تبادل وجهات النظر تجاه القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك فـي ضوء المستجدات السياسية
عاهل البلاد والرئيس التركي يشهدان التوقيع على 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم
أنقرة ـ العُمانية: عقد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ وفخامةُ الرئيس رجب طيّب أردوغان رئيسُ جمهورية تركيا جلسة مباحثات رسميّةً في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة. جرى خلال الجلسة بحثُ تعزيز علاقات الصّداقة التاريخيّة ومختلف جوانب التّعاون والاستثمار بما يلبّي مصالح البلدين ويحقّق تطلّعاتهما المشتركة. كما تمّ تبادلُ وجهات النّظر تجاه القضايا الرّاهنة ذات الاهتمام المشترك في ضوء المستجدّات السياسيّة على السّاحتين الإقليميّة والدوليّة.
حضر الجلسةَ من الجانب العُماني صاحبُ السُّموّ السَّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائبُ رئيس الوزراء لشؤون الدِّفاع ومعالي السَّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزيرُ ديوان البلاط السُّلطاني ومعالي السَّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجيَّة ومعالي الدّكتور حمد بن سعيد العوفي رئيسُ المكتب الخاصّ ومعالي عبدالسَّلام بن محمد المرشدي رئيسُ جهاز الاستثمار العُماني ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزيرُ التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وسعادةُ السَّفير سيف بن راشد الجهوري سفيرُ سلطنة عُمان المعتمد لدى جمهورية تركيا.
فيما حضرها من الجانب التركي: معالي هاكان فيدان وزير الخارجية، ومعالي محمد شيمشك وزير الخزانة والمالية، ومعالي يشار غولر وزير الدفاع، ومعالي محمد فاتح كاجر وزير الصناعة والتكنولوجيا، ومعالي عمر بولات وزير التجارة، وسعادة محمد حكيم غولو سفير جمهورية تركيا المعتمد لدى سلطنة عُمان، وفخر الدين ألتون رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، وعدد من المسؤولين الأتراك.
وتبادل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ وفخامةُ الرئيس رجب طيّب أردوغان رئيسُ جمهورية تركيا بالمجمع الرئاسي بأنقرة الأوسمةَ بمناسبة زيارة «دولةٍ» يقوم بها جلالةُ السُّلطان ـ أيَّدهُ اللهُ ـ لجمهورية تركيا. فقد منح جلالةُ السُّلطان المفدّى فخامةَ الرئيس «وسام آل سعيد» تقديرًا من لدن جلالتِه للرئيس التُّركي واعتزازًا بعمق علاقات الصداقة بين البلدين والشَّعبين الصديقين. فيما منح فخامةُ الرئيس رجب طيّب أردوغان جلالةَ السُّلطان «وسام الدولة»؛ وهو أرفع وسام بجمهورية تركيا؛ تقديرًا من فخامة الرئيس لجلالةِ السُّلطان وتجسيدًا للعلاقات الثُّنائية التي تربط البلدين الصديقين.
وكان حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ وصل بفضلِ الرّحمنِ وتوفيقِه إلى جمهورية تركيا الصّديقة في زيارةِ «دولةٍ» تستغرق يومين. وكان فخامةُ الرئيس رجب طيّب أردوغان رئيسُ جمهورية تركيا في مُقدّمة المُستقبلين والمُرحّبين بجلالةِ السُّلطان المعظم ـ أيَّدهُ اللهُ ـ عند وصوله مطار آسن بوغا الدولي بمدينة أنقرة، متمنِّيًا لجلالتِه ولوفده المرافق زيارةً موفّقة وإقامة طيّبة، كما كان في الاستقبال عددٌ من المسؤولين الأتراك وأعضاء سفارة سلطنة عُمان في أنقرة. وقد أُجريت لجلالةِ السُّلطان المعظم مراسمُ استقبال رسميّة، فلدى وصول الموكب مشارف المجمع الرئاسي تقدّمت كوكبة من الفرسان السيارة الرئيسة ترحيبًا بمقدم جلالتِه ـ أعزَّهُ اللهُ.
عقب ذلك اصطحب فخامةُ الرئيس جلالةَ السُّلطان المعظم إلى منصّةِ الشّرف، حيث عُزف السَّلام السُّلطانيُّ العُمانيُّ والسّلام الجمهوريُّ التركيُّ، وأطلقت المدفعيّة 21 طلقةً تحيّةً لجلالةِ السُّلطان المفدَّى، بعد ذلك قام جلالةُ السُّلطان يرافقه فخامةُ الرئيس التركي بتفقُّد حرس الشَّرف، بعدها صافح جلالةُ السُّلطان المفدَّى كبار مستقبليه من الجانب التركي وهم: معالي هاكان فيدان وزير الخارجية، ومعالي محمد شيمشك وزير الخزانة والمالية، ومعالي يشار غولر وزير الدفاع، ومعالي محمد فاتح كاجر وزير الصناعة والتكنولوجيا، ومعالي عمر بولات وزير التجارة، وسعادة محمد حكيم غولو سفير جمهورية تركيا المعتمد لدى سلطنة عُمان، وفخر الدين ألتون رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، وعدد من المسؤولين الأتراك. فيما صافح فخامةُ الرئيس التركي أعضاء الوفد الرّسميّ المرافق للمقام السّامي. كما تم التقاط صورة تذكاريّة أمام مبنى المجمع الرئاسي.
