اليوم فـي خليجي 26
تفتتح اليوم منافسات المجموعة الثانية ببطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 26) المقامة بدولة الكويت خلال الفترة من 21 من الشهر الجاري وحتى 3 يناير المقبل، حينما يلتقي المنتخب العراقي مع نظيره اليمني، والسعودي مع نظيره البحريني. ويأمل المنتخب العراقي في الحفاظ على لقب بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، وذلك بعدما توِّج بالنسخة السابقة التي أقيمت في بلاده في عام 2023.
وعلى مدار عام مضى قدَّم المنتخب العراقي أداء متباينًا في كافة البطولات والمسابقات التي خاضها، حيث توِّج بلقب كأس الخليج 25 على أرضه في يناير 2023، قبل أن يخرج من دور الـ16 أمام الأردن في بطولة كأس أمم آسيا في قطر أوائل العام الجاري، وأهدر الكثير من النقاط في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، لكنه يحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية بالتصفيات خلف منتخب كوريا الجنوبية برصيد 11 نقطة. ويتسلح المنتخب العراقي، الذي يقوده المدرب الإسباني خيسوس كاساس، صاحب إنجاز الفوز باللقب في النسخة الماضية، بخبرة مهاجمه أيمن حسين لاعب الخور القطري، بالإضافة إلى زيدان إقبال، لاعب وسط أوتريخت النيذرلاندي، والذي يقدم موسمًا جيدًا توَّجه تألق فريقه باحتلال المركز الثالث حتى الآن في ترتيب الدوري.
ويهدف المنتخب العراقي لتحقيق الفوز في مباراته الأولى بالبطولة لتوجيه إنذار شديد اللهجة لبقية المنافسين بأنه لن يتخلى عن لقبه بسهولة.
وربما تكون الفرصة متاحة للمنتخب العراقي لتوجيه رسالته لا سيما وأنه سيستهل مشوراه بالبطولة بمواجهة المنتخب اليمني، الذي شارك في 11 نسخة من البطولة، ولكنه لم يتمكن من عبور دور المجموعات.
ورغم أن المنتخب اليمني لم يحقق أي انتصار في أي مباراة بالبطولة على مدار مشاركاته السابقة لكنه سيسعى بكل قوته لإحراج حامل اللقب وربما تحقيق أول انتصار له في البطولة.
ولعب المنتخب اليمني 33 مباراة، تعادل في ست مباريات منها وخسر 27 مباراة.
ويتولى الجزائري نور الدين ولد علي، مهمة تدريب منتخب اليمن منذ بداية العام الجاري، وسبق له قيادة منتخب فلسطين ومنتخب الجزائر لأقل من 23 عامًا، ويعَد المنتخب اليمني هو ثالث فريق يتولى فيه مسؤولية الرجل الأول، بعدما سبق له العمل كمساعد في منتخب البحرين وفريق مولودية الجزائر. ويهدف ولد علي إلى تبديل الواقع اليمني في البطولة الخليجية، ويأمل في أن ينجح في تحقيق أول انتصار في تاريخ البطولة لإسعاد الشَّعب اليمني الذي يمر بفترة صعبة للغاية منذ سنوات.
ومع وجود قائد الفريق عبد الواسع المطري، لاعب سترة البحريني، قد يبدو الأمل قريبًا في ظل الخبرة التي يتمتع بها اللاعب، لكن المهمة أصعب وأعمق من مجرد تحقيق فوز في المسابقة.
السعودية والبحرين
وفي المباراة الثانية، يلتقي المنتخب السعودي مع نظيره البحريني في مباراة خارج التوقعات تجمع بين بطلين سابقين للبطولة.
وتوِّج المنتخب السعودي بلقب البطولة ثلاث مرات سابقة في 1994 و2002 و2003، فيما توِّج المنتخب البحريني باللقب مرة واحدة في 2019.
ويدخل المنتخب السعودي منافسات خليجي 26 بأهداف استراتيجية بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينار الذي عاد لتولي المسؤولية مجددًا قبل أسابيع قليلة بعد الاستغناء عن الإيطالي روبرتو مانشيني.
ويستهدف رينار من بطولة خليجي 26 في الكويت تجهيز أكبر عدد ممكن من اللاعبين وضخ دماء جديدة في صفوف الأخضر تساعده في استكمال مشواره بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 والاستعداد أيضًا لاستضافة كأس أمم آسيا 2027.
واستعان المدرب الفرنسي بعدد من الوجوه الشابة في قائمة البطولة في ظل اعتماد الأندية السعودية مؤخرًا على كوكبة من النجوم القادمين من قارة أوروبا خلال العامين الأخيرين.
ويأمل مسؤولو اتحاد الكرة في السعودية أيضًا استغلال خليجي 26 في بناء فريق قوي ينافس على اللقب الآسيوي عندما تستضيف السعودية البطولة القارية بعد عامين، واستعادة البريق مجددا بعد الخروج من الدور الأول مرتين بخلاف الخروج من دور الـ16 مرتين أيضًا في آخر أربع نسخ من بطولة كأس الأمم الآسيوية.
كما تبقى خليجي 26 فرصة ثمينة للمدرب الفرنسي للاستعداد القوي للارتقاء بمستوى الفريق فنيًّا وبدنيًّا وذهنيًّا سعيًا لتحسين النتائج في تصفيات كأس العالم 2026 التي ساءت كثيرًا في أول 6 جولات بقيادة مانشيني. ولا يراهن المنتخب السعودي على بناء وإنقاذ مستقبله فقط في خليجي 26 بل يراهن أيضًا على تميمة الحظ حيث سبق له التتويج على الأراضي الكويتية بآخر ألقابه الخليجية في عام 2004 وفاز بكأس العرب في عام 2002 بالكويت أيضًا.
