بودروم (تركيا) ـ عواصم ـ وكالات: لقي خمسة مهاجرين سوريين حتفهم أمس اثر غرق مركب كان يقلهم من تركيا الى اليونان، وفق ما نقلت تقارير إعلامية.
وقال أحد الناجين من الغرق إن الضحايا الخمسة كانوا عالقين تحت هيكل المركب, فيما أعلنت مصادر أممية في تركيا واليونان عن انقاذ ىلاف المهاجرين بين البلدين وترحيلهم الى مراكز ايواء في اليونان وايطاليا.
وأفادت وكالة الأناضول للانباء انه تم انقاذ 24 مهاجرا بعدما انقلب المركب في بحر ايجه في طريقه من تركيا الى جزيرة كوس اليونانية. وتم العثور على جثث المهاجرين الخمسة.
وتمت مشاهدة نقل عددا من الجثث الى الشاطئ، فيما جلس الناجون ملتحفين بالاغطية وتبدو عليهم علامات فقدان الأمل.
وقال احد الناجين، وهو سوري من محافظة حلب رفض الكشف عن اسمه، ان القتلى علقوا تحت هيكل المركب بعد انقلابه.
وبحسب التقارير الاعلامية فان سبب انقلاب المركب ليس معروفا، الا ان مهاجرين قالوا ان الحادث يعود الى اكتظاظه بالركاب.
ونجح غطاسون اتراك في في انقاذ ثلاثة اشخاص، بينهم طفل، واخرجوهم من تحت هيكل القارب كما ذكرت وكالة الأناضول.
ونقل ناجون الى مستشفيات محلية فيما الجثث وضعت في المشرحة.
وشهد الأسبوع الماضي زيادة كبيرة في عدد المهاجرين، وخصوصا من سوريا وافغانستان وباكستان ودول افريقية، المتجهين الى اليونان بحثا عن حياة جديدة في اوروبا.
وبحسب بيانات الحكومة التركية، فان قوات خفر السواحل انقذت حوالى 18300 مهاجر في بحر ايجه الشهر الماضي واكثر من 5275 الاسبوع الماضي وحده.
ويغتنم المهاجرون والكثير منهم يدفع اكثر من الف دولار للمهربين اجواء الصيف الهادئة ليحاولوا يوميا عبور بحر ايجه من بودروم الى جزيرة كوس اليونانية، وهي من بين الطرق الاقصر بحرا بين تركيا والاتحاد الاوروبي.
في وقت اعلنت الحكومة التركية ان قوات خفر السواحل التركية انقذت نحو 18300 مهاجر في بحر ايجه خلال الشهر الماضي على وقع زيادة كبيرة في عدد المهاجرين الذين يحاولون العبور بحرا الى اوروبا.
وفي بيان رسمي قالت الحكومة انه في الفترة من 17 يوليو حتى 17 اغسطس 2015 انقذ خفر السواحل 18296 "مهاجرا غير نظامي".
واضافت انه تم انقاذ 5376 من هؤلاء الاسبوع الماضي بين العاشر والسابع عشر من اغسطس فقط.
واكدت الحكومة انه منذ بداية العام تم انقاذ 36511 مهاجرا من بحر ايجه ما يعني ان من عبروا الشهر الماضي يشكلون اكثر من نصف العابرين خلال 2015.
ويأتي الكشف عن هذه البيانات وسط مخاوف من زيادة عدد المهاجرين الذين يعبرون من تركيا الى اليونان، العضو في الاتحاد الاوروبي، في فصل الصيف وخصوصا من شبه جزيرة بودروم التركية الى جزيرة كوس اليونانية.
ورغم الاحوال الجوية الهادئة إلا أن عبور البحر أمر خطير للاجئين الذين يأتون في قوارب مكتظة.
وجاء في البيان أن "غالبية حالات الانقاذ هي لمهاجرين غير نظاميين ركبوا قوارب مطاطية غرقت في مياه مضطربة".
وأضاف "شهدت أشهر الصيف زيادة كبيرة في عدد حالات المهاجرين غير النظامين".
وقالت الحكومة انه بفضل جهود حرس السواحل التركي فان نسبة الوفيات بين المهاجرين انخفضت كثيرا مقارنة مع 2014 وكانت اقل من المعدل الدولي لمثل هذه الحالات.
من جهتها، نقلت الحكومة اليونانية اكثر من مئتي مهاجر كانوا يقيمون في حديقة بوسط اثينا الى مركز استقبال جديد في منطقة فوتانيكوس عند اطراف العاصمة.
ويتألف هذا المركز من تسعين منزلا نقالا مع مراحيض ويمكنه استيعاب ما بين 600 و700 شخص.
وتدير وزارة الهجرة هذا المركز، لكن بلدية اثينا ستؤمن ثلاث وجبات يومية للمقيمين فيه فيما ارسل اليه مركز المراقبة والوقاية من الامراض العديد من الاطباء.
لكن نحو ثلاثين مهاجرا معظمهم افغان وباكستانيون لا يزالون في حديقة "بيديو تو اريوس" بوسط اثينا.
فيما وصل حوالى 20843 مهاجرا غير شرعي الاسبوع الماضي بين 8 و14 اغسطس الى اليونان عبر البحر، على ما اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة أمس في جنيف.
واوضحت المفوضية ان هذا العدد يمثل حوالى 50% من اجمالي المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا الى اليونان بحرا خلال العام 2014 والذين بلغ عددهم 43500، مشيرة الى ان "وتيرة الوصول تزايدت باستمرار خلال الاسابيع الاخيرة".
وقالت المفوضية انه في شهر يوليو وصل 50242 شخصا اي اكثر من اجمالي عدد الواصلين طوال سنة 2014.
وبخصوص الواصلين الاسبوع الماضي فان غالبيتهم الكبرى من سوريا (82%). وشكل الافغان 14% منهم ايضا والعراقيون 3%.
واوضحت المفوضية العليا للاجئين ان "الغالبية الكبرى من هؤلاء القادمين سينالون وضع لاجئين".
واضافت "منذ اشهر اطلقت المفوضية العليا تحذيرات تتعلق بالازمة المتزايدة للاجئين في الجزر اليونانية"، وطلبت تعزيز منشآت الاستقبال على الجزر وفي بقية الانحاء "بشكل عاجل".
واوصت المفوضية "السلطات اليونانية بتشكيل هيئة وحيدة مكلفة تنسيق مواجهة" هذه الازمة بشكل طارىء "ووضع آلية مساعدة انسانية مناسبة".
وفي سياق متصل ذكر مسؤولون أمس أن الشرطة الايطالية ألقت القبض على ثمانية أشخاص يشتبه في أنهم من مهربي البشر، وذلك على خلفية غرق 49 شخصا في البحر المتوسط في مطلع الاسبوع الجاري.
وكانت البحرية الايطالية اكتشفت الجثث يوم السبت الماضي، عندما كانت تساعد قاربا متعثرا في البحر المتوسط. وقد تم إنقاذ أكثر من 300 شخص ونقلهم إلى ميناء قطانيا في صقلية بعد يومين من الحادث.
وبعد استجواب الناجين، حددت الشرطة مهربي البشر المشتبه بهم واتهمتهم بالتحريض على الهجرة غير الشرعية والقتل العمد للعديد من الاشخاص. ويشار إلى أن المشتبه بهم، وبينهم قاصر، من دول المغرب وليبيا وسورية.
وقالت المنظمة العالمية للهجرة والتي تحدثت مع الناجين أيضا، إنها علمت أن أغلب الضحايا من الافارقة من ذوي البشرة السمراء أو من بنجلاديش أو باكستان، وقد تم تكديسهم في القارب في ظروف "غير محتملة".
ومن جانبها، قالت السلطات الايطالية إن 116 شخصا من بين أكثر من 400 مهاجر وصلوا إلى قطانيا، سيتم ترحيلهم فورا، حيث أنه قد تم تحديد جنسياتهم بوصفهم مغاربة وهم لا تنطبق عليهم شروط الحصول على حق اللجوء.