تم خلالها تدشين الهوية المؤسسية لمجمع الابتكار مسقط ومعرض الملصقات البحثية
ـ هلال الهنائي : ازدياد عدد برامج الدكتوراه بالسلطنة من برنامج واحد في عام 2007 إلى 32 برنامج دكتوراه في عام 2014م

انطلقت صباح أمس فعاليات الملتقى السنوي الثاني للباحثين الذي ينظمه مجلس البحث العلمي ، رعى افتتاح الفعالية معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان قابوس للشؤون الثقافية بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعاده والباحثين والأكاديميين من مختلف الكليات والجامعات في السلطنة.
في بداية الحفل ألقى سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي كلمة قال فيها : إن الملتقى السنوي للباحثين يعتبر تظاهرة علمية تهدف إلى تسليط الضوء على نتائج البحوث العلمية الممولة من خلال برنامج المنح البحثية المفتوحة وبرنامج دعم بحوث طلبة الدراسات العليا وبرنامج دعم بحوث طلبة الدراسات الجامعية الأولى.
كما يهدف الملتقى إلى تكريم الباحثين المجيدين الذين تمكنوا من المشاركة الفاعلة في إثراء المعرفة الإنسانية من خلال نشر بحوثهم العلمية المتعلقة بعمان في أرقى المجلات العلمية العالمية ، كما سيتم للمرة الأولى في هذا الملتقى تكريم الفائزين في مسابقة الابتكارات الفردية بفئاتها المختلفة ويتزامن ملتقى هذا العام مع اجتماع اللجنة الاستشارية الدولية لهيئة مجلس البحث العلمي حيث سيضم الاجتماع أعضاء اللجنة السابقة التي رافقت مسيرة المجلس خلال الأربع سنوات الماضية وأعضاء اللجنة الجديدة التي سترافق مسيرة المجلس خلال الأربع سنوات القادمة .
وأشار سعادة الدكتور هلال إلى أنه ضمانا لتحقيق أهداف البحث العلمي والوقوف على واقع البحث العلمي والابتكار وجودة هذه البرامج فقد تم العمل على بناء مؤشرات للعلوم والتقانة وفقا للمعايير المعتمدة عالميا كما تم في العام 2014م تنفيذ دراسة تقييمية لأداء القطاع البحثي بالسلطنة وأثر برامج المجلس في دعم هذا القطاع من قبل أحد بيوت الخبرة المتخصصة كما قامت منظمة الأونكتاد التابعة للأمم المتحدة بتقييم سياسات العلوم والتقنية والابتكار في السلطنة ورغم أن باكورة برامج المجلس كانت قد بدأت مع نهاية العام 2009م من خلال المنح البحثية المفتوحة إلا أن هذه الدراسات خلصت إلى أن برامج المجلس بما أتيحت لها من موارد مالية محدودة قد ساهمت في رفع مؤشرات أداء القطاع البحثي في السلطنة بما يخدم الأهداف الاستراتيجية للخطة الوطنية للبحث العلمي.
ومن المؤشرات التي شهدت تطورا جيدا ازدياد عدد برامج الدكتوراه بالسلطنة من برنامج واحد في عام 2007 إلى 32 برنامج دكتوراه في عام 2014م، كذلك ازدياد أعداد المنشورات في المجلات العلمية لكل مليون نسمة إلى 157 منشورا في عام 2014م مقارنة بنحو 47 منشورا علميا فقط في 2007م ، كما ارتفعت أعداد الباحثين بالسلطنة في عام 2013 إلى 484 باحثا لكل مليون نسمة مقارنة بـ 355 باحثا لكل مليون نسمة في 2007م وكذلك ارتفاع براءات الاختراع من 0.08 إلى 5.5 لكل مليون نسمة .
كما تحدث سعادة أمين عام مجلس البحث العملي عن النشاط في مجال دعم الابتكار بالتزامن مع النشاط في الجانب البحثي موضحا بأن مشروع مجمع الابتكار مسقط والذي يقام على أرض مساحتها 540 ألف متر مربع بالخوض يعتبر البيئة المتكاملة التي نعول عليه ليكون الحاضن الرئيسي للابتكار وللاستثمار في مجال البحث والتطوير.
