مساع لتعزيز مجالات التعاون الثنائي فـي مختلف المجالات وفتح آفاق جديدة بما يخدم مصالحهما المشتركة
مسقط ـ العُمانية: يقوم فخامةُ الرئيس جواو مانويل لورينسو رئيسُ جمهورية أنجولا بزيارة رسميَّة لسلطنة عُمان يوم غدٍ الخميس.
جاء ذلك في بيانٍ صادرٍ عن ديوان البلاط السُّلطاني أمس فيما يأتي نَصُّه: «تعزيزًا للمصالح المشتركة التي تربط سلطنة عُمان وجمهورية أنجولا الصديقة في عددٍ من المجالات، ورغبةً من البلدين في الدّفع بها نحو آفاق أرحب وأشمل لتحقيق المزيد من النَّماء والتَّطور والازدهار؛ سيقومُ ـ بمشيئةِ اللهِ تعالى ـ فخامةُ الرئيس جواو مانويل لورينسو رئيسُ جمهورية أنجولا بزيارة رسميَّة لسلطنة عُمان ابتداءً من يوم الخميس الموافق التاسع عشر من ديسمبر لعام ٢٠٢٤م، وستتمُّ خلال هذه الزيارة مناقشةُ أوجه التعاون بين البلدين الصَّديقين والسُّبل الكفيلة لتقويتها تحقيقًا لتطلّعات الشعبين والغايات المنشودة في مختلف الجوانب.
كلَّلَ اللهُ تعالى مساعيَ عاهل البلاد المُفدَّى بالتَّوفيق والسَّداد، إنه تعالى سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدُّعاء». وتسعى سلطنة عُمان وجمهوريةُ أنجولا الصديقة إلى تعزيز مجالات التعاون الثنائي في مختلف المجالات وفتح آفاق جديدة للتَّعاون بما يخدم مصالحهما المشتركة وبما يُحقق شراكات استراتيجيَّة واعدة ومتينة.
وتمثِّل الزيارةُ الرسميَّةُ التي سيقوم بها فخامةُ الرئيس جواو مانويل لورينسو رئيسُ جمهورية أنجولا يوم غدٍ لسلطنة عُمان، انطلاقة لمرحلة جديدة من العلاقات السياسيَّة والتَّعاون الثُّنائي بين البلدين الصَّديقين، وخطوة مهمة لتعزيز الروابط التجاريَّة والاقتصاديَّة بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وقال السفير علي بن سعيد الكثيري رئيس بعثة سلطنة عُمان لدى جمهورية جنوب إفريقيا لوكالة الأنباء العُمانية إنَّ زيارة فخامة رئيس جمهورية أنجولا الرسميَّة لسلطنة عُمان تحمل الكثير من التطلعات، منها تعزيز التعاون الاقتصادي والتجارة عبر استكشاف فرص الاستثمار المشتركة في قطاعات مثل الطاقة، والتعدين، والزراعة، والصناعة، إضافةً إلى إمكانية توقيع اتفاقيات أو مذكرات تفاهم تُعزز التبادل التجاري وتفتح الأسواق بين البلدين، مضيفًا أنَّ الزيارة ستفتح المجال للتعاون في مجال الطاقة عبر تبادل الخبرات في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة، ودراسة فرص الاستثمار المشترك في مشروعات الطاقة والاستدامة، إلى جانب تطوير العلاقات الثقافية والتعليمية عبر تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين لتعزيز التفاهم والتقارب بين الشعبين، وتوقيع اتفاقيات تعاون في مجال التعليم وتبادل المنح الدراسية.
ووصف رئيس البعثة العلاقات بين البلدين الصديقين بالودية والواعدة، إلا أنها لا تزال في مراحلها الأولى من التطوير مقارنة بعلاقات سلطنة عُمان مع بعض الدول الأخرى، مضيفًا أنَّ العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين تقوم على أساس متين للتعاون الثنائي عبر رؤية مشتركة قائمة على الاحترام المتبادل والرغبة في تعزيز الشراكات الاقتصادية والتنموية. من جانبه قال سعادة السفير الدكتور فريدريكو كاردوسو سفير جمهورية أنجولا المعتمد لدى سلطنة عُمان إن الزيارة الأولى التي يقوم بها فخامة الرئيس جواو مانويل لورينسو رئيس جمهورية أنجولا إلى سلطنة عُمان، ولقاءه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ ستشكلان إشارة واضحة وتأكيدًا على الاهتمام المتبادل بتعزيز العلاقات الثنائية وإنشاء قنوات اتصال مباشرة وإيجاد آليات مؤسسية وقانونية فعّالة للتعاون، وتحويل الرؤى إلى إنجازات ملموسة.
