الفنان الملحن المهندس سيف الغرابي فـي حواره مع «الوطن »
حاورته ـ ليلى الرجيبية:
يقال دائمًا ما يوصلنا الذوق إلى الفن وهو يمسح عن الأرواح غبار الحياة اليومية، ولكن إذا اجتمع الغناء مع التلحين تخرج الكلمات برسالة صوتية من الفنان إلى من يستمعه ويطربه .. ضيفنا اليوم تفوَّق كثيرًا في هذا المجال، فقد استطاع أن يكون الملحِّن الفنَّان المهندس، حيث أحسَّ أنه واحد من أولئك الأشخاص الذين يجري في دمائهم الفن وشعَر به ليكون اليوم أحد روَّاد الأغنية العُمانية.. سيف الغرابي هو فنَّان وملحِّن يحمل شهادة بكالوريوس في هندسة مسح الكميات من جامعة التقنية، والماجستير من جامعة كوفلتري.
بدأت رحلته الفنية من على كرسي الصف المدرسي ليحققَ مراكز متقدمة على مستوى مدارس المنطقة وسلطنة عُمان واصل مسيرته في الدراسة الجامعية، حيث مثَّل الكليَّة وكان رئيسًا للجماعة الثقافية لمدَّة عامين، وحصل على المركز الثاني في مسابقة الإنشاد بجامعة السُّلطان قابوس عام 2013، والمركز الأول في مسابقة الإنشاد بالكليَّات التقنية، كما فاز بالمركز الأول في مسابقة الغناء بالجامعة العربية عام 2014 ومثَّل سلطنة عُمان في مسابقة منشد الشارقة عام 2015، كما سجَّل الغرابي عددًا من المشاركات للأغنية العُمانية والخليجية والعربية.
وقال الفنَّان سيف الغرابي: قدَّمتُ العديد من الأعمال الوطنية والاجتماعية والإنسانية في السابق، ودخلت مرحلة الاحتراف في عام 2018، حيث سجَّلت أول أغنية بعنوان الموج عاتي، واستمرت أعمالي الغنائية في التنوُّع بين الوطنية والعاطفية. في بداياتي كانت معظم الأعمال التي أقدِّمها كاستثمار لنفسي، وكنتُ أتحمل تكاليف الإنتاج، حيث كان هدفي تقديم محتوى مختلف يحمل قيمته الفنية والثقافية والإنسانية؛ لأنَّ جمهورنا يستحق تلك الأعمال الراقية، وبالتالي فقد حققت أعمالي نجاحًا كبيرًا، ومشاهدات مليونية على منصَّات التواصل الاجتماعي بالتعاون مع العديد من المؤسسات، مثل تلفزيون سلطنة عُمان وشركة دليل النفطية والشركة المتحدة لأعمال الخدمات، والبنك الأهلي، وغيرها. كانت هذه الأعمال تتضمَّن أغاني وطنية مصوَّرة على شكل فيديو كليب مستوحاة من الألحان التراثية العُمانية التي قمتُ بتطويرها وتقديمها بأسلوب عصري يتماشى مع الحداثة الفنية والحياتية الحالية.
وعن جائزتي البلبل الفضي وأحسن ملحِّن في مهرجان الأغنية العُمانية للعام الحالي قال: كنتُ أترقب هده المسابقة منذ فترة طويلة نظرًا لأهميتها، فهي واحدة من المحطَّات التي أضافت لي الكثير على الصعيدين الفني والشخصي، حيث أتاحت لي الفرصة لتقديم نفسي للجمهور العُماني والخليجي، نظرًا لما يتمتع به هذا المهرجان من جماهيرية بالإضافة إلى أنها فرصة للاحتكاك وتبادل الخبرات مع الفنَّانين المشاركين، والتغلب على تحدِّيات المنافسة، كلها عوامل أكدت لي ضرورة خوض التجربة وتحقيق مركز متقدم فيها فكانت الخطوة الأولى للوقوف أمام لجنة التحكيم والجمهور في مسرح يضم أكثر من 3000 متابع لتسجلَ لحظتي التاريخية بإعلان النتائج لتكون المرة الأولى في تاريخ المسابقة التي يحصل فيها متسابق على مركزيْنِ كفنَّان وملحِّن في أغنية إنسان عادي من كلمات الشاعر الكبير طارش قطن.
وأضاف: درستُ الموسيقى وعِلم المقامات، كما خضعتُ لتمارين الغناء بإشراف أساتذة متخصصين، ومنذ حوالي سنة ونصف بدأت تعلُّم العزف على آلة العود، وقد ساعدتني هذه الآلة كثيرًا في تحسين أدائي في الغناء وتأليف الألحان.
وعن حياته الشخصية قال الفنَّان سيف الغرابي: الحفاظ على التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية يعَدُّ تحدِّيًا كبيرًا يواجهه الكثيرون، وخصوصًا الفنَّانين الذين يعيشون حياة مليئة بالتغيُّرات، لذلك فإنَّ موهبة التلحين والغناء أسهمَت كثيرًا في تطوير مهارات التواصل والإدارة، واكتساب المعرفة، والإصرار على تحقيق النجاح. ويعَدُّ صاحب الموهبة هو قيمة مضافة لأي مؤسسة يلتحق بها؛ لأن هناك بعض الاستراتيجيات مطالبة بالتوازن وتحديد الأولويات، وتنظيم الوقت، والاحتفاظ بالمرونة، بالإضافة إلى الاهتمام بالصحة العقلية والجسدية وغيرها من الجوانب المهمة. وتحدَّث الغرابي عن الانتقادات التي من الممكن أن تواجهه قائلًا: أمر طبيعي وصحي أن يواجه الفنَّان بعض النقد والسلبيات من جمهوره، ولكن هناك آليَّة للتعامل مع الانتقادات من خلال تحويل الفنَّان التعليقات إلى إيجابيات، ويجب أن تُعدَّ الانتقادات فرصة للتعلم والتصحيح بدلًا من أن تكون مصدر إحباط، وقد تحتوي بعض التعليقات على ملاحظات قيِّمة يمكن أن تساعدك في تحسين أدائك، من المهم أيضًا تجنُّب الرد بشكلٍ عاطفي ومن الأفضل التروِّي والتفكير قبل الردِّ على أيِّ تعليق إذا كان هناك حاجة للردِّ.
واختتم حديثه معنا عن أعماله القادمة قائلًا: أقوم الآن بالتحضير لعمل فني من كلمات الشاعر السعودي خالد العوض بعنوان «متعادلين»، وستكون الأغنية من ألحاني، كذلك توجد تحضيرات لأعمال غنائية وحفلات خارجية بالتعاون مع وزارة الثقافة، والرياضة، والشباب.