دمشق ـ من وحيد تاجا:
صدر حديثا عن دار اوستن ماكولي في المانيا، كتاب بعنوان (ثوب واسع لا يناسب مقاسي) للكاتب السوري أحمد الهمشري. وهو كتاب صغير( 158 ص) يضم مذكرات وتجارب شخصية عن بلد اللجوء (ألمانيا). عن كتابه يقول المؤلف الهمشري: يتيح السفر فرصةً للتمتع والاستجمام، ويفتح عوالم وآفاقاً، هكذا يقولون وهكذا يكتبون، لكن بالتأكيد يقصدون السيّاح والمخمليين والمسافرين الذين يدخلون البلاد من الأبواب، لا من الشبابيك، أولئك الذين يرقصون على أنغام الأغنيات، لا من البرد والزمهرير، ويتكئون على الأرائك، لا على جذوع الشجر، وينامون على فرش طرية، لا على شوك وطين، أولئك الذين لم تلقِهم بلدانهم على قارعة الدول، وفي الشطآن البعيدة.
أما السفر بالطريقة التي عشتُها وعاشها لاجئون مثلي، قدِموا مثلما قدمت، وانتظروا مثلما انتظرت، واحترقوا كثيراً مثلما احترقت، سفرٌ بلا لغة ولا تحضير، ولا جوازات سفر ولا وطن تسند ظهرك عليه، بهذه الطريقة يصبح السفر مثل نكتةٍ ثقيلة، لا تعرف أتضحك من طرافتها، أم تشمئز من وطأتها. ويضيف: هذا الكتاب هو سرد متنوع عن هذه النكتة الثقيلة ، ثمة كوميديا سوداء وثمة مواقف ساخرة، وثمة تفاصيل حياة في بلد يبعد جغرافياً وثقافياً وحضارياً عن بلدي. (ألمانيا) بنظري بلد من قلوب هامدة وأجواء باردة وروبوتات بشرية تقطن بجوار بعضها البعض في شقق متشابهة، وعبر السنين لا تعرف شيئاً عن بعضها، اللهم إلا بضعة أسماء لمن هم بجوارك. وصلت إلى ألمانيا عاطلاً عن العمل فتعفنت من الملل والانتظار في غيابة البيروقراطية، وحين شرعت بالعمل، غمرني الفرح لاكتشف، فيما بعد أني شبه مستعبد، وأني مجرد (برغي) في آلة العمل الكبيرة. يدور الكتاب حول هذه التوافه اليومية، وحول حكايا أخرى من هنا وهناك، أوقعتني كثيراً كلما حاولت النهوض، وبين صفحة وأخرى يفوح الحنين للماضي والوطن والمدن البعيدة.