توقعات بمزيد من التراجع مع منتصف العام القادم
ـ التجار لـ "الوطن الاقتصادي": نأمل بتوحيد الأسعار اليومية للذهب للحد من التلاعب في السعر اليومي

استطلاع ـ الوليد بن زاهر العدوي:
شهدت أسعار الذهب في أسواق السلطنة في الفترة الماضية موجة من التراجعات خاصة في ظل الانخفاض الذي تشهده أسعار الذهب في الأسواق العالمية حيث تراوح سعر جرام الذهب بين 11.850 ريال عماني إلى 12.600 ريال عماني بمختلف عيارات الذهب الموجودة في السلطنة.
وتوقع تجار الذهب في استطلاع اجراه الوطن الاقتصادي أن تشهد أسعار الذهب في السلطنة خلال الفترة القادمة وتحديدا مع منتصف عام 2016م مزيدا من الانخفاض حسب رؤية تجار الذهب في الخليج العربي.
وعلل عدد من تجار وباعة الذهب بالسلطنة أسباب التراجع في أسعار الذهب للاوضاع المتقلبة في السوق من حيث انخفاض أسعار النفط العالية وما سببته من عوامل وظروف، وكذلك الاوضاع الجيوسياسية التي تمر بها عدد من دول العالم.
وتوقع التجار أن يواصل الذهب تراجعه حتى منتصف العام القادم 2016م، حيث سجل الذهب انخفاضا إلى أدنى مستوياته هذا العام، كما أن عوامل الانخفاض جعلت الكثير من الأسر والمستهلكين يقبلون بشكل جيد للشراء معتبرين أن الذهب الملاذ والاستثمار.
وكان الذهب قد ارتفع الخميس الماضي وسط تعاملات هزيلة قبيل موسم إجازات نهاية الإسبوع بعد خسائر دامت يومين بسبب ضعف الدولار ومع استمرار تعافي النفط من أقل مستوياته في سنوات.
واشار عدد من المراقبين أن الذهب ارتفع في العقود الفورية 0.3% إلى 1073.60 دولار للأوقية "الأونصة" بعدما نزل 0.7% في آخر جلستين له نهاية الأسبوع الماضي، وأن الذهب يرتبط بشكل إيجابي بالنفط إذ يعتبر المعدن النفيس أداة تحوط ضد التضخم الذي يقوده النفط. وارتفعت أسعار النفط الخام للجلسة الرابعة على التوالي الخميس الماضي بعد أن سجل أقل مستوى.
وقال إسماعيل محمد آدم الصائغ صاحب محلات أولاد آدم للذهب والمجوهرات والذي يمتلك 13 فرعا منتشرة في السلطنة أن أسعار الذهب تشهد تراجعات خلال الفترة الحالية حيث تتراوح أسعار الذهب بين 11.850 ريال إلى 12.600 بكافة العيارات المتداولة بالسوق، مضيفا في الوقت ذاته أنه وحسب توقعات تجار الذهب في الخليج ستشهد الأسعار انخفاضا أكثر خلال منتصف العام القادم.
وأشار إلى أن تجار الذهب في السلطنة يسعون إلى توحيد الأسعار اليومية للذهب، حيث تشهد الأسعار تغييرا بشكل يومي وبالتالي نحن بحاجة إلى توحيد الأسعار من أجل الحد من التلاعب في الأسعار، وقمنا في الفترة الماضية بالاجتماع مع ممثلي من وزارة التجارة والصناعة والهيئة العامة لحماية المستهلك وغرفة تجارة وصناعة عمان ونأمل أن تتخذ الخطوات اللازمة من قبل جهات الاختصاص في الفترة القريبة القادمة وضبط سوق الذهب بالسلطنة وحفظ حقوقنا وحقوق العملاء.
من جانبه قال عبدالستار يعقوب الهاشم الشريك بمحلات النفيسة للذهب والمجوهرات وعدد من محلات المجوهرات بالسلطنة أن الإقبال على شراء الذهب مع انخفاض الأسعار في الفترة الحالية جيد نوعا ما، حيث بلغت أسعار أونصة الذهب (31.16) جرام حاليا 1076 دولار أي ما يعادل 415 ريالا تقريبا بالمقارنة بـ 1400 دولار قبل عام أي ما يعادل تقريبا 540 ريالا للأونصة، مضيفا أن أسعار الذهب في الفترة الحالية للجرام تراوحت بين 10.700 ريال لعيار 18، و12.640 ريال لعيار 21، بينما بلغ بيع عيار 22 بـ 13.200 ريال.
أما فيما يتعلق بالاستخدامات فأشار عبدالستار الهاشم أن العمانيين يقبلون على شراء الذهب بعيار 21 ، فيما يقبل الآسيويون لشراء عيار 22 وبقية الأجانب يفضلون شراء الذهب من عيار 18، وعلى مستوى الإقبال على شراء الذهب فإن العمانيين وفي موسم الأعراس يقبلون على شراء الذهب العماني بنسبة 70% من إجمالي الشراء بأسواق الذهب بالسلطنة، ويأتي الذهب البحريني والسعودي بـ 30% من نسبة الإقبال على الشراء، حيث يعد الذهب الملاذ الآمن عن بقية المشاريع الاستثمارية الاخرى والإقبال من العمانيين لشراء السبائك الذهبية بغرض التجارة والاستثمار قليلا جدا بالمقارنة مع أكبر بلدين في آسيا الصين والهند واللذين يعتبران الاكثر استهلاكا للذهب.
وحسب ساكسو بنك في تقريره الشهري أوضح البنك أن المستثمرين استغنوا بشكل متزايد عن مواقعهم في المعادن الثمينة ـ ومن بينها الذهب ـ خلال الأشهر الماضية، حيث أخرجوا منذ بداية العام الحالي 135 طناً من المنتجات من إطار التداول في البورصة مدعومين بالذهب، في حين تسجّل صناديق التحوّط حالياً مستويات قياسية قصيرة الأمد ضمن بورصة ’كوميكس‘ في نيويورك.
وسيكون سلوك الذهب إثر رفع معدلات الفائدة متوقفاً إلى حد بعيد على ردّة فعل الدولار؛ إذ تتوقع السوق حالياً ارتفاع معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليتبعها صعود تدريجي نحو 1.7% بحلول نهاية 2018، وبالتالي سيكون التأثير الذي سيطال الذهب ناجماً بمعظمه عن حركة الدولار. وقد أفضى سوء التدبير المخيّب للمصرف المركزي الأوروبي في الآونة الأخيرة إلى تحفيز حركة بيع للدولار مع خفض مواقع اليورو القصيرة التي حققّت ارتفاعاً.
وأضاف البنك أن معدلات الفائدة الأميركية ارتفعت مجدداً بعد سنة كاملة من الانتظار؛ حيث اجتمع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بتاريخ 16 ديسمبر كرة أخيرة هذا العام، وأفضى هذا الاجتماع إلى أول خطوة رسمية لرفع معدلات الفائدة الأميركية منذ أكثر من 9 سنوات، وقد تراجع نشاط السوق الأسبوع الماضي نسبياً، بالتوازي مع تركيز المتداولين على الأسبوع القادم وفشل الدولار في حفز أي دعم ما عدا تربيع كميّة محدودة من المواقع قصيرة الأمد، حيث وجدت سوق الذهب الفورية دعماً عند قاع عام 2010 المتمثّل بالمستوى 1045 دولار، في حين يجب تجاوز المقاومة 1100 دولار كي يكون بالإمكان توقعّ مزيد من التوحيد.