موسكو ــ وكالات: افتتح حلف شمال الأطلسي (ناتو) وجورجيا أمس مركزا مشتركا للتدريب العسكري بالقرب من العاصمة الجورجية تبليسي في مسعى لتحسين القدرات الدفاعية لجورجيا التي تطمح للانضمام إلى للحلف. فيما اعتبرته وزارة الخارجية الروسية يمثل خطوة استفزازية وعاملا يزعزع الاستقرار في المنطقة.
وجاء في بيان للناتو أن ينس شتولتنبرج الامين العام للحلف أشاد بجورجيا باعتبارها "مساهما قويا ويعتمد عليه في أمننا المشترك" أثناء مراسم الاحتفال وبجانبه كبار القيادات الجورجية. وذكر البيان ان القوات الجورجية سوف تتدرب إلى جانب الحلفاء في الناتو في قاعدة كرتسانيسي العسكرية في جبال القوقاز الجنوبية. وعززت جورجيا بشكل كبير جهودها للانضمام إلى التكتل بعد ان خسرت حربا استمرت خمسة ايام مع روسيا على منطقتين انفصاليتين عام .2008 وكانت جورجيا قد انضمت إلى اتفاقية الشراكة من اجل السلام في الحلف عام .1994 ونفذ الناتو عدة مناورات عسكرية كبيرة هذا العام في جورجيا وأوكرانيا ومولدوفا وهي دول سابقة في الاتحاد السوفيتي. لكن الناتو يتوخى الحذر في منح جورجيا العضوية الكاملة لأن التكتل سيضطر إلى الدفاع عنها في حال تجدد القتال مع روسيا. وقال شتولتنبرج ان منشأة التدريب الجديدة في جورجيا "ستساعد في جعل جورجيا والقوات الجورجية اكثر قدرة وحداثة وسوف تعزز أيضا التعاون بين الناتو والدول الشركاء".
من جانبها، قالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي عقدته في موسكو "إننا ننظر إلى هذه الخطوة باعتبار تأتي استمرارا لسياسة الحلف الاستفزازية التي تستهدف توسع نفوذه الجيوسياسي، وهو يستخدم عادة، لتحقيق غرضه هذا، موارد الدول التي لها صفة الشريك للحلف". وأردفت قائلة: "بالإضافة إلى ذلك، يعد نشر مثل هذه المنشأة العسكرية لحلف شمال الأطلسي في جورجيا، عاملا يزعزع الاستقرار بقدر كبير فيما يخص الوضع الأمني في المنطقة". وحذرت الدبلوماسية الروسية من أن تصريحات وأفعال بعض السياسيين الجورجيين تدل على أن تبيليسي لم تستوعب حتى الآن عواقب العمل العسكري المتهور الذي أقدمت عليه القيادة الجورجية في عام 2008، وما زالت تتطاول على أراضي جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية المستقلتين، وتتهرب من توقيع اتفاقات حول عدم الاعتداء مع الجمهوريتين. وأضافت زاخاورفا أنه على الأطراف التي تحاول جر جورجيا إلى حلف الناتو أن تدرك مدى مسوؤليتها عن عواقب ذلك، ومع الأخذ بعين الاعتبار الأحداث المأساوية في عام 2008. وكانت تبيليسي قد شنت في أغسطس عام 2008 هجوما مفاجئا على جمهورية أوسيتيا الجنوبية، علما بأن الأخيرة وجمهورية أبخازيا انشقتا عن جورجيا في مطلع تسعينيات القرن الماضي، بعد أن ظلتا على مدى عشرات السنين في قوام جمهورية جورجيا السوفيتية. واضطرت روسيا للتدخل فورا لوقف العمليات القتالية، بصفتها الضامنة للاتفاقات السلمية التي وضعت حدا للنزاع المسلح في مطلع التسعينيات، وأرغم الجيش الروسي القوات الجورجية على التراجع والعودة إلى أراضي جورجيا. ودفع هذا العدوان الجورجي موسكو إلى الاعتراف باستقلال أوسيتيا وأبخازيا، باعتباره الخطوة الضرورية لضمان أمن سكان الجمهوريتين. وأكدت زاخاروفا أن الجانب الروسي سيواصل الوفاء بالتزاماته الدولية المتعلقة بضمان أمن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وسيأخذ بعين الاعتبار التطورات الجديدة في التعاون الجورجي-الاطلسي.