الخميس 14 نوفمبر 2024 م - 12 جمادى الأولى 1446 هـ
أخبار عاجلة

بوح الخزامى : الاحتراق الوظيفي.. أوجاع سامة لا تنتهي

بوح الخزامى : الاحتراق الوظيفي.. أوجاع سامة لا تنتهي
السبت - 09 نوفمبر 2024 06:18 م

سميحة الحوسنية

50


في ظل الضغوطات النفسية التي يعيشها بعض الموظفين في ميادين العمل والتي تولد مشاعر الاحتراق النفسي الوظيفي لدى الكثير منهم لأسباب مردها قلة الدعم والرعاية النفسية من قبل أصحاب العمل كإجحافهم في الحقوق وزيادة عبء العمل والمهام المنوطة عليهم وعدم الانصاف والتعالي على الموظفين وعدم وجود الحوافز وكلمات الشكر والتشجيع التي تعد (الدينامو) الذي يحرك حماس الموظف وسعيه إلى الوفرة في العطاء والإتقان.

لقد باتت عملية التخلص من مشاعر الاستياء - التي تجثم على الصدور وإزاحة الأكوام الهائلة من الجهد النفسى والإرهاق والإحباط المتكرر - أمرًا في غاية الأهمية حفاظًا على الصحة النفسية، فكان لا بد من اتباع استراتيجيات مختلفة للتعامل مع ذلك الاحتراق والذي يؤثر سلبًا ويسيطر على حياة الأفراد من جميع النواحي، فتجدهم يعانون من صراعات داخلية تؤثر على علاقاتهم مع الأسرة والأصدقاء وتأخذهم موجات التشاؤم لأبعد حدود الحزن والشعور بالفشل والسلبية وبعدم التقدير للمجهود الذي يبذل في العمل، فيكون إيذاء النفس وإرهاقها من خلال التفكير والإجهاد المزمن والذي ينتج عنه الاحتراق كردة فعل لضغوطاتهم النفسية.

من هنا لا بد من تعزيز مشاعر الإنجاز الشخصي من خلال اتباع استراتيجيات مختلفة للتعامل مع ذلك الاحتراق الداخلي منها ممارسة الرياضات المختلفة كالتأمل وإيجاد أجواء هادئة تعتني بالذَّات وتطيبها والاهتمام بالنظام الغذائي للخروج من بوتقة تلك المشاعر الكئيبة واتخاذ بعض القرارات الحاسمة للتغيير في معمعة التحدي.. كلها خطوات نحو التعافي من المواقف السلبية التي كثيرًا ما تولد العداوة والغضب لدى البعض فتصبح أجواء عمل غير صحية بل سامة تشعر الموظف بالإحباط والسوداوية وهالة سوداء حول طموحاته وآماله والتي يسعى لتحقيقها في بيئة العمل، فتقل الإنتاجية ويتفاقم الاحتراق والشعور بعدم الرغبة والتقاعس في أداء واجباته تجاه العمل.. وهنا لا بد أن يدرك الموظف بأنه دخل في دائرة الاحتراق وأن ينقذ ذاته بعدة وسائل لكي لا يهلك، لا سيما أن عملية التشافي تحتاج إلى مراحل ليتسنى له التغيير للمسار الصحيح.

بوح:

الإدارة الناجحة دائمًا بيئة عمل خصبة جاذبة وحافلة بالإنجازات.. فكم من كلمة طيبة محفزة كان لها دور في تغيير مسارات الكثيرين، فرسمت خرائط الأمل والإبداع.. ومضوا بخطوات ثابتة في فضاءات واسعة وطموح يتجدد ويترجم على أرض الواقع.. نأمل أن تكون هناك أنظمة تكفل الرعاية النفسية للموظف لتحميه من الوقوع في دائرة الاحتراق الوظيفي فتهلك الطاقات الشبابية ويقتل فيها الشغف.. تحية لكل القياديين في أماكنهم المتباينة ومن يعملون كفريق واحد هدفه التغيير والإنجاز.

سميحة الحوسنية

كاتبة عمانية