ومشروع واحة الابتكار والتي يتضمن أربعة برامج أساسية للدعم وهي برامج دعم الابتكار في المجالات التعليمية والأكاديمية والصناعية والمجتمعية ، وقد توج برنامج الابتكار الصناعي بإنشاء مركز الابتكار الصناعي بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية بالرسيل ، كما تم الانتهاء من الفترة التجريبية لبرنامج دعم الابتكار التعليمي وتسليمه لوزارة التربية والتعليم ، في حين يعمل برنامج دعم الابتكار الأكاديمي كمرحلة تجريبية في جامعه السلطان قابوس ، أما في برنامج دعم الابتكار الفردي والمجتمعي فقد تم إنشاء مسابقة الابتكارات الفردية التي سنحتفل غدا أيضا بتكريم الفائزين بالدعم في دورتها الأولى.
وأشار سعادته إلى البرامج الداعمة لجهود المجلس في البحث العلمي والابتكار كبرامج لدعم المؤتمرات ونشر الوعي وتعزيز الهوية وتنشيط التعاون الدولي وتوفير البرامج والشبكات الإلكترونية الداعمة للبحث العلمي والابتكار في السلطنة وللتعريف بالبرامج البحثية والابتكارية وتزامنا مع مرور عشر سنوات على تأسيس المجلس ينطلق معرض البحث العلمي والابتكار في محطته الأولى بولاية بركاء ليطوف على عدد من محافظات السلطنة لنشر الوعي بأهمية البحث العلمي والابتكار والتعريف بجهود المجلس في بناء السعة البحثية وتحقيق التميز البحثي ونقل المعرفة.
وقد تضمنت فعاليات الملتقى تدشين الهوية المؤسسية لمجمع الابتكار مسقط ، حيث قام معالي مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية بتدشين هوية المجمع التسويقية بعدها قدم الدكتور عبد الباقي بن علي الخابوري مدير دائرة المناطق العلمية عرضا مرئيا تناول فيه مراحل تكوين الشعار وكيفية تفعيله واستخدامه بطريقة تخدم أهداف المشروع في استقطاب الجمهور المستهدف .
ويأتي تدشين الهوية المؤسسية لمجمع الابتكار مسقط في صدارة الإستراتيجية التسويقية والإعلامية التي ينتهجها المجمع للتعريف به ، وذلك من أجل إضافة قيمة لبناء سمعة وصورة ذهنية لدى الجمهور المستهدف ، وتحقيق ميزة تنافسية تترك آثاراً عميقة في المتلقي عبر إرساء دعائم الوعي ثم الانتشار، كما يأتي التدشين في صميم تحقيق المجمع لرسالته والأهداف المرجوة من ورائه ، بالإضافة إلى أنه انعكاس لجوهر توجهات عمل هذا المشروع الوطني والمتمثل في توفير بيئة ملائمة للبحث العلمي والابتكار.
جدير بالذكر أن مجمع الابتكار مسقط - قيد الإنشاء - يقع بالقرب من جامعة السلطان قابوس في مدينة الخوض ، وعلى مساحة تبلغ 540 ألف متر مربع تقريباً ، متضمناً عدة مرافق خدمية في مرحلته الأولى وهي : مبنى الابتكار ومركز اجتماعي ومبنى ورش تصنيع وتصميم نماذج أولية من المنتجات ، كما يقدم المجمع عدة تسهيلات لجذب المستهدفين منه ، كحاضنات لرواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، فضلاً عن توفير خدمات الاستشارة والتوجيه ، وإمكانية استغلال المرافق الخدمية أثناء التواجد في المجمع ، مع مقومات من شأنها تعزيز نمو الأفكار والتشجيع على تحويلها إلى منتجات وحلول ملموسة.
كما دشن معالي راعي الحفل معرض الملصقات البحثية والذي يتضمن 28 ملصقا بحثيا للبحوث الممولة من المجلس وتم نشر مخرجات علمية وأوراق عمل في مجلات علمية عالمية محكمة ، بالإضافة إلى عدد من الملصقات البحثية للبحوث الطلابية الممولة ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب.
