اعداد ـ عائشة السرحنية :
إن شهر رمضان هو شهر الخير والبركات، رمضان شهر فرض الله تبارك وتعالى صيامه في العام, شهر واحد، يصومه المسلمون بكل فرح ورضا، ينتظروه بفارغ الصبر وكثير الشوق، سبحان الله الذي أودع سر حبه في قلوب عباده المؤمنين، فهم قد أدركوا فضله واستقر الإيمان به في قلوبهم لذلك تتحرك نشوة الشوق إليه وتتناغم أرواحهم مع لحظات اقترابه، تتسارع خطاهم لصياغة أنفسهم وتهيأتها لاستقبال رمضان ، فتتلقاه أحضانهم بالسرور والحبور.
رمضان أيها الحبيب جئت تحمل بين ثناياك أسرار ولطائف من أدركها واستشعرها تمنى أنك لن ترحل، تمنى بقاءك معه حتى يلقى ربه جل وعلا. وشريعتنا الغراء تفرضه على الناس ليتساوى الجميع في أدائه في نفس الوقت ونفس الزمان فيشعرون بجوع الفقير الذي يظل أياما بلا طعام فحالهم في الصيام كحال ذهاب كبريائهم الإنسانية في الصلاة الكل واقف بين يدي الله دون تفريق بين غني أو فقير، حالهم في الصيام كحالهم في ذهاب تفاوتهم الإجتماعي بالحج الذي فرضيته على من استطاع .. والصوم يعلمنا أن الحياة الصحيحة وراء الحياة الحقيقة وليس في دنيا زائلة، وأن الحياة تكون على آتمها حين يتساوى الناس في الشعور وحين يتعاطفون باحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون باحساس الأهواء المتعددة، فالصوم يخدم جانب التهذيب والتأديب والتدريب لدى الإنسان ويضعها في حالة نفسية واحدة تطلق صوت الروح وهي تعلم الرحمة وتدعوا إليها ، كما أن هناك سر عظيم نتعلمه من مدرسة الصيام وهي أن الرحمة تنشأ من الألم ومتى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير، أصبح للكلمة الداخلية لديها سلطانها فيسمع بضمير الفقير وهو يطلب ويترجى لقمة عيشه عندها يسشعر مقام هذه الكلمة فتخبره نفسه أن يلبي حاجة الفقير قبل أن يمد يديه إليه, كما أن الصوم يربي في المسلم الإرادة ويعمل على تقويتها بهذا الأسلوب العملي الذي يدرب الصائم على أن يمتنع باختياره ويختبر مدى إخلاصه وامتثاله لله تعالى متهيئأ له, صابرا عليه بأخلاق الصبر, ولو أن الصوم الإسلامي عم أهل الأرض جميعا, لتطهر العالم من رذائله وفساده, ومن أفات اللسان وأمراض القلوب, ووستعيد صياغة الأنفس نحو همم عالية وأمنيات شامخة وستنمو المعاني النبيلة في حياتهم للتتبدل عما كانوا عليه,ويفهموا الحقيقة الناصعة لها, وليبلغوا من ذلك درجات الإنسانية والإحسان والمساواة, ألا ما أعظمك يا شهر مضان! فهل على المشتاق له ملام؟!.
اللهم أعنا على صيام شهر مضان وقيامه وكثير البر فيه إنك ولي ذلك والقادر عليه.
* مرشدة دينية