[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]قد يتفاجأ الكثيرون عندما يعرفون أن القوى المناهضة والمعارضة للاحتلال الأميركي وعمليته السياسية يفتقدون التجربة الحقيقة في العمل المعارض، وفي البداية نقول إنها ليست مثلبة عليهم، لأن الدول العربية والإقليمية والكبرى لم تسمح لهم بممارسة المعارضة بشكلها الدقيق وتفاصيلها العميقة.معروف أن المعارضة حالها حال أي عمل سياسي آخر تنضج بالمماحكة والممارسة والدخول في أتونها ودهاليزها، وهذا الأمر لم يتم السماح بممارسته بالنسبة للقوى العراقية المعارضة والمناهضة للاحتلال والعملية السياسية.هل تم السماح للقوى العراقية المعارضة بعقد لقاءات واجتماعات بين أطرافها؟وهل سمح لهم بإنشاء جمعيات ومنظمات لتحقيق أهدافهم؟الجواب: كلا.فقد سعت شخصيات معارضة للاحتلال الأميركي والعملية السياسية لعقد مثل هذه اللقاءات، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل بعد وصد الأبواب أمامهم، وجرت اتصالات بجامعة الدول العربية لهذا الغرض ورفض المسؤولون ذلك، وتم العمل على عقد مؤتمر للقوى والشخصيات المعارضة في دمشق خلال شهر يوليوـ تموز عام 2007 لكن أمرا صدر من دولة إقليمية بمنع عقد المؤتمر الذي كان مقررا أن يضم جميع القوى المعارضة، وكانت هناك مطالبات لدول عربية خارجية أخرى، لعقد لقاءات ومؤتمرات، لكن لم يسمح الأميركيون وأصدقاؤهم في المنطقة في منح القوى المعارضة فرصة لعقد مثل هذه اللقاءات.لقد كانت التجربة الوحيدة واليتيمة في المملكة الأردنية في النصف الثاني من عام 2014 بعد أن وجدت الإدارة الأميركية أنها قد دخلت مأزقا حقيقيا بعد أحداث الموصل في يونيوـ حزيران من ذلك العام خاصة أن الجيش العراقي قد انهار بطريقة صادمة لهم.من تابع تفاصل مؤتمر عمان المشار إليه ويعرف ما حصل في دهاليزه، يتأكد بأن هناك ضعفا كبيرا لدى القوى المعارضة العراقية في إدارة ملفات المعارضة، وبقدر ما تقدمت هذه القوى في صمودها وصبرها وثباتها فإنها ظلت تفتقر للتجربة الميدانية في العمل المعارض، وصحيح أنها نجحت في المجال السياسي سواء في إصدار البيانات وتضمينها مواقف وطنية كبيرة لا غبار عليها، وكان هناك نضوج في طرح قضيتهم من خلال التصريحات والمقابلات الصحفية وفي الفضائيات وخلال حضور المؤتمرات والندوات العربية والدولية، إلا أن المخطط كان واضحا بحرمان هذه القوى من فرص التدريب على العمل المعارض الميداني والحقيقي، وأن مثل هذه التجارب لا تتحقق إلا من خلال اللقاءات المشتركة والمباحثات والنقاشات التي قد تكشف عن تباعد أو تقارب في القناعات وفي وجهات النظر خاصة ما يتعلق بالرؤى السياسية وكيفية التعاطي مع الملفات الكبيرة منها والصغيرة.بدون شك أن العمل المعارض قد يأخذ وقتا طويلا وربما يحقق أهدافه في فترة قصيرة، لكن المهم فيه أن تكون الخبرة متكاملة في مستواها النظري وفي مساراتها العملية والميدانية، وفي التجربة العراقية تقدم الثبات وعدم التراجع واليأس، كما تطورت أدوات الشخصيات المعارضة في خطابها ومضامينه، لكن ما زالت هذه القوى بحاجة إلى المزيد من التجربة والمراس في الجانب العملي المعارض.