الكويت ـ انور الجاسم:
أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أمسية نقاشية بعنوان (ذاكرة المكان) حول أعمال الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، وذلك بمقر المكتبة الوطنية ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ22.
وقالت الكاتبة والروائية الكويتية بثينة العيسى في تقديم الكاتب إنه رصد في رواياته قضايا نكبة فلسطين والاحتلال والتهجير موضحة ان تلك الاعمال تناولت فترة زمنية تمتد ل250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث ومن ابرزها (قناديل ملك الجليل) و(زمن الخيول البيضاء) و(زيتون الشوارع).
وأضافت العيسى أن نصر الله تمنى لو يدرس الموسيقى لكنه اصطدم بقلة الإمكانيات المتاحة للأطفال في مخيمات اللاجئين فتحول الى الكتابة ليكتشف معها ذاته وحولها من وسيلة للتعبير الى فعل مقاوم وفعل للوجود.
من جهته قال نصر الله في الأمسية إن الأعمال الروائية التي تتناول حقبة زمنية قديمة تتطلب من الكاتب بذل المزيد من الجهد في البحث وتقصي الحقائق عن تلك الفترة ما يجلعه يشعر بأنه قد عاش فيها.
وأكد نصر الله أنه عاش هذا الشعور حين كتب روايته عن ظاهر العمر الزيداني أحد الحكام الفلسطينين في فترة الحكم العثماني مبينا ان التصدي للكتابة عن الزيداني مسؤولية كبيرة حيث واجه مشكلة شح المصادر التي كتبت عنه ماحتم عليه ان يكون امينا في البحث عن اي معلومة تخص تلك الحقبة.
واشار الى انه استوحى روايته (ارواح كليمنجارو) من رحلته برفقة شابين فلسطينين فقدا ساقيهما في ظل الاحتلال الاسرائيلي الى قمة جبل (كلمنجارو) وما شكلته من تحد تحد جسدي وادبي باعتبارها شهادة فريدة من نوعها على مقاومة فلسطينية "وانها رسالة للعدو الصهيوني مفادها ان الفلسطينيين ابناء حياة".
وذكر ان لديه بعض الطقوس التي يمارسها أثناء شروعه في كتابة أي رواية ابرزها عدم السفر والكتابة بشكل يومي مشيرا الى قيامه بمراجعة ماكتبه بعد شهرين بنظرة الناقد ومن ثم الاستماع الى ملاحظات واراء مجموعة من الاصدقاء قبل خضوع الرواية للطباعة والنشر.
واوضح نصر الله انه لمس نهم وشغف جيل الشباب بالقراءة لاسيما في الكويت وذلك بعد اقبال العديد منهم على شراء رواياته التي عرضت في معرض الكويت للكتاب.
يذكر ان مهرجان القرين الثقافي يعد أحد أهم الأنشطة الثقافية الدورية في دولة الكويت ويتضمن في دورته الـ22 مجموعة التي تستمر حتى السادس من فبراير المقبل عددا من الفعاليات والأنشطة والندوات الأدبية والشعرية والثقافية.