وتأبين قتلى الاحتلال في غزَّة، وعرقلة ترميم الأقصى، وارتداء المستوطنين ملابس الكهنة ولفائف «التيفلين» وشال الصَّلاة «الطاليت» خلال الاقتحامات، ورفع علَم الاحتلال، والنَّفخ بالبوق، وإدخال القرابين النباتيَّة والحيوانيَّة، وترسيخ مبدأ التَّقسيم المكاني والزَّماني عَبْرَ منع المرابطين من دخول الأقصى خلال وقت الاقتحامات ومنع المُصلِّين من الوجود في مسار المقتحمين.

كما شهد عام 2024، اقتحام وزير ما يُسمَّى «الأمن القومي الإسرائيلي»، إيتمار بن جفير، للمسجد الأقصى المبارك، أربع مرَّات.

خلال رمضان حارب الاحتلال الاعتكاف اللَّيلي واعتقل عشرات المعتكفين من داخل الأقصى وعلى الأبواب، كما ضيَّق الاحتلال على دخول المُصلِّين إلى الأقصى خلال رمضان والأعياد وذِكرى المولد النَّبوي والإسراء والمعراج، حيث انخفض عدد المُصلِّين خلال الأعياد وصلاة الجمعة مقارنةً في السَّنوات السَّابقة بشكلٍ واضح.

إنَّ الاحتلال وسطوته قام بهدم أو أجَبَرَ العديد من المواطنين على إزالة أكثر من (350) منشأة سكنيَّة وتجاريَّة وزراعيَّة، مِنْها (266) منشأة هدمتها جرَّافات الاحتلال و(84) منشأة هدمها أصحابها قسرًا، وقد طالتْ عمليَّات الهدم هذا العام المساجد، حيث هدم الاحتلال مسجدَيْنِ وهدَّد آخر بالهدم، فيما تنتظر عشرات العائلات مصيرها عقب إخطار الاحتلال بهدم منشآتها السَّكنيَّة أو التِّجاريَّة.

وبلغت عمليَّات الهدم ذروتها في شهر تموز/يوليو 2024 حيث دمَّر الاحتلال (61) منشأة، يليه شهر كانون الأوَّل/ديسمبر (42) منشأة ثمَّ تشرين الثَّاني/نوفمبر أربعين منشأة.

علي بدوان

كاتب فلسطيني

عضو اتحاد الكتاب العرب

دمشق ـ اليرموك

[email protected]