وتحظى هذه المباراة بطابع ثأري بالنسبة للمنتخب السعودي، حيث كانت آخر مواجهة جمعته بالمنتخب البحريني في بطولة خليجي انتهت بفوز البحرين 2/صفر في نهائي نسخة 2019 والتي على إثرها توج المنتخب البحريني بأول ألقابه. ويسعى المنتخب البحريني لتكرار الفوز على السعودية مرة أخرى للتأكيد على أنه أحد المنتخبات المرشحة للمنافسة على لقب البطولة خصوصًا في ظل الفترة الأخيرة التي شهدت تحسن فني كبير للمنتخب الأحمر، ولعل المباراة الأخيرة التي جمعت السعودية والبحرين جرت قبل شهرين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، والتي حسمها التعادل السلبي في جدة تؤكد التحسن الفني الكبير في أداء المنتخب البحريني. يقود المنتخب البحريني المدير الفني الكرواتي دراجان تالايتش والذي يعرف جيدًا الكرة السعودية وتحديدًا الدوري السعودي للمحترفين حينما عمل مدربا لنادي الاتحاد في جدة في عام 2004 وتمكن من قيادة الفريق للتتويج بدوري أبطال آسيا 2004، إضافة لمواجهته الأخضر السعودي سابقًا قبل هيرفي رينار حينما قاده المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني في التصفيات الأسيوية.
ويرتكز المنتخب البحريني على عدد من الأعمدة أبرزها حارس المرمى المخضرم إسماعيل محمد جعفر، لاعب المحرق البحريني والذي يحمل شارة قيادة الفريق متسلحًا بخبرات 135 مباراة دولية، كما يبرز أيضًا الثلاثي عبد الله يوسف هلال، وسالم عادل حسن، وعلي مدن.
مدرب البحرين: مواجهة المنتخب السعودي ستكون صعبة
أكد دراجان تالايتش المدير الفني لمنتخب البحرين لكرة القدم أن مواجهة المنتخب السعودي ستكون صعبة لأنها أمام منتخب كبير. وعقد تالايتش مؤتمرًا صحفيًّا للحديث عن مواجهة البحرين والسعودية المقررة الأحد في مستهل مشوار المنتخبين بكأس الخليج العربي (خليجي 26).
وقال تالايتش إن البطولة مميزة ولها أجواء مختلفة لافتًا إلى أن منتخب البحرين سيسعى خلال بطولة كأس الخليج لتقديم كرة قدم رائعة والظهور بقوة خلال المباريات. وعن مواجهة الأخضر التي تأتي بعد نحو شهرين من مواجهتهما في تصفيات كأس العالم 2026 والتي حسمها التعادل السلبي في جدة، أكد مدرب البحرين أن مباراة الغد ستكون مختلفة تمامًا عن مواجهة تصفيات كأس العالم. وأضاف تالايتش أن روبرتو مانشيني وهيرفي رينار يملكان خبرة كبيرة في العالم التدريب، لكنه يرى أن رينار يحاول تقديم صورة مختلفة للمنتخب السعودي الذي يملك جودة لاعبين عالية ستزيد من صعوبة مواجهته.
مدرب المنتخب السعودي: نشارك من أجل تحقيق لقب البطولة الخليجية
أعرب الفرنسي هيرفي رينار المدير الفني للمنتخب السعودي عن أمله في تقديم بطولة رائعة في كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26). وقال رينار في المؤتمر الصحفي للحديث عن مباراة البحرين في مستهل مشوار الأخضر بالبطولة، إن الفترة التي سبقت البطولة كانت مهمة للإعداد والحصول على وقت أكبر للاعبين. وأكد رينار على ثقته الكاملة في قدرات لاعبي المنتخب السعودي وهو ما كان دافعًا له لقَبول التحدي بالعودة لتدريب الأخضر، لافتًا إلى أهمية العمل على روح الفريق وأن يكون لديه دافعية أكبر والعمل بشكل متواصل. وقال رينار إن المنتخب السعودي لن يكتفي بالمشاركة في بطولة كأس الخليج، لكنه سيسعى للمنافسة في بطولة تمثل فرصة كبيرة للتجمع والعمل مع اللاعبين. وأضاف: «البطولات التي تقع خارج أيام الفيفا تتسبب في غياب المحترفين في أوروبا ولكن الأهم هي مشاركتهم بفاعلية مع أنديتهم، المشاركة في البطولة ليست للتجربة، بل لتمثيل منتخب البلاد وعلينا الظهور بقوة».
وعن حالة اللاعب سالم الدوسري، قال رينار إن اللاعب يتحسن ويعمل على الجانب البدني ولديه رغبة كبيرة في المشاركة، موجهًا له الشكر على القدوم مع بعثة المنتخب بدلًا من الجلوس في المنزل والحصول على الراحة.
وأضاف رينار أن حسان تمبكتي جاهز للمشاركة، فيما سيتم حسم قدرة اللاعب فراس البريكان على المشاركة حيث أنه لا يزال تحت التقييم بعد الإصابة. وأكد: «في البطولة السابقة شاركنا بغياب 8 لاعبين من الهلال يسبب المشاركة الآسيوية ولم نوفق في النهائي أمام البحرين ولكن هذه فرصة للعودة وتحقيق لقب البطولة.»