ومحروسًا بعناية الله، كان حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم ـ حفظه الله ورعاه ـ غادر البلاد متوجهًا إلى جمهورية تركيا الصديقة في زيارة «دولـة» تستمر يومين. تأتي هذه الزيارة استجابةً للدعوة الكريمة التي تلقّاها جلالة سُلطان البلاد المفدى من فخامة الرئيس التركي، وتعزيزًا للعلاقات الطيبة بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا.
وشهد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظهُ اللهُ ورعاهُ - وفخامةُ الرئيس رجب طيّب أردوغان رئيسُ جمهورية تركيا، التّوقيع على 10 اتفاقيّات ومذكرات تفاهم بالمجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة؛ في إطار زيارة «دولةٍ» يقوم بها جلالتُه إلى جمهورية تركيا الصديقة.
وقد ألقى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ خلال حفل التوقيع كلمةً ساميةً فيما يأتي نَصُّها: «فخامةَ الأخ الرئيس رجب طيب أردوغان.. إنه لمن دواعي سرورنا أن نحلّ بأنقرة عاصمةِ بلدكم المضياف جمهورية تركيا الصديقة، وأن نعبِّر عن شعورنا بالارتياح والرضا الكبيرين للحوار البنّاء والمشاورات التي أجريناها معكم فخامة الرئيس، وعدد من أعضاء حكومتكم.
ولا يسعنا إلا أن نغتنم هذه المناسبة بالتأكيد على عمق العلاقات التاريخيّة بين سلطنة عُمان وجمهورية تركيا، متطلّعين لتعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات ذات المنافع الحيويّة لبلديْنا من أجل مستقبل واعد لمزيد من النّماء والازدهار، مستقبلٍ يتمثّل في الرؤية المشتركة، التي سيعمل عليها البلدان في المرحلة المقبلة.
إنّ علاقاتنا - فخامةَ الأخ الرئيس - تُعدُّ نموذجًا حيويًّا للتعاون المثمر، فقد أسهمت الشركات التركية بدور ريادي في دعم مشاريع البنية الأساسية والتنمية في سلطنة عُمان، كما تعكس الاستثماراتُ العُمانية في تركيا ثقتَنا الراسخة في متانة الاقتصاد التركي وفي الروابط البنّاءة التي تجمع اقتصاد البلدين.
وقد وجّهنا أعضاءَ الحكومة العُمانية بمواصلة العمل الدؤوب مع نظرائهم لدى الجانب التركي، وإيلاء الأولوية اللازمة لمجالات التعاون الحيوية، آملين زيادة حجم التبادل التجاري، وتشجيع إقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة من خلال الصندوق الاستثماري المشترك الذي تمّ تدشينه اليوم في عدد من القطاعات الاستراتيجية وخاصة في الصناعات المرتبطة بالطاقة المتجدّدة والصناعات الدّفاعية، والتعاون بين مؤسّساتنا التعليميّة لتطوير البحث والابتكار في مجالات التقنية والرعاية الصحيّة والأمن الغذائي وغيرها من المشاريع.
كما نؤكّد كذلك على أهمية مواصلة التعاون الثقافي لِما يُسهم في إثراء المعرفة والتلاقي الحضاري بين الشعوب.
إنّ بلديْنا يشتركان في الالتزام الثابت بدعم جهود السلام والاستقرار، وإننا نثمِّن المساعي التي تُبذَل لتعزيز التعاون الإقليمي، مُعرِبين عن تقديرنا الكبير للمواقف التركية تجاه القضايا المحورية التي تمسُّ منطقتنا، حيث نواصل تمسّكنا بالثوابت لتحقيق حلٍّ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين، وإننا على ثقة بدعم تركيا القويّ لهذا الهدف المشروع تحقيقًا للعدالة والسّلام للجميع.
فخامةَ الأخ الرئيس نشكركم عاليًا على هذه الدعوة الكريمة والترحيب الحارّ الذي حظينا به وعلى كرم الضيافة التي أُسديت إلينا، كما يسرّنا أن نجدّد الدّعوة لفخامتكم لزيارة سلطنة عُمان كي نحتفي مرة أخرى بعراقة الصّلات التاريخيّة والتواصل الحضاري بين بلدينا، وندفع بعلاقاتنا الأخويّة إلى مزيد من التقدّم والتعاون البنّاء لما فيه الخير والنّماء لشَعبينا الصّديقين مع خالص أمنياتنا للشعب التّركي الصديق باستمرار التقدّم والازدهار.
