[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]تقول احصائيات رسمية إن العالم العربي يقف في ذيل الأمم القارئة، وأن متوسط معدل القراءة فيه لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا، وتقف الولايات المتحدة في صدارة الدول الاكثر مطالعة، وبينما ما يقرأه العرب لا يزيد على ربع صفحة في العام ، فان الأميركي تصل معدل القراءة إلى احد عشر كتابا، وفي بريطانيا إلى سبعة كتب، ووفقا لدراسات لجنة الدراسة والنشر المصرية فإن العالم العربي ينشر ألفا و650 كتابا سنويا بينما تنشر الولايات المتحدة وحدها 85 الف كتاب سنويا.للأسف الشديد أن الكثير من الناس وغالبية اصحاب القرار في حكوماتنا العربية يعتقدون أن القراءة لا تتعدى تلك التي يؤديها الطالب بقصد النجاح في الامتحانات المدرسية، وأن ثقافة "القراءة" تنحصر في حدود الواجب الدراسي الذي يخرج من إطار الرغبة في الاستزادة المعرفية والثقافية إلى ابقاء ذلك في حدود التخلص من عبء الواجب المدرسي، وما يؤسف له حقا أن هذه القناعة تتحول إلى ثقافة شبه راسخة تصاحب الشخص في جميع مراحل حياته، فتجده فيما إذا تقلد منصب حتى وإن كان ذا علاقة بالثقافة والتعليم فأنه لا يتخلص من تلك القناعة، فتلقي بظلالها السلبية على التعاطي مع موضوعة القراءة والثقافة على نطاق واسع.اخرون، ينظرون إلى الشخص الذي يحمل كتابا في القطار أو الطائرة وحتى في وسائل النقل العامة من زاوية قد لا تخلو من اتهام له ب"التظاهر بالثقافة"، ويسخر البعض علنا أو سرا بالقول " يبدو لديه امتحان"، ما يؤكد قناعة الكثيرين بربط وثيق بين القراءة العامة والواجب المدرسي، في حين تكون تنشأة الجيل الجديد في دول العالم المتحضرة على أن الاساس هو الثقافة العامة، وأن الهدف الاساس من التعليم هو تحصين المرء واعداده ضد الجهل ونقله صوب ضفة اخرى، في حين ينظر الغالبية العظمى من العرب إلى التعليم من زوايا بعيدة عن الهدف الأساسي منه، فالتعليم في نظرهم، شهادة بقصد الوجاهة، وتفاخر بين الاخرين، ويزايد هذا على ذاك لأن ابنه يدرس في المدرسة الفلانية والكلية العلانية، وأن الدراسة لفتح باب وظيفة ليس إلا وأن الشهادة مفتاح الشاب والشابة للزواج.في حين التعليم يمثل احد ادوات الثقافة والاستزادة المعرفية قبل كل شيء، لكن المسارات التي تأخذنا في الجو العام الذي نعيش تدفع بالهدف الاساسي للتعليم بعيدا ، لتجلس مكانه تلك الاهداف التي تؤسس من بين ما تؤسس له تلك النظرة الخاطئة للقراءة والتعلق بالكتاب.تقول منظمة اليونسكو – منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة- أن نصيب كل مليون عربي لا يتجاوز الثلاثين كتابا، مقابل 854 كتابا لكل مليون اوروبي، وهذا معيار خطير يدق ناقوس الخطر في واحدة من اهم مرتكزات البناء الحضري لكل دولة ومجتمع.