الحلقة عرفت المشاركين بمفهوم التنمية السياحية المستدامة واكتساب تجربة عملية في استخدام المؤشرات البيئيةوزير السياحة: مرصد نموذجي لمؤشرات السياحة المستدامة في السلطنة قيد الإنشاء بمنطقة الخيرانكتب ـ عبدالله الشريقي:احتفلت وزارة السياحة أمس بتكريم المشاركين في حلقة عمل حول تطبيق مؤشرات السياحة المستدامة والتي هدفت إلى التعرف على مفهوم التنمية السياحية المستدامة وإكساب المشاركين تجربة عملية ومنهجية قابلة للتطبيق في مجال استخدام المؤشرات البيئية والحصول على مقترحات للمؤشرات التي تم من خلالها عمل دراسة جدوى للمرصد النموذجي المزمع إنشاؤه في منطقة الخيران.رعى حفل التكريم معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة حيث قال: ان أهم ما توصلت اليه هذه الحلقة دراسة منطقة الخيران، ففي السابق لم نكن نأخذ بعض الأمور في الحسبان من حيث صلتها بإدارة البيئة وفي نفس الوقت علاقتها بالسياحة، ومعرفتنا بالآليات المتبعة ستساعد كثيرا في تطوير منطقة الخيران عندما يكون هناك مشروع محدد. وكمثال على ذلك التراخيص التي تعطى للمواطنين القاطنين في المنطقة بتمديد أو زيادة البناء في مساكنهم ونوعية المواد المستخدمة في البناء، حيث في السابق لم تكن لدينا الخبرة في وزارة السياحة وقد تكون في بعض الأحيان اجراءات الوزارة معيقة، وكذلك الرابط بين وزارة السياحة ووزارة البيئة والشؤون المناخية فيما يتعلق بالبيئة سواء ما تحت الماء والأشجار له اختصاصات وخبراء، وهذه الحلقة التي جمعت المختصين والجهات المعنية تجعل عملية التنسيق مستقبلا في ادارة مثل هذه المناطق أفضل وأكثر فعالية.وأضاف معاليه أن حلقة العمل جاءت في إطار الإستفادة من خبرة منظمة السياحة العالمية لتطبيق منهجية مؤشرات السياحة المستدامة على المواقع السياحية فقد بادرت وزارة السياحة بالتعاون مع المنظمة لإقامة الحلقة وذلك في إطار السعي إلى تطبيق الإستراتيجية السياحية والتي من أساسياتها تطبيق مؤشرات السياحة المستدامة.وأوضح معالي وزير السياحة بأن مرصد السياحة المستدامة في السلطنة بمنطقة الخيران حاليا في إجراءات الإنشاء حيث تم الاتفاق حول ذلك مع منظمة السياحة العالمية والذي سوف يساعد في تطبيق المنهجية الصحيحة في مؤشرات السياحة المستدامة مستقبلا .. مؤكدا بأن تفعيل هذه المؤشرات سيكون إيجابيا على قطاعي السياحة والبيئة في السلطنة موضحا أن المعايير التي ناقشتها الحلقة هي معايير دولية وتبحث مدى كفاءة وإستجابة الجهات المعنية القائمة على السياحة ومدى تطوير الموارد البيئية في السلطنة.واشار معالي المحرزي إلى أن المشاركين في الحلقة زاروا منطقة الخيران المحمية التي تدار من قبل وزارة السياحة كمثال عملي يطبق حيث تعرف المشاركون على التحديات التي تواجه منطقة الخيران سواء الإقتصادية أوالإجتماعية ومشكلة التوسع السكاني حيث تم وضع المنهجية الصحيحة لتطبق كمثال على منطقة الخيران وذلك بهدف اكسابهم الخبرات كي يكونوا قادرين على تطبيقها في كل المحميات وعلى كل المواقع السياحية.من جانبه قال الشيخ هلال بن غالب بن علي الهنائي مستشار السياحة الخضراء والمكلف بأعمال مدير عام التخطيط والمتابعة والمعلومات بوزارة السياحة إن المشاركين في حلقة عمل حول تطبيق مؤشرات السياحة المستدامة والتي أقيمت خلال الفترة من 11 ـ 13 مايو 2015م بفندق مسقط انتركونتيننتال وبالتعاون مع منظمة السياحة العالمية سنحت لهم الفرصة للإستفادة القصوى من النماذج العالمية والمنهجيات العلمية في تطبيق مؤشرات السياحة المستدامة على مستوى العالم، ولا شك بأن تلك الحلقة قد اتخذت من موقع بندر الخيران بمحافظة مسقط نموذجا دراسيا يمكن المخططين والمطورين والباحثين والأكاديميين والطلبة من تقييم المواقع ذات الجذب الطبيعي والثقافي وكيفية توظيفها لمنهجيات التخطيط والإدارة بما يكفل ضمان الإستدامة بكافة أشكالها سعيا لتوفير معايير المحافظة على عوامل الجذب المتنوعة من جهة والإستفادة الإقتصادية من جهة أخرى.واستعرض الهنائي في كلمته النتائج والمعطيات التي خرجت بها الحلقة وهو ضرورة وجود خطة متكاملة لبندر الخيران تسهم في التنظيم والرقابة على الموقع وقياس مدى رضا السكان المحليين عن التخطيط للمقصد وإدارته بالإضافة إلى قياس الوعي العام لديهم بأهمية الحركة السياحة وتوفير الحماية للحياة الفطرية لبندر الخيران مثل الشعاب المرجانية وأشجار القرم والسلاحف وضرورة وجود حصر للمقومات الثقافية لبندر الخيران وضرورة حصر العدد الإجمالي للسياح الوافدين وفترات الذروة وذلك للتحكم في أعداد السياح وعدم الإضرار بالمقومات الطبيعية. بالاضافة الى ذلك ضرورة حصر عدد السكان المحلين العاملين في مجال السياحة ووجود رصد منتظم للمسائل البيئية في بندر الخيران مثل (مستويات التلوث في البحر، والمعادن الثقيلة، وكثافة أشجار القرم وصحتها، وحالة الشعاب المرجانية، ومستويات الأجناس الحيوية مثلا السلاحف) ورصد تلوث التربة والمياه من خلال حصر حجم النفايات بالطن شهريا والنسبة المئوية لمياه المجاري وإدارتها حتى لا تلحق الضرر بالحياة الفطرية في بندر الخيران وضرورة وجود خطة عمل للحد من تأثيرات تغير المناخ كجزء من الخطة الشاملة بموقع بندر الخيران.شارك في الحلقة عدد من الخبراء والمختصين الدوليين المهتمين بشؤون البيئة ودراسة المؤثرات الاقتصادية والطبيعية والاجتماعية التي تطرأ على البيئة ومفرداتها المتنوعة حيث تم التطرق عن كثب إلى تحديد الجوانب والقضايا المتعلقة بمؤشرات السياحة المستدامة وذلك بعد إجراء دراسة أولية قبيل عقد الحلقة بأيام لمنطقة بندر الخيران باعتبارها نموذجا واضحا لتطبيق مؤشرات السياحة المستدامة.