تنسيق استخباراتي بين دمشق وموسكو وبغداد وطهران

نيويورك ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
تسعى روسيا للتنسيق لعمل جماعي يحارب الإرهاب في سوريا، فيما أبدت إيران استعدادها لأي نقاش في الوقت الذي اتفقت فيه كل من دمشق وموسكو وبغداد وطهران على التنسيق الاستخباراتي في حين شنت فيه فرنسا أولى ضرباتها الجوية مستهدفة مواقع لداعش في سوريا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة نشرت أمس إنه يسعى إلى "التنسيق" مع دول المنطقة لمحاربة داعش في العراق وسوريا.
وقال في المقابلة مع شبكة سي بي اس "اقترحنا التعاون مع دول المنطقة. نحاول التوصل إلى نوع من التنسيق".
وأوضح "نرغب في أرضية مشتركة لعمل جماعي ضد الإرهابيين".
وقال بوتين إنه "اطلع شخصيا" العاهلين السعودي والأردني على اقتراحه وأيضا الولايات المتحدة.
ويتوقع أن يوضح بوتين استراتيجيته الجديدة في سوريا في خطاب يلقيه الاثنين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وفي حديثه أشار بوتين إلى فشل الجهود الأميركية لتدريب وتجهيز مقاتلي ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة. وقال "تلقى ستون فقط من هؤلاء المقاتلين تدريبا صحيحا وتم تسليح أربعة أو خمسة منهم وفر الآخرون مع الأسلحة الأميركية للانضمام إلى داعش".
وأكد بوتين أيضا أن "هناك جيشا واحدا شرعيا" في سوريا هو الجيش السوري الذي يحارب داعش.
كما قال بوتين "إن المساعدات العسكرية للكيانات غير الشرعية لا تتفق مع قوانين المجتمع الدولي الحديث وقواعد الأمم المتحدة".
يأتي ذلك فيما قال العراق إن مسؤوليه العسكريين يشاركون في تعاون استخباراتي وأمني في بغداد مع روسيا وإيران وسوريا لمواجهة التهديد الذي يمثله داعش.
وقال بيان من قيادة العمليات المشتركة للقوات المسلحة العراقية السبت إن الاتفاق جاء "مع تزايد قلق روسيا من وجود آلاف الإرهابيين من روسيا والذين يقومون بأعمال إجرامية مع داعش."
ونسبت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء إلى مصدر عسكري دبلوماسي قوله في موسكو إن قيادة مركز التنسيق في بغداد ستكون دورية وسيتولاها ضباط من الدول الأربع بداية من العراق.
وأضاف المصدر إن من المحتمل تشكيل لجنة في بغداد لتخطيط العمليات العسكرية والتنسيق بين وحدات القوات المسلحة في المعركة ضد داعش.
وقال بوتين إن روسيا أعلمت الولايات المتحدة بخططها سلفا لإنشاء مركز لمحاربة داعش. وقال إن المركز كان ركيزة تعاون تنسيقي ضد التنظيم.
وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية السبت أن المركز الكائن في بغداد يجمع روسيا وسوريا والعراق وإيران لتبادل المعلومات.
من جانبه بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف التدخل العسكري الروسي في سوريا والسبل نحو "عدم التعارض" واحتمال الوصول لانتقال سياسي في البلاد.
وقال مسؤول أميركي كبير للصحفيين شريطة عدم الإفصاح عن اسمه "كان تبادلا للآراء بصورة مستفيضة، فيما يتعلق بالتبعات العسكرية والسياسية للتدخل الروسي المتزايد في سوريا" مضيفا إن الاجتماع هدفه الإعداد لمحادثات بين الرئيسين الأميركي والروسي اليوم.
وأضاف "بحثا الحاجة ليس لمجرد عدم التعارض.. ولكن أيضا العودة للحوار بشأن سبل المضي قدما في عملية سياسية إذا أمكن ذلك.. وبحثا السبل المختلفة للتعامل مع ذلك."
وعدم التعارض تعبير دبلوماسي معناه تجنب الحوادث غير المقصودة أو الحوادث بين قوات عسكرية مختلفة تعمل في مسرح عمليات واحد.
من جانبه قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقابلة أمس إنه مستعد لمناقشة "خطة عمل" حول مستقبل سوريا ما بعد الحرب عقب هزيمة داعش.
وأضاف روحاني في مقابلة مع إذاعة إن بي أر "إن البدء في إجراء مناقشات وفتح حوارات للتوصل إلى خطة العمل التالية بعد إخراج الإرهابيين من تلك المنطقة لا يمثل مشكلة لنا في الوقت الحالي".
وأضاف "لكن علينا جميعا أن نتصرف بشكل موحد وأن تكون لدينا الصيغة المطلوبة لإخراج الإرهابيين فورا".
وقال روحاني إن بلاده مستعدة لمناقشة "الخيارات المقبلة" مضيفا إنه يجب إشراك الحكومة السورية في "التوصل إلى خطة عمل".
وأضاف "يجب أن تكون للشعب السوري الكلمة الأخيرة والأهم" بشأن مستقبل البلاد، في إشارة إلى إمكانية إجراء انتخابات في نهاية المرحلة الانتقالية.
من جانبها شنت فرنسا أولى "ضرباتها الجوية" على مواقع داعش في سوريا باسم "الدفاع المشروع عن النفس" وبعد اسبوعين من عمليات التحليق الاستطلاعية فوق الأراضي السورية.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في نيويورك أن بلاده قامت أمس بأول ضربة جوية في سوريا ضد معسكر تدريب لإرهابيي داعش قرب دير الزور بشرق سوريا.
وقال هولاند "إن قواتنا بلغت أهدافها"، موضحا أن ست طائرات قد استخدمت ولم تقع خسائر مدنية في الغارة التي شنت استنادا إلى معلومات جمعتها طلعات الاستطلاع الفرنسية و"معلومات وفرها التحالف".
وأضاف "إن ضربات أخرى قد توجه إذا دعت الضرورة" مؤكدا أن فرنسا تحركت من منطلق "الدفاع المشروع عن النفس" من أجل "حماية" أراضيها.
وفي لندن نسبت محطة سكاي نيوز لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قوله إن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يبقى جزءا من حكومة انتقالية ولكن ينبغي ألا يكون جزءا من مستقبل سوريا على المدى الطويل.
وقال مراسل سكاي الذي يرافق كاميرون في رحلته للولايات المتحدة إن رئيس الوزراء البريطاني لا يستبعد إمكانية أن يكون الأسد جزءا من مرحلة انتقالية. ولكن "ما هو واضح جدا بشأنه هو أنه لا يمكن للأسد أن يكون جزءا من مستقبل سوريا على المدى الطويل." على حد قوله.
وفي وقت سابق نسبت صحيفة تليجراف البريطانية إلى مصدر حكومي قوله إن كاميرون منفتح على بقاء الأسد في السلطة على المدى القصير في ظل حكومة وحدة تتشكل في تلك البلاد.