الأربعاء 23 أكتوبر 2024 م - 19 ربيع الثاني 1446 هـ
أخبار عاجلة

فن الدبلوماسية.. سمات كاريزما المرأة القيادية «3»

فن الدبلوماسية.. سمات كاريزما المرأة القيادية «3»
الثلاثاء - 22 أكتوبر 2024 04:23 م

د. سعدون بن حسين الحمداني

10

تذهب المدارس الدبلوماسيَّة المُتخصِّصة بعلوم الإدارة الحديثة ومفاهيم البروتوكول والإتيكيت إلى كيفيَّة صناعة أو صقل مهارات المرأة، وتجعلها قياديَّة نموذجيَّة بكُلِّ صفات الإيجابيَّة والَّتي لها مردودات كبيرة على دائرتها أو جهتها الَّتي تعمل فيها، سواء في الشَّركات الخاصَّة أو المختلط أو الحكوميَّة، وهذا لا يأتي إلَّا بدخول مُعترك الحياة الأكاديميَّة المُتخصِّصة بالمهارات الدبلوماسيَّة والخبرة المحنَّكة والَّتي تأتي بالدَّرجة الأساس من الرَّغبة في استلام مهام ومسؤوليَّات في غاية الأهميَّة. دمجتِ المعاهد والمدارس الدبلوماسيَّة صفات المرأة القياديَّة بضرورةِ المرورِ بمثلَّث الحياة وهو (فنُّ الدبلوماسيَّة، الإتيكيت، والبروتوكول) لأنَّ من المستحيل أن تتبوأَ أيُّ امرأة منصبًا رفيعَ المستوى أو حتَّى رئيس قِسم، وهي ليسَتْ لدَيْها معلومات على فنِّ الإتيكيت والبروتوكول، والخطأ الشَّائع للجميع بأنَّ الإتيكيت هو فقط كيفيَّة الأكل بالسكِّين والشَّوكة، ناسين أو مُتناسين أنَّ فنَّ الإتيكيت في الدوَل الأوروبيَّة ـ وخصوصًا الغربيَّة ـ يُعَدُّ الحجر الأساس للمرأة لِتبوُّؤ مناصبَ ومهامَّ في غاية الأهميَّة؛ بسبب معلوماتها الثَّريَّة بفنِّ الإتيكيت الحكومي والاجتماعي والبروتوكول. والمثلَّث الآخر الدَّاعم لمثلَّث الحياة المُبَيَّن في أعلاه هو (الكفاءة، الإدارة، القيادة). ترَى المدرسة الدبلوماسيَّة اليابانيَّة والألمانيَّة ومقتبستها المدرسة الإنجليزيَّة أنَّ العمل هو تحصيل حاصل منذُ جلوسكِ على طاولة المكتب، وبدأت بعض الجامعات البريطانيَّة تُطوِّر هذا المفهوم، وجعلتْ زوايا المثلَّث: (إنجاز، إبداع، كفاءة) هي من سِمات كاريزما المرأة القياديَّة في إنتاجيَّة العمل اليومي مهما كان نَوْعه، وركَّزت بأنَّ على المرأة أن تنسَى أو تضعَ جانبًا مشاكلها أو حياتها الشَّخصيَّة اليوميَّة وهي تتوَجَّه إلى العمل، وتبدأ بجدولة ساعات العمل لغرضِ الإنتاج والإبداع، وعَلَيْها تقييم عملِها من حيث الجودة والكفاءة. ويُعَدُّ هذا اليوم هو بمثابة سلَّم الصُّعود لليوم الثَّاني، ووصولًا إلى سِمات القيادة الرَّشيقة. من أهمِّ سِمات المرأة القياديَّة: الابتعاد عن الاحتكاك اللَّفظي مع الآخرين، الابتعاد عن الأنا ودكتاتوريَّة القرار، الابتعاد عن حُبِّ المنصب، الابتعاد عن الانطواء بالمكتب، الابتعاد عن الغرور والتكلُّم عن المنجزات الشَّخصيَّة، الابتعاد عن المُبالغة في الكلام، الابتعاد عن التَّباهي بالممتلكات الشَّخصيَّة كالملابس والذَّهب والإكسسوارات والحقيبة