الأحد 24 نوفمبر 2024 م - 22 جمادى الأولى 1446 هـ
أخبار عاجلة

السلطان هيثم من هندسة الثقافة والتراث إلى هندسة رؤية «عمان 2040»

السلطان هيثم من هندسة الثقافة والتراث إلى هندسة رؤية «عمان 2040»
الأحد - 24 نوفمبر 2024 03:53 م

أ.د. محمد الدعمي

بعد تدريبٍ أكاديمي رفع بجامعة أوكسفورد وخبرةٍ وظيفيَّة داخلَ الوطن، كرَّسَ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق (حفظه الله ورعاه) حياتَه لخدمةِ وطنِه، ابتداءً من هندسةِ السِّياسة الخارجيَّة العُمانيَّة الَّتي بقيَتْ نبراسًا

ونموذجًا لجوهرِ معنَى عدمِ الانحيازِ الإيجابي الَّذي لا تشوبُه شائبة، وانتهاءً برؤية «عُمان 2040»، تلك الرُّؤيةُ السَّامية الَّتي انطوَتْ على بناءِ دَولةٍ نموذجيَّة، هي سلطنةُ عُمانَ الحديثة، ذلك البِناءُ المتوازن الَّذي لا يُقدِّمُ قِطاعًا مُعينًا على حسابِ قِطاعٍ آخر: فيتحقَّقُ التَّوازنُ المثالي بَيْنَ الرِّيفِ والمدينة وبَيْنَ البدوِ والحضر، بَيْنَما رفدتِ الزِّراعةُ مفاصلَ الصِّناعةِ والتِّجارةِ والسِّياحة العُمانيَّة على النَّحْوِ المثالي الَّذي يُشكِّلُ شخصيَّةَ سلطنةِ عُمانَ الزَّاهرة الآن.

والحقُّ يُقال، فإنَّ ما تحقَّقَ في هذه السَّلطنةِ الواعدة من تَقدُّمٍ إنَّما هو مدعاةٌ لفخرِ العُمانيِّين جميعًا، ناهيك عن افتخارِ وحبورِ المواطنين العرب أيْنَما كانوا، بل وحتَّى إطراء الأجانب الغرباء الَّذين وفدوا عُمانَ على سبيلِ الإسهامِ في العملِ والخدمةِ والبِناء.

لا رَيْبَ، أنَّ ما تَقدَّمَ لا يُمكِن أن يتحقَّقَ بهذه السُّرعةِ الفائقة وبهذا الاكتمالِ النموذجي لولا اعتمادُ السَّلطنة السِّياسةَ الفذَّة لقائدِها المُستنير الَّذي غرفَ من التُّراثِ الحيِّ والتَّاريخ المُشرِق كُلَّ ما من شأنه صناعةُ الحاضرِ الجميل، واستشرافُ المستقبلِ الواعد، درجةَ تحوُّلِ السَّلطنةِ إلى نموذجٍ ترنُو له عيونُ العربِ وهي ترجُو الله له بالمزيدِ من التَّقدُّمِ والازدهار لسلطنةٍ حافظتْ على توازنِها وعلى وتيرةِ تَقدُّمِها البنَّاء طوالَ تاريخِها، من عهدِ القائدِ المؤسِّس، جلالة المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد، إلى عهدِ القائدِ المُجدِّد، حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه.

أ.د. محمد الدعمي

كاتب وباحث أكاديمي عراقي