الشارقة ـ العمانية خصصت فصلية «المسرح» التي تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ملف عددها الأخير لموضوع «المسرح والهجرة». وكتب عبيدو باشا قارئاً أحوال عدد من المسرحيين العرب الذين هاجروا في وقت سابق إلى أوروبا، سائلاً عن حضورهم وتأثيرهم في مجتمعاتهم الجديدة، والمدى الذي بلغته تجاربهم الإبداعية هناك. واستعرض الدكتور حسن عطية في دراسته «الهجرة في المسرح العربي: بدايات وامتدادات»، خمسة عروض مسرحية عربية قاربت موضوع الهجرة، في الفترة الممتدة من سبعينات القرن الماضي وصولاً إلى اللحظة الراهنة. أما هشام بن الهاشمي فتتبع، في دراسته « جواد الأسدي .. إقامة في التخوم»، التداخل الحيوي بين الرؤى الفنية لهذا المخرج العراقي وتجربة عيشه في المنافي. وكتب لحميد علاوي عن المسرحيين الجزائريين الذين هاجروا إلى فرنسا والتحديات التي واجهتهم، وبخاصة تجربة سليمان بن عيسى. واستحضر السر السيد مسرحية « وادي أم سدر» التي كُتبت في ثمانينات القرن الماضي، مبرزاً ريادتها في تناول ظاهرة نزوح القبائل السودانية من الأطراف إلى المركز. وقدم حسن المنيعي ترجمة لدراسة الباحثة الفرنسية آن لغاليك «مسرح المهاجرين في فرنسا: تفكيك العزلة» والتي تعرّف بتأثير المزاج الثقافي لمرحلة ما بعد الاستعمار على خيارات المسرحيين العرب والأفارقة في باريس خلال ستينات القرن الفائت وسبعيناته. أما يحيى البشتاوي فكتب عن صورة الفلسطيني المهاجر كما تجلت في النصوص المسرحية العربية، فيما تناول سعيد كريمي ظاهرة الهجرة غير الشرعية في المغرب استناداً إلى العرض المسرحي «الحرّاكة». وكتبت الزهرة بنبراهيم عن الهجرة المؤقتة والملهمة للمسرحي الفرنسي انطونان آرتو إلى جزيرة بالي الأندونيسية. ورصدَ منصور العمايرة النصوص المسرحية التي تناولت الهجرة في الشرق والغرب، على مدى حقبة زمنية طويلة.وتحت عنوان «مسرحيو المهاجر .. حصة حنين وشجن» كتب سعيد الناجي عن حياة الفنان المسرحي التي أصبح من سماتها الانتقال من مكان لآخر. وتقرأ لمى عمار في مقالتها «المسرح والهجرة .. تجارب وحكايات سوريا في ألمانيا»، دور المسرح في تخفيف معاناة اللاجئين السوريين في برلين ومساهمته في التعريف بهم وتعرفهم على الآخرين، كما تسأل الكاتبة عما يمكن للمسرح أن يسهم به لتغيير قوانين الهجرة. وتحت عنوان «اللجوء بوصفه موضوعاً للمسرح» يسأل زياد عدوان عن التحديات التقنية والفكرية التي يمكن أن تواجه الفنانين عند محاولتهم مسرحة أوضاع اللاجئين وتقديمها فوق الخشبة. وكتبت سوسن عزام عن «الهجرة والمسرح والاندماج الثقافي»، منطلقة من مساهمة وليم شكسبير في كتابة مسرحية «السير توماس مور» التي تمحورت حول الاحتجاجات وموجات الغضب العارمة في لندن رداً على تصرفات المهاجرين القادمين من لومباردي في إيطاليا. وفي باب «دراسات» كتب مصطفى رمضان عن النقد المغربي بين التنظير والتطبيق. وساهم عواد علي بدراسة عن كاتبات المسرح العراقي في الفترة ( 1953-2003). أما باب «تجارب وشهادات» فكتب فيه عبد الرحمن بن زيدان عن مسالك ومحطات تجربته في القراءة والنقد والتنظير. واشتمل باب «متابعات» على تغطيات خاصة بمهرجانات مسرحية في الشارقة والكويت والجزائر والقاهرة، إضافة إلى قراءة أنجزها أحمد شرجي حول أوراق الملتقى العلمي لأيام الشارقة المسرحية الذي عُقد في الدورة الماضية من المهرجان تحت شعار «المسرح العربي وتحديات الراهن»، كما استطلع ألجي حسين عدداً من المسرحيين العرب حول موقع المسرح العربي في وقتنا الراهن. وتحت عنوان «المسرح بين التخييل والتجسيد» قرأت نورا أمين تجربة المخرج السويسري ميلو راو الذي عمد إلى استثمار فضاء المحاكم القضائية كمكان للعرض المسرحي.وكتب أحمد السبياع عن قدرة مسرح الدولة في المغرب على استقطاب الجمهور. وضم الباب قراءات نقدية حول عروض مسرحية شهدتها العواصم العربية، ومنها قراءة في المسرحية المغربية «طنجيتانوس» كتبها أحمد بلخيري، وكذلك قراءة حول إخراج الجزائري شريف زياني لمسرحية «عرس الدم» بقلم عبد الكريم قادري. وضم باب « كتب» قراءات لأربعة عناوين مسرحية، ونشرت المجلة التي يرأس تحريرها أحمد بورحيمة، نص «لم يك شيئاً» الفائز في «مسابقة الشارقة للإبداع العربي- الإصدار الأول 2015» وهو من تأليف السعودي إبراهيم الحارثي.