من جانبه رحّب فخامة الرئيس رجب طيّب أردوغان رئيسُ جمهورية تركيا بجلالةِ السُّلطان المعظم مبيِّنًا أنها الزيارة الرسميّة الأولى رفيعة المستوى منذ بدء العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين اللذين تجمعهما روابط تاريخيّة وأخويّة عميقة ومتطوّرة للارتقاء بها إلى مستويات أعلى في كافة المجالات.
وأعرب فخامتُه في كلمة ألقاها خلال حفل التوقيع عن شكره الجزيل على التضامن القوي الذي أبداه جلالةُ السُّلطان المعظم بعد كارثة الزلزال التي وقعت في تركيا العام الماضي.
وعبَّر فخامتُه عن تقديره البالغ للجهود التي بذلها جلالةُ السُّلطان المعظم في القضية اليمنيّة والعديد من القضايا الأخرى التي تهمّ المنطقة من خلال تحمّل المسؤولية والعمل على تحقيق السلام.
وأضاف فخامتُه أنه ناقش مع جلالتِه الخطوات التي يمكن اتخاذُها لتعزيز العلاقات بين البلدين التي تشمل مجالات متنوعة لإرساء طابع مؤسّسي على هذه العلاقات، وخيارات إنشاء آلية التعاون الاستشاري.
وشمل التوقيعُ اتفاقيتين في مجالَي الاستثمار المشترك والصحة، و8 مذكرات تفاهم في مجالات المشاورات السياسيّة وترويج الاستثمار والثروة الزراعيّة والسمكيّة والحيوانيّة والمائيّة والعمل والتشغيل وريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتعاون بين البنوك المركزية والتعاون الثقافي.
تمثّلت الاتفاقية الأولى في تنفيذ الشراكة بين جهاز الاستثمار العُماني وصندوق تقاعد القوات المسلّحة التركي (أوياك).
فيما تضمّنت الاتفاقية الثانية الموقّعة بين وزارة الصحة ونظيرتها التركية في مجال الصحّة عددًا من البنود، منها التعاون في المجالات الصحية والعلوم الطبية، والسعي إلى تطوير الشراكة بين البلدين.
وفي المجال الدبلوماسي وقّعت وزارةُ الخارجية ممثّلة بالأكاديمية الدبلوماسية على مذكّرة تفاهم مع نظيرتها التركية ممثلة بالأكاديمية الدبلوماسية.
وفي مجال ترويج الاستثمار وقّعت وزارةُ التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ومكتب الاستثمار في رئاسة الجمهورية التركية على مذكرة التفاهم في مجال الاستثمار.
وتطرقت مذكّرة المجال الزراعي بين وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ووزارة الزراعة والغابات التركية إلى التعاون في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والمياه، وتبادل المعلومات، والتجارب البحثية، والتنمية الريفية، إضافةً إلى تشجيع الاستثمارات المشتركة في القطاع الزراعي والغذائي، وتطوير الإنتاج الزراعي من خلال تقنيات حديثة والإدارة المتكاملة للموارد المائية، وتطوير تقنيات تحلية المياه، والاستفادة من الطاقة المتجدّدة، وتعزيز القدرات الوطنية في إدارة الفيضانات.
وفي مجال العمل، تضمنت المذكرة الموقّعة بين وزارة العمل ووزارة العمل والضمان الاجتماعي التركية تعزيز التعاون في العلاقات العمالية والصحة والسلامة المهنية وتفتيش العمل وسياسات التشغيل ودعم تشغيل ذوي الإعاقة والتوظيف المهني وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال التدريب والتوجيه المهني.
أما في مجال عمل المصارف المركزية فقد وقّع البنك المركزي العُماني والبنك المركزي التركي على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات عمل المصارف المركزية.
وقّع الاتفاقيتين ومذكرات التفاهم عن حكومة سلطنة عُمان كلٌّ من: معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، فيما وقّع عليها عن حكومة جمهورية تركيا كلٌّ من: معالي هاكان فيدان وزير الشؤون الخارجية، ومعالي محمد شيمشك وزير الخزانة والمالية، ومعالي الدكتور كمال مميش أوغلو وزير الصحة، ومعالي إبراهيم يومقلي وزير الزراعة والغابات، ومعالي الدكتور فيدات إيشيخان وزير العمل والضمان الاجتماعي، ومعالي محمد فاتح كاجر وزير الصناعة والتكنولوجيا، وفاتح قره خان محافظ البنك المركزي التركي، وبوراق داغلي أوغلو رئيس مكتب الاستثمار في الرئاسة التركية، وسليمان سافاش إردم المدير العام لصندوق التقاعد التابع للمؤسسة العسكرية في تركيا «أوياك».
ومحاطًا بعينِ الرحمنِ ومنّتِه، عاد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظهُ اللهُ ورعاهُ - إلى أرض الوطن بعد أن ختم زيارة «دولة» لجمهورية تركيا الصديقة، استغرقت يومين، أجرى جلالتُه خلالها مباحثات رسميّة مع فخامةِ الرئيس التركي.