والسَّاعة.. وغيرها، الابتعاد عن التكلُّم بصوتٍ عالٍ، الابتعاد عن تقريب أو تفضيل أحَد الموظفين عن البقيَّة، الابتعاد عن توبيخ أحَد الموظفين أمام الجميع، الابتعاد عن الاستفسار عن جدول الأعمال اليومي من المُنسِّقة أو مدير المكتب، الابتعاد عن استخدام المكياج الصَّارخ، الابتعاد عن الملابس الضيِّقة وذات الألوان الشّعاعيَّة غير المناسبة، تجنُّب عدم الالتزام بساعات العمل، تجنُّب المشاعر والأحاسيس المُبالَغ فيها أثناء العمل، تجنُّب المزاح والجلوس مع الموظَّفين بفتراتٍ طويلة. عَلَيْكِ الاهتمام بالإتيكيت الحكومي القيادي النِّسائي وأهمُّه: التَّسلُّح بمفاهيم البروتوكول والإتيكيت، الاهتمام بتطوير وصقل المهارات الإداريَّة الحديثة، الاهتمام باستخدام الوسائل التكنولوجيَّة الحديثة، الاهتمام بسِمات القيادة الرَّشيقة، الاهتمام بجدول الأعمال اليومي والأسبوعي، تطبيق مبدأ التَّكريم والعقاب، تطبيق مبادئ النَّقد والنَّقد الذَّاتي لِمَا يصبُّ في بوتقة العمل، تقبُّل المقترحات من بقيَّة الموظَّفين، اجتماع يومي في نهاية الدَّوام أو بدايته لحثِّ البقيَّة على الإبداع وكفاءة العمل، بحيث لا يؤثِّر عن خدمة المُراجعين ولا يزيد عن (15) دقيقة، تقييم الموظَّفين عن إنتاجيَّة عملهم بعيدًا عن العلاقات الشَّخصيَّة، التَّعامل مع الجميع بالتَّساوي، الاهتمام بتطوير قدرات ومهارات الموظَّفين من خلال إرسالهم إلى حلقات عمل وبرامج تطويريَّة، تطبيق مفاهيم البروتوكول والإتيكيت الحكومي بكُلِّ مفرداته، الاهتمام بالإتيكيت الاجتماعي؛ لأنَّه هو أساس رفع إنتاجيَّة وكفاءة العمل، الاهتمام بالحياة الاجتماعيَّة للموظَّفين كافَّة، التَّركيز على كفاءة العمل وإنتاجيَّته ضِمْن جولة الوقت، الاهتمام بما هو جديد في حدود المنصب وعدم التَّشتُّت بمواضيع لا تمَسُّ بأيِّ صِلَة بالعمل، الاهتمام بمبادئ ومفاهيم الإدارة والقيادة الحديثة وهي: (التَّخطيط، التَّنفيذ، المُتابعة، والتَّحليل) معتمدة بالدَّرجة الأساس على تنمية الموارد البَشَريَّة والاهتمام أيضًا بالموارد الماليَّة، سواء الصرفيَّات (المستوردات) أو الواردات، وأهم مبادئ القيادة هو المصداقيَّة والشَّفافيَّة والتَّحليل العلمي الأكاديمي الرَّصين في كِتابة التَّقارير ونتائجها وإرسالها إلى الجهات العُليا، الاهتمام بمبدأ التَّجديد والمقترحات بالعمل اليومي ضِمْن تطبيق (أجندة التَّكتيك والاستراتيجيَّة) لكافَّة الأهداف المرسومة ضِمْن مظلَّة العمل وعدم الاستخدام الشَّخصي أو استغلال المنصب، تغيير الخطط وأدوات التَّنفيذ في حالة عدم تحقيق الأهداف المنشودة ولا تغيّر الأهداف؛ لأنَّ الأهداف مثبتة ضِمْن جدولة الجهة المعيّنة، عدم تجاوز الصلاحيَّات دُونَ الأذن من الأعلى.

د. سعدون بن حسين الحمداني

دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت