بجهود من مكتب حفظ البيئة

تكللت مؤخرا الجهود المبذولة من قبل المختصين بمكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني بالنجاح عندما تم رصد النمر العربي لأول مرة في منطقة نجد ظفار خلال السنة المنصرمة وعلى ضوء تلك المؤشرات الأولية فقد قام فريق عمل ميداني بمتابعة أعمال المسح والمراقبة ووضع الكاميرات الفخية في تلك المناطق وخلال فترة عام تم الحصول على بيانات حيوية تؤكد وجود وتكاثر النمر العربي في نجد ظفار .
وحول هذا الاكتشاف قال أحمد بن سعيد جشعول أخصائي حياة برية ومشرف فريق المسح في منطقة المسح : تطلب العمل في منطقة نجد باعتبارها صخرية جافة الكثير من الصبر والجلد حيث إن درجات الحرارة تصل أحيانا إلى معدل لا يستطيع الإنسان تحملها ناهيك عن وعورة تلك المناطق وبعدها عن التجمعات السكانية والتغطية الهاتفية إلا أن فريق العمل قام بجهود مضنية لإجراء هذا المسح من خلال تنفيذ (47) زيارة ميدانية للمناطق المستهدفة ومسحها بشكل جيد خلال عام كامل ، ونصب (20) كاميرا فخية بالوديان الرئيسية في منطقة نجد ، بالتعاون مع السكان المحليين بالمنطقة لدعم أعمال المسح وقد كان لهم دور بارز في هذا المجال .
وأضاف : في منتصف مارس 2015م رصدت الكاميرات الفخية في إحدى الوديان الشمالية أنثى النمر وصغيرها يتجولان حول الكاميرات في الفترة الليلية وهذه هي المرة الأولى التي يتم التأكد من أن النمر العربي لازال يتكاثر في نجد ظفار ، ثم في أواخر مارس 2015م رصدت الكاميرات الفخية في منطقه لا تبعد سوى 500 مترا من الرصد الأول للأنثى وصغيرها ذكر بالغ يتجول نهارا في نفس المنطقة .
وحول تلك النتائج وأهميتها البيئية يقول أحمد جشعول أخصائي الحياة البرية :" تبين هذه النتائج جملة من المعلومات القيمة للباحثين والمعنيين بدراسة النمر العربي من حيث رصد عائله نمور تعيش معا وللمرة الأولى ففي العادة ما تكون الأنثى مع الذكر أثناء فترة التزاوج كما يتم رصد الأم صغيرها في أحيان أخرى إلا أن هذه الحالة تعتبر نادرة وجديرة بالاهتمام خاصة في منطقه نجد لكونها منطقة شحيحة الموارد وتزداد فيها الضغوط الطبيعية والبشرية على حد سواء. وبمرور الأيام وفي ظل استمرار أعمال المسح سيتمكن المختصون من كشف الغموض الذي يكتنف عيش النمر العربي في نجد ظفار .
وعن أهمية منطقة نجد ظفار البيئية يقول جشعول : تعد منطقة النجد بمحافظة ظفار والتي تم العثور فيها على عائلة النمر العربي من المناطق الهامة التي يعيش فيها العديد من الأحياء البرية النادرة التي تكابد صراع البقاء في ظل ظروف مناخية وتحديات بشرية كبيرة حيث تتمثل الضغوط الطبيعية في ندرة هطول الأمطار وزيادة معدلات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وقلة الغطاء النباتي بينما يزداد الزحف العمراني والتواجد البشري في معظم المناطق التي تشكل موئلاً طبيعيا للحيوانات البرية المختلفة " .
وقال : توجد في المنطقة أنواع مختلفة من الحيوانات البرية التي تلعب دورا حيويا لوجود النمر العربي في تلك المنطقة كونها تعد من فرائسه الأساسية مثل الغزال العربي والوعل النوبي والثعلب والوبر الصخري والحجل العربي والحجل الرملي والشيهم وغيرها ، كما يشكل الغطاء النباتي الهش والفقير نسبيا عائلا أساسيا للحيوانات البرية العاشبة ويتكون غطاء النباتات بشكل عام من أشجار السمر وشجرة المر واللبان النادرة والمهددة بخطر الانقراض وبعض الشجيرات والأعشاب الحولية .
جهود الحماية والرؤية القادمة ..
وعن أية جهود في سبيل الحفاظ على هذه المنطقة الحيوية الحساسة بيئيا يقول ياسر بن عبيد السلامي مدير عام مكتب حفظ البيئة : سعيا لحماية النمر العربي وفرائسه الرئيسية مثل الغزال العربي والوعل النوبي في منطقه النجد شرع مكتب حفظ البيئة في توظيف عدد من أبناء تلك المنطقة منذ عام 2013 وفي ظل هذه النتائج يدرس المكتب زيادة عدد مراقبي الحياة البرية في النجد كما يطمح المكتب بالتعاون مع الجهات المختصة على دراسة المقومات الطبيعية لهذه المنطقة وبيان مدى أهميتها كمنطقة قد تكون خاضعة في المستقبل للحماية.