الأحد 24 نوفمبر 2024 م - 22 جمادى الأولى 1446 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : نسائم نوفمبر المجيد تجدد نهضة عمان المباركة

السبت - 16 نوفمبر 2024 07:09 م

رأي الوطن

30

كُلَّ عامٍ في الثَّامن عشر من نوفمبر تهبُّ نسائمُ العيد الوطني المَجيد وتجلِّياتُ ومُنجزاتُ النَّهضة العُمانيَّة المباركة الَّتي أرسَى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب لله ثراه ـ مُتَّخذًا من وعدِه الشَّهير «غدًا ستُشرق الشَّمس» عِندما تسلَّم مقاليدَ الحُكم في 1970، منطلِقًا نَحْوَ نهضةٍ مباركةٍ شاملة طالتْ كُلَّ نواحي الحياة العُمانيَّة. نهضةٍ تطوَّرتْ عامًا بعد عامٍ، حتَّى أصبحتْ موعدًا يحتفي به أبناءُ عُمان على مرِّ الأجيال، ويشعُرون بالفخرِ بما بَنَتْه سواعدُهم على مدار (54) عامًا، حيث استطاعَ أبناءُ عُمان في غضون عقودٍ قليلةٍ بناءَ دَولةٍ عصريَّة تمزجُ بَيْنَ الحداثة والتَّطوُّر والتَّمسُّك بالماضي التَّليد والعادات والتَّقاليد الرَّاسخة، فكانتْ وما زالتْ نموذجًا متفرِّدًا وصفحةً مضيئةً سيظلُّ يَذكُرها التَّاريخ الإنساني عمومًا، والتَّاريخ الوطني العُماني على وَجْهِ الخصوص.

ومع توَلِّيِ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليدَ الحُكم، واصلتْ مَسيرةُ النَّهضةِ المباركة وهَجَها، ورغمَ الظُّروفِ والتَّحدِّياتِ بالغةِ الدقَّة، خلَّفتْها أزماتٌ عالَميَّة مُتتالية، بدأتْ بانخفاضِ أسعار النِّفط مرورًا بجائحةِ كورونا (كوفيد19)، وصولًا بتأثرِ سلاسلِ الإمدادِ والتَّوريدِ نتيجةَ الحروبِ والأزمات الجيوسياسيَّة في العالَم، إلَّا أنَّ جلالتَه ـ أيَّدَه الله ـ استطاعَ برؤيتِه الثَّاقبة وحِكمته أنْ يصلَ بسفينةِ هذا الوطن الشَّامخة إلى بَرِّ الأمان، وأنْ يُجدِّدَ هذه النَّهضة المباركة في غضونِ سنواتٍ قليلة، ويُعِيدَها نَحْوَ مسارِها الَّذي يُلبِّي طموحاتِ وتطلُّعاتِ أبناءِ عُمان، في كافَّة رُبُوع الوطن؛ لِنشعرَ وكأنَّ هذه النَّهضةَ تنطلقُ من جديدٍ بِنَفْسِ الزَّخَم والرُّوح والمبادئ الَّتي انطلقتْ مِنْها منذُ أكثر من خمسةِ عقودٍ.

إنَّ مراجعةَ ما وصَلْنا إِلَيْه من منجزٍ فاقَ كُلَّ توقُّعاتِ المؤسَّسات الاقتصاديَّة والائتمانيَّة العالَميَّة، واستطاع في أربعِ سنواتٍ تحقيقَ نقلةٍ كبرى، يشهدُ بها القاصي والدَّاني، يَعُودُ (المُنجزُ) إلى رؤيةِ مُجدِّدِ نهضة عُمان جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ أعزَّه الله ـ الَّتي عرفتْ مواطنَ الدَّاء وعمدتْ بعنايةِ جرَّاحٍ مداواته بخططٍ وبرامجَ خرجتْ من رحمِ هذا الوطن، وشاركَ بها أبناء شَعبه، لِتَعُودَ فوائدُها على كافَّة رُبوعِ الوطن، حيثُ راهَنَ جلالته على قدرات العُماني، ووفَّر له كافَّة سُبل النَّجاح، وسلَّحَه بالعِلْمِ النَّافع الَّذي يواكبُ العصر ومتطلَّباته، لِتتحقَّقَ المعجزةُ المنشودة، الَّتي ستُشكِّلُ صفحةً مضيئة أُخرى من صفحاتِ التَّاريخِ العُماني الممتدِّ لآلافِ السِّنين، ويُشكِّلُ فيه الإنسانُ الأساسَ الَّذي يرفعُ البناءَ ويَعْلُو بالبنيان.

ويُمثِّلُ الإعلان عن تفضُّلِ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه ـ برعايتِه السَّاميَّةِ الكريمة غدًا الاثنين للعَرضِ العسكريّ الَّذي سيُقام على ميدانِ الاستعراضِ العسكري بمعسكرِ الصُّمودِ بقوَّةِ السُّلطان الخاصَّة بمناسبةِ الاحتفالِ بالعيدِ الوطني الرَّابع والخمسين المَجيدِ، دلالةً رمزيَّة. فجلالةُ عاهلِ عُمان المُفدَّى يحرصُ على أنْ يشاركَ شَعبَه وأبناءَه من وحدات الجيش السُّلطاني العُماني الاحتفالات، للتَّأكيدِ على لحمةِ وتضافرِ الشَّعبِ العُماني، وإبرازِ المناسبةِ الوطنيَّة العزيزة على نَفْسِ كُلِّ مواطنٍ عُماني، وكُلِّ مقيمٍ يعيشُ على أرضِ هذا الوطن المعطاء، لِيكُونَ الحضورُ السَّامي للاحتفالِ العسكري متناغمًا مع مظاهرِ الاحتفالِ الشَّعبي في كافَّة رُبوعِ عُمان بهذه المناسبةِ الغالية.. فكُلُّ عامِّ وقائدُ عُمان وشَعبُها بخيرٍ وسعادة وسُؤددٍ، سائلينَ الله التَّوفيقَ والسَّداد، وأنْ يُعِيدَ المناسبةَ على جلالتِه وعُمانَ أعوامًا عديدةً وأزمنةً مديدةً.