المحاور العسكرية تقطع أوصال القطاع
القدس المحتلة ـ «الوطن » ـ وكالات:
أدى القصف الإسرائيلي المتواصل على عدة مناطق بقطاع غزَّة إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، فيما أجبرت إسرائيل مئات الفلسطينيين من النزوح في بيت حانون على وقع القصف العنيف.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن ثمانية فلسطينيين أصيبوا وفقد آخرون في غارة جويَّة لطائرات الاحتلال على منزل بالمُخيَّم الجديد شمال غرب مُخيَّم النصيرات. وتشير التقارير إلى أن آلاف الضحايا ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض في أماكن يصعب الوصول إليها بسبب استمرار القصف، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين ويزيد من تعقيد الجهود الإنسانية لمحاولة انتشال الجثامين وتقديم العون للمصابين.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزَّة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين. وأجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي المئات على النزوح قسرًا من مراكز إيواء ومنطقة سكنية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزَّة تحت إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف، في ظل مواصلته عمليات الإبادة الجماعية شمال القطاع لليوم 39 على التوالي. وأفادت مصادر أن جيش الاحتلال المتوغل في المنطقة حاصر 130 عائلة داخل مراكز الإيواء في بلدة بيت حانون والمنازل المحيطة بها، وأجبر من فيها على النزوح قسرًا تحت الرصاص وتهديد السلاح خارج البلدة. وقال شهود عيان، إن النازحين خرجوا تحت زخات الرصاص وتهديد السلاح من مراكز الإيواء والبيوت المجاورة باتجاه شارع صلاح الدين الواصل شمال قطاع غزَّة بجنوبه. وأشار الشهود إلى أن البلدة تشهد قصفًا مدفعيًّا مكثفًا تزامنًا مع إطلاق نار من آليَّات الاحتلال. وفي ذات السياق، أفادت مصادر طبية، بأن 3 استشهدوا وأصيب آخرون في قصف الاحتلال 3 منازل لعائلات أبو عودة وشبات والكفارنة في بلدة بيت حانون. وفي مدينة غزَّة، انتشلت طواقم الإنقاذ 3 شهداء وآخرين جرحى أصيبوا في قصف الاحتلال شقة سكنية لعائلة العمصي في شارع الجلاء شمال المدينة.
وقال شهود عيان إن انفجارات ضخمة سمع دويها نجمت عن نسف مبان سكنية شمال مدينة غزَّة تزامنا مع قصف مدفعي غرب مُخيَّم جباليا شمال القطاع.
يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل محاولاتها السيطرة على قطاع غزَّة من خلال محاور عسكرية تمزق القطاع وتسرق جزءًا كبيرًا من أراضيه، فيما تعد قاعدة للهجوم على المُخيَّمات الفلسطينية. وحسب مراقبين فإن أخطر هذه المحاور وأكبرها محور نتساريم الذي يمتد بطول ثمانية كيلومترات من شرق القطاع إلى غربه وبعرض سبعة كيلومترات. ويصل المحور في حده الشمالي إلى شارع ثمانية في حي الزيتون وأطراف حي تل الهوا والشيخ عجلين حيث يدمر المنازل والمؤسسات كالجامعات والمشافي في حين يصل في حده الجنوبي إلى مشارف مُخيَّم النصيرات بعد أن ابتلع مدينة الزهراء وقرية المغراقة. ويشمل المحور 56 كيلومترًا مربعًا من مساحة غزَّة التي تبلغ ٣٦٠ كيلومترًا. تقول إسرائيل إن الجيش سيبقى في تلك المنطقة بشكل دائم. ويشكل محور فلادلفيا على الحدود مع مصر نقطة الارتكاز الثانية لجيش الاحتلال بطول 14 كيلومترًا وعرض كيلومتر واحد، لكنه بسط بالنار يده على معظم أنحاء مدينة رفح جنوب القطاع، ويمنع عودة سكانها عدا عن الرمزية السياسية باعتباره يضم معبر رفح نقطة الوصل بين غزَّة والعالم. أما المحور الثالث فيطلق عليه البعض محور «مفلاسيم»، وتحاول إسرائيل من خلاله فصل مدينة غزَّة عن جباليا ومُخيَّمها وبيت حانون وبيت لاهيا لكن معالم هذا المحور غير واضحة، خاصة أنه يمر بكثافة عمرانية كبيرة. كما سيطرت إسرائيل على مساحات واسعة على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع ما يعني أن تكتل السكان في غزَّة لا يتجاوز ثلاثين بالمئة من مساحة القطاع. يأتي ذلك، فيما قالت منظمات إنسانية، اليوم الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 75 ألف شخص محاصرون شمال قطاع غزَّة، ويواجهون نقصًا حادًّا في الإمدادات الأساسية. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة المجاعة في شمال قطاع غزَّة.
وتأتي هذه الجلسة بناءً على طلب كل من: الجزائر، وغيانا، وسلوفينيا، وسويسرا، وعقب تقرير لجنة مراجعة المجاعة الدولية التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي حذر من مجاعة وشيكة بشمال غزَّة. وأصدرت لجنة مراجعة المجاعة الدولية الجمعة الماضية، إنذارًا أعربت فيه عن قلقها إزاء «الاحتمال الوشيك والكبير لحدوث المجاعة، بسبب الوضع المتدهور بسرعة بقطاع غزَّة، وخاصة شمال القطاع. في غضون ذلك أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إيقاع 10 جنود بين قتيل وجريح في تفجير منزل بعبوة شديدة الانفجار في معسكر جباليا شمال القطاع.