الأربعاء 05 فبراير 2025 م - 6 شعبان 1446 هـ
أخبار عاجلة

أكرم الطباع فـي غزوة ذات الرقاع «1»

الأربعاء - 25 ديسمبر 2024 05:07 م

أيها الأحبة.. نعيش هذه اللحظات مع قراءة مثمرة مفيدة مع غزوة من غزوات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العظيمة، والتي تجلت فيها الطبائع الكريمة والأخلاق الفاضلة لشخصه الكريم (صلى الله عليه وسلم) ولأصحابه الكرام، الذين سجلوا لنا بأخلاقهم وكريم طبائعهم أروع المثل في السمو الإنساني والعلو الأخلاقي.

وقد استقيت هذه القصة باختصار من كتاب(السيرة النبوية لابن هشام) وسأترك جمال القصة واستخراج عبرها للقراء الكرام، جاء في (سيرة ابن هشام،ت: السقا 2/‏ 203): (قال ابن إسحاق: ثم أقام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهر ربيع الآخر وبعض جمادى كانت غزوة ذات الرقاع في سنة أربع، وعند ابن سعد وابن حبان أنها كانت في المحرم سنة خمس، وجزم أبو معشر أنها بعد بنى قريظة، ثم غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، واستعمل على المدينة أبا ذر الغفاري، ويقال: عثمان ابن عفان، ويقال غير من ذكر.

وسبب تسميتها بذات الرقاعـ كما قال ابن هشام:وإنما قيل لها غزوة ذات الرقاع، لأنهم رقعوا فيها راياتهم، ويقال: ذات الرقاع: شجرة بذلك الموضع، يقال لها: ذات الرقاع، وقال أبو ذر: إنما قيل لها ذات الرقاع. لأنهم نزلوا بجبل يقال له ذات الرقاع،وقيل أيضًا:إنما قيل لها ذلك، لأن الحجارة أوهنت أقدامهم، فشدوا رقاعا، فقيل لها: ذات الرقاع)، وقال السهيلي ـ بعد ما عرض رأى ابن هشام:(وذكر غيره أنها أرض فيها بقع سود، وبقع بيض، كلها مرقعة برقاع مختلفة، قد سميت ذات الرقاع لذلك، وكانوا قد نزلوا فيها في تلك الغزاة.وأصح هذه الأقوال كلها ما رواه البخاري من طريق أبى موسى الأشعري، قال: (خرجنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزاة، ونحن ستة بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي وسقطت أظفارى، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع، لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا)،وقال الزرقانى في (شرح المواهب) ـ بعدما ساق كلامّا لا يخرج عن هذا:(وهي غزوة محارب، وغزوة بنى ثعلبة، وغزوة بنى أنمار، وغزوة صلاة الخوف، لوقوعها بها، وغزوة الأعاجيب، لما وقع فيها من الأمور العجيبة).

وكانتبدايتها:كما قال ابن إسحاق:(سار رسول الله ـ صلى الله عليه ولما ـ حتى نزل نخلًا وهو موضع بنجد من أرض غطفان، فلقي بها جمعًا عظيمًا من غطفان، فتقارب الناس، ولم يكن بينهم حرب، وقد خاف الناس بعضهم بعضًا، حتى صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالناس صلاة الخوف،عن جابر بن عبد الله في صلاة الخوف، قال: “صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بطائفة ركعتين ثم سلّم، وطائفة مقبلون على العدو، قال: فجاءوا فصلى بهم ركعتين أخريين، ثم سلّم، ثم انصرف بالناس”، وروى ابن هشام: عن أبي الزبير، عن جابر، قال: “صفّنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صفين، فركع بنا جميعا،ثم سجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسجد الصف الأول، فلما رفعوا سجد الذين يلونهم بأنفسهم، ثم تأخر الصف الأول، وتقدم الصف الآخر حتى قاموا مقامهم ثم ركع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهم جميعًا، ثم سجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسجد الذين يلونه معه، فلما رفعوا رءوسهم سجد الآخرون بأنفسهم، فركع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهم جميعًا، وسجد كل واحد منهما بأنفسهم سجدتين”، وعن ابن عمر، قال: “يقوم الإمام وتقوم معه طائفة، وطائفة مما يلي عدوهم، فيركع بهم الإمام ويسجد بهم، ثم يتأخرون فيكونون مما يلي العدو، يتقدم الآخرون فيركع بهم الإمام ركعة، ويسجد بهم، ثم تصلي كل طائفة بأنفسهم ركعة، فكانت لهم مع الإمام ركعة ركعة، وصلوا بأنفسهم ركعة ركعة..”).. ولباقي الأحداث بقية.

محمود عدلي الشريف

 [email protected]