وأضاف سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية :»أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامة رئيس جمهورية أنجولا تشكل تتويجًا للتعاون الثنائي، وحافزًا كبيرًا لتعزيز علاقات الصداقة التي تجمع حكومتي البلدين وشعبيهما الصديقين على نحو متزايد».
وأكد على أن العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية أنجولا تقوم دائمًا على الاحترام المتبادل والصداقة والمودة باعتبارهما عضوين وشريكين في العديد من المنظمات الدولية، في إطار المجتمع الدولي.
وأشار سعادته إلى أن التغيرات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة والتحديات العالمية المختلفة تتطلب من البلدين الصديقين إيجاد واستكشاف مناهج جديدة للتعامل مع التحديات الحالية، مضيفًا أن العديد من هذه التوجهات تتضمن تعزيز العلاقات الثنائية من خلال تحديد التكامل بين اقتصاداتنا، وطبيعة الخيارات المشتركة على المدى الطويل.
أما على المستوى السياسي، قال سعادة السفير الدكتور بأن هذه الزيارة ستتيح للقائدين تأسيس العلاقات الثنائية لتشمل مجالات مهمة مثل التنويع الاقتصادي، واستكشاف التعدين، والتمويل، والنفط والغاز والطاقة المتجددة، والزراعة، والسياحة، والخدمات اللوجستية، والأمن الغذائي، والنقل، والتقنيات الجديدة، والاتصالات وغيرها.
وبدأت العلاقات الدبلوماسيّة بين سلطنة عُمان وجمهورية أنجولا في عام 2005م حيث تُشرف سفارةُ سلطنة عُمان في دولة جنوب إفريقيا على العلاقات العُمانية الأنجولية من الجانب العُماني، فيما تُشرف سفارة جمهورية أنجولا في الرياض على العلاقات بين البلدين من الجانب الأنجولي.
وشهدت العلاقات بين البلدين الصديقين أخيرًا زيارات أسهمت في تحقيق مزيد من التقارب والتعارف واستكشاف فرص التعاون وآفاق الشراكة بين البلدين، أبرزها زيارةُ صاحبِ السُّموِّ السَّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب إلى أنجولا في مايو الماضي وشَهِدت التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال الاستثمار. كما زار وفدٌ من مجلس الدَّولة أنجولا في أكتوبر 2023 للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة الـ147 للاتحاد البرلماني الدولي. وتُعدُّ العلاقاتُ الاقتصاديَّة والتجاريَّة بين سلطنة عمُان وجمهورية أنجولا علاقات حديثة العهد لعدم وجود أي اتفاقيات أو مذكّرات تفاهم موقَّعة بين البلدين الصديقين في هذا المجال وهو ما تعكسه الأرقام الخاصة بحجم التجارة البينيَّة والاستثمار بينهما.
وتوضِّح إحصاءات التجارة البينية أنَّ حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين بلغ بنهاية عام 2023م ما يُقارب 3.2 مليون ريال عُماني مقارنة بعام 2022م الذي بلغ نحو 1.3 مليون ريال محققًّا ارتفاعًا بنسبة 145.1 بالمائة مما يُشير إلى أنَّ الميزان التجاري بين البلدين في عام 2023م كان لصالح سلطنة عُمان بفائض بلغ نحو 1.9 مليون ريال عُماني. وأشارت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أنَّ إجمالي الصادرات العُمانية إلى جمهورية أنجولا بلغ في عام 2023م أكثر من 3 ملايين ريال عُماني، مقارنة بـ1.3 مليون ريال عُماني في عام 2022 مسجلًا نسبة ارتفاع قدرها 131.9 بالمائة، ويرجع سبب الارتفاع الكبير إلى بدء تصدير الكابلات الكهربائية إلى جمهورية أنجولا. وتُشير الإحصاءات إلى أنَّ حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين قد بلغ خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2024 نحو 1.97 مليون ريال عُماني حيث بلغت قيمة الصادرات العُمانية إلى أنجولا 1.9 مليون ريال عُماني فيما بلغت قيمة الواردات العُمانية من أنجولا 69.4 ألف ريال عُماني. وفيما يتعلق بحجم الاستثمار الأنجولي التراكمي المرخص في سلطنة عُمان، فقد بلغ عددُ الشركات المسجّلة التي بها إسهامٌ أنجوليٌّ حتى سبتمبر عام 2024م شركتين، في حين كانت في عام 2023م شركة واحدة مسجلة. وارتفع حجم رأس المال المستثمر من (24) ألف ريال عُماني في عام 2023م إلى (44) ألف ريال عُماني حتى سبتمبر 2024م، مسجلًا زيادة بنسبة بلغت 83,3 بالمائة، ورغم أنَّ ذلك يعكس زيادة في اهتمام الأنجوليين في تأسيس شركات في سلطنة عُمان، إلا أنَّ عدد الشركات ورأس المال المستثمر ما زال ضئيلًا.