السبت 21 ديسمبر 2024 م - 19 جمادى الآخرة 1446 هـ

وطني بالعربي : المنفعة الطلابية بين «منحة وبعثة»

وطني بالعربي : المنفعة الطلابية بين «منحة وبعثة»
الأربعاء - 09 أكتوبر 2024 05:00 م

جميلة بنت علي الجهورية

110


نزل قرار إعلان المنفعة التي تستهدف الطلبة الدارسين في الكليَّات والجامعات الخاصة ممن هم يدرسون على نفقة الحكومة ووفق شروط ومعايير استحقاق الدعم الوطني المرتبط بعدد أفراد الأسرة، ليكون هذا القرار بارقة خير وإن كان لن تشمل الجميع إلَّا أنه وجد الترحيب بين كثير من الأُسر التي تعيش جملة من الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية.

يأتي هذا القرار الذي يلبِّي طموحات الطلبة ليواكب الحراك الوطني لبرنامج الحماية الاجتماعية والدعم الوطني ويسير وفق ومعايير اشتراطات وخصوصًا الطلبة الذين يدرسون خارج محافظاتهم أو ولاياتهم والمثقلين بالالتزامات المالية للسكن والنقل، وكذلك مصاريفهم الشخصية مهما كانت قيمة هذا المبلغ الذي سيصرف، إلَّا أنَه وبلا شك سيُسهم في تخفيف بعض العبء الذي يعيشه أبناؤنا الطلبة وخصوصًا أصحاب الدخل المحدود.

إذ يثمّن المجتمع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار هذه المبادرة الوطنية التي ستدخل حيز التنفيذ لصرف المرتبات الشهرية للطلبة المستحقين اعتبارًا من العام الأكاديمي (2024/‏2025م) وتشمل (فقط) طلبة الابتعاث الداخلي، ويستثنى منها الطلبة الذين يدرسون على حسابهم الخاص، وليكون المعيار المستخدم هو مستوى الدخل للحصول على دعم الكهرباء المعتمد في نظام الدعم الوطني والمرتبط بعدد أفراد الأسرة والذي أعلن عنه سابقًا. إلَّا أنَّه ومع هذا الخبر والقرار الذي أبهج الكثير من أفراد المجتمع والمستهدفين يبقى طلبة (المِنَح الداخلية) في حيرة من موقعهم من هذه المنفعة عندما كانت (فقط) تستهدف طلبة الابتعاث الداخلي، ويتساءلون ماذا عنهم؟! أين هم من مظلة الاستفادة من هذه المبادرة التي يفترض أن تشمل أيضًا الطلبة الذي يدرسون تحت مظلة الوزارة وعلى نفقتها بالتعاون مع القطاع الخاص؟! أين هم من رؤية المختصين عندما تم توزيعهم وتخصيص كراسي لهم في الجامعات والكليَّات الخاصة بمختلف محافظات سلطنة عُمان، وكان حالهم كحال طلبة الابتعاث في حصولهم على فرص التعليم والذي يثمنونه بكل احترام وتقدير ليستثنوا الآن من هذه المخصصات عندما كانت المناشدات بالنظر لإعانة طلبة التعليم العالي في برنامج الحماية الاجتماعية والدعم الوطني؟!

أسئلة كثيرة خالجت طلبة المِنَح الداخلية وذويهم عندما اصطدموا بتخصيص المنفعة لطلبة الابتعاث الداخلي فقط؟ أسئلة يشفعونها بكثير من الرجاء والأمل والثقة في المختصين لدراسة استحقاقهم لهذه المنفعة التي ستحقق العدالة مع أقرانهم من طلبة الابتعاث الداخلي لتشابه ظروفهم وأحوالهم وإن اختلفت مسميات فرص التعليم بين (مِنحة داخلية وبعثة داخلية) إلَّا أنَّ الجميع متساوون في الفرصة وحق الانتفاع من المنفعة التي تقع تحت معايير الدعم الوطني.

جميلة الجهورية