امرأة تقول منذ فترة كان الوسواس يراودني في الصلاة وكنت أردد الآيات وخاصة سورة الفاتحة ولكن الله تعالى شفاني من هذا الوسواس، ولكنه يراودني بين الحين والآخر حتى أنني أرفع صوتي في الصلاة، فهل يجوز لي أن أرفع صوتي علمًا بأنني عندما أفعل ذلك لا يكون أحد في المكان الذي أصلي فيه وأكون أكثر خشوعًا؟
نحن ننصحها بأن لا تكرر ما تقرأه من القرآن لا سيما الفاتحة، ما عدا الفاتحة لا مانع من أن تكرر الآيات الأخرى، أما الفاتحة فلا يكرر منها شيء في الركعة الواحدة، لا يجوز للإنسان وهو يصلي أن يقرأ الفاتحة في الركعة أكثر من مرة، ولا أن يكرر شيئاً من آياتها أكثر من مرة، بل ولا أن يكرر شيئًا من كلماتها أكثر من مرة، فالفاتحة لا تكرر في الركعة الواحدة، إنما التكرار جائز فيما عداها.
أما بالنسبة لرفع الصوت فإننا ننصحها بأن تحرص على خفض الصوت بقدر مستطاعها، وأن تكتفي بإسماع أذنيها ففي ذلك ما يكفي إن شاء الله، وفي ذلك ما يطرد الوسواس عنها .. والله تعالى أعلم.
ذكرتم بأن الإنسان إذا أراد أن يتخلص من الأفكار وحديث النفس في الصلاة عليه أن يسبق إلى المعنى قبل قراءة اللفظ، لكن بعض الناس قد لا يحسنون تفسير الآيات أو فهمها وهذا الذي ذكرتموه إنما يتعلق بسورة الفاتحة.. فماذا عن السور الأخرى، كيف يمكن للإنسان بالفعل أن يتخلص من هذه الوساوس؟
السور الأخرى أيضًا لا بد أن يكون فيها إما ذكر الله، وإما أن يكون فيها أمر، وإما أن يكون فيها نهي، وإما أن تكون فيها مواعظ، وإما أن تكون فيها قصص أيضًا تدعو إلى الاعتبار والذكرى، وإما أن يكون فيها امتنان، هذا كله مما يجعل الإنسان يعايش هذا الذي يتلوه، فعندما يتلو قصة فيها عبرة فإنه يستحضر في نفسه هذه العبرة، عندما يتلو قصص الأمم السابقة وما مضى من خيرها وشرها وإيمانها وكفرها وصلاحها وفسادها فإنه يستشعر أنه لا بد من أن يقتدي بالصالحين، وأن يكون من البررة، كما أنه أيضًا يستشعر بأنه لا بد من أن تكون الغلبة بمشيئة الله والعاقبة للمتقين لأن الله تعالى يقول:(وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) (طـه ـ 132)، وكذلك عندما يتلو الآيات التي تتحدث عن نعم الله تعالى وعن آياته في الأنفس وفي الآفاق يتفاعل مع هذا الذي يتلوه فيكون بذلك من الخاشعين.
ذكرتم نقطة مهمة وهي أن بعض السور تحوي على قصص الأولين من أنبياء وغيرهم، عندما يقرأ الإمام أو المصلي هذه القصص هل يمكن للإنسان أن يرسم خيالات ومشاهد معينة في الصلاة؟
لا يتعمد، لكن ما يرتسم في ذهنه بمجرد قراءة السورة أو قراءة القصة من السورة الكريمة يدعه وشأنه فإن ذلك هو الذي ينبغي . السورة نفسها ترسم المشهد.
هل في قوله تعالى:(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(الاسراء ـ 85) هل فيه دلالة على أن البشر سيقفون يوماً من الأيام فقط عند الروح وأما دون الروح يستطيعون استكشافه؟
الله أعلم، على كل هذه أمور لا نستطيع أن نجزم بها، ولا نستطيع أن نتعجل الأحداث قبل وقوعها.
يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة
أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة