مسقط ـ العمانية:
ترجع اهمية كتاب "العلاقات السياسية بين عمان واليمن في عهد السلطان سعيد بن تيمور 1932 – 1970م"، للباحث يونس بن جميل النعماني لكونه يبحث في العلاقة بين السلطنة واليمن خلال القرن العشرين، ومدى تأثيرها على موضوع الحدود الجغرافية بين البلدين وأسباب قيام الثورة اليمنية شمال اليمن، وتأثيرها على عمان وغيرها من المواضيع التي أوردها الباحث. يضم الكتاب - الذي صدر حديثاً عن النادي الثقافي بالتعاون مع بيت الغشام للنشر والترجمة وبدعم من قبل البرنامج الوطني لدعم الكتاب العماني - بين دفتيه مقدمة وأربعة فصول وقد اعتمد الباحث في إنجاز دراسته على وثائق عربية وأخرى أجنبية، أهمها وثائق الامم المتحدة التي تعرف باسم الكتاب السنوي، بالإضافة إلى الوثائق البريطانية المنشورة باسم سجلات عمان، كما اعتمد على وثائق الخارجية المصرية التي تناولت القضية العمانية في جامعة الدول العربية ودور مصر الريادي في مثل هذه القضايا، وتقارير اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية، ومضابط الاجتماعات العادية للجامعة وموسوعة عمان السرية، المترجمة إلى اللغة العربية، إلى جانب اعتماد الباحث على مراجع مهمة تتناول تاريخ عمان الحديث والمعاصر. وفي فصل بعنوان "عمان واليمن منذ نهاية الحرب العالمية الأولى"، تناول الباحث أوضاع اليمن وعمان السياسية، التي أثرت على مجريات الأحداث منذ عام 1919م وحتى 1932م، وتطرق إلى المشكلات الحدودية بين عمان واليمن، حيث تعد هذه القضية من الأهمية بمكان، نظرا لطبيعة الحدود السياسية وتأثرها بالطابع السياسي والتاريخي والقبلي، وعلى مر التاريخ كانت الحدود مفتوحة بينهما، عبر الصحراء في جنوب شبه الجزيرة العربية، أخذا في الاعتبار أن مشكلة الحدود بين الدول في الوطن العربي تعد من أبرز المشكلات، وقد خلص الباحث إلى أن نزاعات الحدود اليمنية العمانية مثلت حالة متميزة إذا ما قورنت مع باقي حالات النزاعات الحدودية العربية، وهذا يدل على عمق الروابط بين عمان واليمن. وفي العهد الزاهر لحكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تم ترسيم الحدود بين السلطنة والجمهورية اليمنية، وتوقيع اتفاقية ترسيم هذه الحدود في العاصمة اليمنية صنعاء في الثاني عشر من نوفمبر من عام 1993م . وخلصت الدراسة التي تقع في 180 صفحة من الحجم الصغير إلى أن علاقات اليمن بعمان هي علاقات ضاربة في أعماق التاريخ، كما أن كلتا الدولتين قادرتان على تجاوز خلافات الماضي، وتنمية العلاقات الأخوية ونبذ الفرقة بينهما.