تغنى به كثير من الشعراء
المصورة: البرقع إرث عربي أصيل يمثل روح الأصالة عند المرأة البدوية

كتب ـ خالد بن خليفة السيابي: جميل أن يبحر المصور بعدستة ويحلق خارج حدود المألوف ويفتش في تراث الأمس ليقدم للعالم الخارجي شيئا من عبق الماضي المفعم بالجمال والعذوبة. في هذا الإطار اقتنصت المصورة رقية الحوسنية بعدستها صورة «البرقع»محاولة منها لإحياء هذا الموروث الذي يذكرنا بالزمن الجميل، والبرقع يحمل قيمة فنية عند آبائنا وأجدادنا من مئات السنين. بداية ظهور البرقع كان هذا حوالي عام 1870 للميلاد. ويتميز البرقع بألوانه المتعددة الأسود والأخضر والأحمر والبنفسجي والأصفر والفضي واللون المنتشر المتداول هو اللون الأسود، والمادة التي يصنع منها البرقع هي القماش،حيث يتكون البرقع من خط مستقيم يمر على الجبهة يقطعه خط آخر يمر بشكل طولي على الأنف وهناك عيون البرقع وضعت خصيصا أمام عيون من ترتدي البرقع ويوجد بالبرقع انحناءات ممتدة من الجبهة وحتى آخر فتحة العين من الجانبين.يذكر أن الكثير من الشعراء يتغنون بالبرقع العربي، ومنهم الأمير الشاعر خالد الفيصل آل سعود ومن أبياته الشعبية التي كتبها: ماهقيت إن «البراقع» يفتنني .. لين شفت إظبا النفود مبرقعاتي .. الله أكبر يا عيون ناظرني .. فاتنات ناعسات ساحراتي. وعن رؤيتها وحكاية تصويرها للبرقع تقول المصورة رقية الحوسنية: قمت بتصوير العديد من الوجوه، ومن مشاهد جمال الطبيعة، وصورت في جوانب متعددة أخرى، ولكن استوقفتني نفسي، لماذا لا أقدم صورة تحمل شيئا من التراث العماني والعربي بشكل عام، بعدها حلقت بعدستي واستوقني «البرقع»، وهو متداول بكثرة في بعض المجتمعات العربية، فجاءت فكرة تصوير البرقع وبحكم أنوثتي أحببت أن أقدم عملا يخص المرأة، والبرقع يمثل روح البداوه عند المرأة البدوية، عندما أمد بصري وأحدق بتفاصيل هذه البراقع يتفجر بداخلي شعور من الفخر أن البرقع باق إلى يومنا هذا، ويعتبر إرثا عربيا أصيلا.