الأربعاء 23 أكتوبر 2024 م - 19 ربيع الثاني 1446 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : خطط وعدوان لتفريغ شمال غزة من السكان

الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024 06:10 م

رأي الوطن

10

تتَّضحُ رويدًا رويدًا المُخطَّطات الخبيثة لدَولة الاحتلال الصهيوني، خصوصًا المتعلِّقةَ بتفريغِ شمال قِطاع غزَّة من سكَّانه وعزْلِه بشكلٍ كامل عن باقي القِطاع، واحتلال هذا الجزء من قِبل قوَّات الاحتلال الغاشمة. فالنَّازحون الَّذين غادروا مراكز الإيواء شمال قِطاع غزَّة تحت سيفِ التَّهديدات حدَّد لَهُم جيش الاحتلال ممرَّات لِتَهجيرِهم من منازلِهم، زاعمًا أنَّ تلك المسارات (آمِنة)، لكنَّها كانت محفوفةً بالأهوال، والموت والمخاطر. هذه الممرَّات الَّتي تمتدُّ من شمال إلى جنوب قِطاع غزَّة الَّذي يتعرَّضُ لإبادةٍ وتطهيرٍ عِرقي يُنفِّذها جيش الاحتلال منذُ (18) يومًا، تحوَّلتْ إلى مصيدةٍ استهدفَ خلالها الفلسطينيِّين، خصوصًا النِّساء، والأطفال، في مسعًى إلى دفْعِ النَّازحين، الَّذين سلَكُوا هذه المسارات مَشيًا على الأقدام، وإجبارهم على الانصياع لرغبةِ الاحتلال بالتَّوَجُّه إلى الجنوب.

إنَّ محاولة إجبار المَدَنيِّين على النُّزوح نَحْوَ الجنوب، وارتكاب المجازر في المناطق الَّتي زعمَ أنَّها آمِنة، جنوب ووسط القِطاع، أسفرَتْ عن استشهادِ عشراتِ الفلسطينيِّين، وإصابةِ المئات، هي محاولةٌ خبيثةٌ تسعَى إلى أنْ تؤدِّيَ تلك الهجمات والقيود الَّتي تفرضُها دَولة الاحتلال، والتَّهجير القسري الَّذي تُمارسه شمال قِطاع غزَّة، إلى إنهاء الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة. فالهجماتُ الَّتي تشنُّها دَولة الاحتلال المارقة في شمال غزَّة مُروِّعة، وجعلتِ الحياةَ مستحيلةً بالنِّسبة للمَدَنيِّين المُحاصَرِين في شمال غزَّة، الَّذين أصبحَ مُعْظمهم على حافَّة المجاعة بسببِ النُّزوح القسري المُتكرِّر، والقيودِ الشَّديدة المفروضة على الوصول إلى إمداداتِ المساعداتِ الإنسانيَّة الأساسيَّة، بالإضافة إلى مواصلة قوَّات الاحتلال قصْفَ المنطقةِ ومهاجمتَها بوحشيَّة، لا سِيَّما مُخيَّم جباليا للاجئين وما حَوْلَه، وتجريد العديد من الفلسطينيِّين من ممتلكاتهم قَبل حلولِ فصلِ الشِّتاء، وتدمير المنازل والمدارس الَّتي تُستخدَم كملاجئ.

إنَّ الصَّمْتَ العالَمي على وجودِ أكثر من (470) ألفَ إنسانٍ في شمال قِطاع غزَّة معرَّضين لخطرِ المذبحة الوشيك، إلى جانب مئات الآلاف الآخرين المعرَّضين للخطر مع استمرار آلة القتل الصهيونيَّة دُونَ رادعٍ أو عواقب، هو جريمةٌ في حدِّ ذاتها، تُساعِدُ الصَّهاينة على استكمال مُخطَّطهم واستكمالِ النَّقل القسري للسكَّان المَدَنيِّين الفلسطينيِّين وضمِّ المنطقة، حيث يأتي هذا الوضع على الرّغم من التَّحذيرات المُتكرِّرة للمُجتمع الدّولي من هذه الخطط الإجراميَّة، والمطالبات المُتكرِّرة الَّتي تُطالب بالتَّحرُّك لوقْفِ هذه الإبادة الجماعيَّة، إلَّا أنَّ مجلس الأمن الدّولي لا يزال عاجزًا عن التَّصرُّف في مواجهة جرائم الحرب الصَّارخة والجرائم ضدَّ الإنسانيَّة الَّتي ترتكبها دَولة الاحتلال الصهيوني بشكلٍ منهجي، الأمْرُ الَّذي يُشجِّعها على المُضي قُدمًا دُونَ أيِّ اعتبار للقانون الدّولي أو للحياةِ البَشَريَّة.

إنَّ العالَمَ مُطالَبٌ الآن وقَبل أيِّ وقتٍ مضَى بضرورة وضع حدٍّ للعقابِ الجماعي الَّذي يتعرَّض له الفلسطينيون في شمال غزَّة، وكذلك ضرورة حماية الشَّعب الفلسطيني من الإبادة الجماعيَّة الَّتي يرتكبها الكيان الصهيوني الإرهابي في غزَّة وبقيَّة فلسطين المُحتلَّة، بما فيها القدس الشَّرقيَّة، قَبل فوات الأوان، وعلى مجلس الأمن التَّصرُّف وفقًا لجميع الصلاحيَّات الَّتي يتمتَّع بها بموجب ميثاق الأُمم المُتَّحدة، وأنْ يَقُومَ بحمايةِ المَدَنيِّين وإنقاذ النِّظام القانوني الدّولي الَّذي تعمل دَولة الاحتلال المارقة على تدميرِه بشكلٍ متعمَّد، والعمل بشكلٍ فَوري على وقفِ النَّار ووقفِ النَّقل القسري والتَّطهير العِرقي للشَّعب الفلسطيني، إلى جانب ضمانة تقديم المساعدات الإنسانيَّة الفَوريَّة دُونَ عوائق وعلى نطاقٍ واسعٍ من خلال وكالة (الأونروا) وجميع وكالات الأُمم المُتَّحدة الأخرى.