وقد اشتمل برنامج فعاليات اليوم الأول للملتقى السنوي الثاني للباحثين على ثلاث جلسات قطاعية حيث تم مناقشة ثلاث أوراق بحثية ضمن قطاع الثقافة والعلوم الاجتماعية والأساسية حيث جاءت الورقة الأولى بعنوان العلوم الخضراء والتنمية المستدامة : الأسس والتوجهات لمستقبل أخضر قدمتها الدكتورة سلمى الكندية من جامعة السلطان قابوس ، والورقه الثانية بعنوان الكيمياء الخضراء واستراتيجيات التخفيف من المواد الخطره في البيئة قدمها الدكتور السعيد الشافي من جامعة السلطان قابوس كما تناولت الورقه الثالثة واقع وسياسات التعامل مع المخلفات الكيميائيه في السلطنة قدمها الدكتور يورن لورنس من الشركه العمانية القابضة كما تم عرض مخرجات لثلاثة مشاريع بحثية مكتملة ضمن هذا القطاع والتي تناولت الحديث عن أبرز النتائج والتوصيات البحثية التي خرجت بها البحوث العلمية إلى جانب ذلك تم عرض مشروع الفريق البحثي الفائز ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب في هذا القطاع .
وفي قطاع البيئة والموارد الحيوية تم عرض ثلاث أوراق بحثية تناولت الورقة الأولى السعي لتحقيق التنمية المستدامة : التوقعات والسياسات والممارسات قدمها الدكتور شاكر بوس من جامعة السلطان قابوس فيما جاءت الورقة الثانية بعنوان الصفات الجزيئية لبيجموفيرس لمحاصيل الطماطم وحصر الأصناف الحقلية المقاومة للفيروسات قدمها الدكتور عبدالله السعدي من جامعة السلطان قابوس ، وفي الورقة الثالثة تم الحديث عن البرنامج الإستراتيجي الادارة المتكاملة لحشرة دوباس النخيل قدمها الدكتور سالم الخاطري من وزارة الزراعة والثروة السمكية كما تم عرض البحث الفائز ببرنامج دعم بحوث الطلاب في هذا القطاع .
وفي قطاع التعليم والموارد البشريه تم عرض ثلاث أوراق بحثية تناولت الورقة الأولى الاتجاهات المحلية للبحوث في مجال التعليم والموارد البشرية قدمها سعادة الدكتور حمود الحارثي من وزارة التربية والتعليم والورقة الثانية بعنوان الاتجاهات العالمية للبحوث في مجال التعليم والموارد البشرية للدكتور اوثرين نيسلر من جامعة السلطان قابوس والورقه الثالثة بعنوان الفجوة في الأداء الأكاديمي بين الذكور والإناث والانعكاسات على سوق العمل والنسيج المجتمعي للسلطنة للدكتور محمد مكي من جامعة السلطان قابوس كما تم عرض لمخرجات أربع دراسات مكتملة ضمن هذا القطاع والتي خرجت بنتائج إيجابية وأسهمت في الجوانب التعليمية وتأهيل للموارد البشرية كما ستتواصل الجلسات القطاعية اليوم والتي سوف يتم فيها تناول ثلاثة قطاعات بحثية أخرى كقطاع الطاقة والصناعة وقطاع الاتصالات ونظم المعلومات وقطاع الصحة وخدمة المجتمع.
وسيتم الاحتفال اليوم تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان رئيس مجلس البحث العلمي بتكريم الفائزين ضمن الجائزة الوطنية للبحث العلمي والتي تقدم لها هذا العام (83) مشروعا بحثيا من مختلف المؤسسات البحثية والأكاديمية ، وتمت الموافقة من قبل لجان التقييم على تكريم (12) مشروعا بحثيا ، كما سيتم تكريم (6) مشاريع بحثية طلابية ممولة من المجلس ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب ، كما سيتم أيضا الاحتفال بتكريم الدفعة الأولى من المبتكرين الفائزين بالدعم ضمن جائزة الابتكارات الفردية.