أوجب الإسلام على المرأة طاعة زوجها في غير معصية الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى جعل زوج المرأة ستراً لها في هذه الدنيا.
عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " للمرأة ستران قيل: ما هما؟ قال: (الزوج والقبر)"، من أجل ذلك وغيره شرع الإسلام حقوقا للزوج على زوجته من هذه الحقوق:
(1) حسن طاعته، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لو كنت آمرا أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) ، وقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت).
(2) أن تعترف بفضله وبإحسانه إليها، فعن عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (لا ينظر الله تعالى إلى المرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه)، ويروي البخاري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) انه قال :(اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء, واطلعت في النار, فرأيت أكثر أهلها النساء) قالوا بم يا رسول الله؟ قال: بكفرهن، قيل: يكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير فتكفرن الإحسان, ولو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا, قالت: ما رأيت منك خيراً قط.
(3) ألا تمنعه نفسها، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته, فبات غضبانا عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)، وفي رواية أخرى:(والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبي عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضي عنها)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رأسهم شبرا رجل أم قوم وهم له كارهون, وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط, وإخوان متصارمان)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته وإن كانت على التنور)، قال العلماء: إلا أن يكون لها عذر من حيض أو نفاس فلا يحل لها أن تجيئه ولا يحل للرجل أيضا أن يطلب منها في حال الحيض أو النفاس, ولا يجامعها حتى تغتسل، لقوله تعالى : (فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن) أي: (لا تقربوا جماعهن حتى يطهرن)، والنفاس مثل الحيض .. فلا يحل للمرأة أن تطيع زوجها إذا أراد إتيانها في حال الحيض والنفاس وتطيعه فيما عدا ذلك، ومن الواجب على المرأة أن تتنظف لزوجها فلا يرى منها دائما إلا المظهر الجميل، وإذا كانت جميلة فلا تفتخر عليه بجمالها ولا تعيبه بقبح إن كان فيه.
قال الأصمعي: (دخلت البادية فإذا امرأة حسناء لها زوج قبيح, فقلت لها: كيف ترضين لنفسك أن تكوني تحت مثل هذا؟ فقالت: اسمع يا هذا, لعله أحسن فيما بينه وبين الله خالقه فجعلني ثوابه, ولعلي أسأت فجعله عقوبتي).
(4) لا تخرج من بيته إلا بإذنه, وهذا ما أخبر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره, ولا تخرج وهو كاره, ولا تطيع فيه أحدا, ولا تعزل فراشه, ولا تضربه, فإن كان هو أظلم, فلتأته حتى ترضيه, فإن قبل منها فبها ونعمت, وقبل الله عذرها وأفلج أي (أظهر حجتها وقوّاها حجتها) ولا إثم عليها وإن هو لم يرضَ فقد أبلغت عند الله عذرها)، فخروج المرأة بغير إذن زوجها أو سفرها بغير محرم لها يترتب عليه من المفاسد ما لا يخفى وخصوصا في هذه الأيام التي تمشي فيها الرذائل رافعة رأسها بغير حياء, بينما تمشي الفضائل فيها على استحياء.
(5) الصيانة والستر حتى بعد وفاته، فيجب على المرأة أن تحفظ عورتها إلا من زوجها وأن تظل راعية لحق زوجها في ذلك حتى بعد وفاته فلا تتبرج بعده ولا تهتك الستر الذي بينها وبين ربها، ويجب على الزوج أن يأمر زوجته بالتستر والحجاب ولا يدعها تخرج إلى الشارع عارية أو شبه عارية ينظر إليها الغادي والرائح.
(6) أن لا تأذن في بيته لمن يكره، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في هذا المعنى: (ألا وإن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا.فحقكم عليهن, أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون, ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون, ألا وحقهن عليكم , أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن).
(7) ترك مطالبته بما فوق طاقته، فعلى الزوجة أن تتعفف ولا تُحمّل زوجها فوق طاقته فيأتي لها بالحرام، وقد كان نساء السلف الصالح يتعففن عن أكل الحرام وتوصي زوجها بذلك فكان الرجل إذا خرج من بيته في الصباح تقول له زوجته : (إياك وكسب الحرام فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار) ، وهمّ رجل من السلف بالسفر فأنكر عليه جيرانه سفره, فقالوا لزوجته: لم ترضين بسفره ولم يدع لك نفقة؟ فقالت: زوجي منذ عرفته, عرفته أكّالا وما عرفته رزّاقا, ولي رب رزّاق يذهب الأكّال ويبقى الرزّاق.
(8) أن تحفظ لسانها عنه ولا تستطيل عليه، قيل لأعرابي مجرب: صف لنا شر النساء فقال: (شرهن السريعة الوثبة, كأن لسانها حربه, تضحك من غير عجب , وتبكي من غير سبب, وتدعو على زوجها بالهلاك، كلامها وعيد, وصوتها شديد, تدفن الحسنات, وتفشي السيئات, تعين الزمان على بعلها, ولا تعين بعلها على الزمان, ليس في قلبها عليه رأفة ولا عليها منه مخافة, إن دخل خرجت, وإن خرج دخلت, وإن ضحك بكت, وإن بكى ضحكت, كثيرة الدعاء، قليلة الإرعاء, إذا حدثت تشير بالأصابع, وتبكي في المجامع, تشهد وهي غائبة, قد دلى لسانها بالزور, وسال دمعها بالفجور, ابتلاها الله بالويل والثبور, وعظائم الأمور) .. هذه صفات المرأة السيئة الأخلاق والطباع .. ندعو الله أن يوفق الجميع للقيام بكامل حقوقهم لكي تستقيم الحياة.
ومن الحقوق الأخرى على الزوجة تجاه زوجها: أن تحفظ ماله ولا تفرط فيه وكذلك تتزين لزوجها، روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله, فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا)، والمرأة العاقلة هي التي تطلب رضاء زوجها لأن هذا الرضا سبب لدخول الجنة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة)، هذه بعض حقوق الزوج على زوجته، أما عن حق الزوجة على زوجها فلنا معه لقاء قادم إن شاء الله رب العالمين والحمد لله رب العالمين.

إبراهيم السيد العربي