[author image="http://alwatan.com/styles/images/opinion/abdalahabdelrazak.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. عبدالله عبدالرزاق باحجاج [/author] مثلما توقعنا في مقالنا السابق المعنون باسم ،، لدينا أفضل .. الدوخات والمداوخ ،، فمحلات الدوخات والمداوخ منتشرة في صلالة فعلا، وللأسف بالقرب من المنازل والمدارس الابتدائية والاعدادية وعلى واجهات شوارع رئيسة، فهل هى كذلك في بقية ولايات البلاد؟ تابعنا ورصدنا انتشارها في امكنة كثيرة من صلالة، واندهشنا واستغربنا كثيرا من مواقعها ومما يحدث فيها، وكذلك من مسمياتها، والاكثر اندهاشا، تكمن حول موافقة الجهات الحكومية على مسمياتها، أحداها يحمل أسم مثلا ،، زعيم (...) للمداوخ ،، وداخل المزدوجتان اسم لمحافظة من محافظات البلاد ،، واللبيب بالإشارة يفهم ،، كيف سمح لمثل هذا المحل التجاري بان يحمل هذا الاسم؟ وكيف سمح للمحلات أن تبيع سمومها بالقرب من المنازل ومدارس الاطفال؟ هل القانون والمؤسسات الحكومية تساهم بصورة مباشرة وصريحة في ضياع أطفالنا، نقولها بصوت مرتفع، وباتهام صريح وعلني، والواقع دليلنا، فكل القوانين الوضعية تحدد سن الطفولة ما بين (15- 18) عاما ، وهذه المحلات هى بالقرب من مساكن اجتماعية مدارس للأطفال.تتفن هذه المحالات في ايقاع اطفالنا وشبابنا بكل الاغراءات ،، المتوقعة وغير المتوقعة ،، والتسهيلات الممكنة وغير الممكنة ، فمنها ما يسمى ،، بدوخة على الطاير،، فثوانٍ قليلة كافية لأي مدخن ليملأ رأسه بتدخين دوخة وبسعر في متناول كل طفل، وقد شاهدنا في احداها، شاب يدخل الى المحل، ويتناولها في عشر ثواني فقط، ويخرج من جيبه مئة بيسة، وأخر .. تسجل عليه الدوخة في دفتر حساب أخر الشهر .. كل التسهيلات تمنحها هذه المحلات للاطفال والشباب .. ولن تقف عند عجزهم عن الدفع، لأنها تعلم أنهم سيكونون من زبائنها، فلتخسر قليلا حتى تربح كثيرا عندما تصل بهم الدوخة الى الادمان، فسيأتونها بالعشرات الريالات وليس بالمئة بيسة، وللتأكيد على هذا التوجه الخبيث، والمقصود بذاته، ولأهدافه سالفة الذكر، تقدم هذه المحلات للطفل أو الشاب الذي يأتيها لأول مرة، تقدم له دوخة أولى ،، بالمجان، بالمجان، بالمجان ،، وهنا يقف العقل حائرا، فهل يعقل يا مسئولينا يا من شرفتم بإدارة مؤسسات حكومية تدافع عن الانسان وقيمه، هل أن يحدث كل ذلك في مدننا وبمباركتكم القانونية، وبغياب رقابتكم الحكومية؟ هذه المحلات قد اخترعت كل وسائل الجذب لإيقاع اطفالنا وشبابنا وانتم تتحملون المسئولية، لستم وحدكم بل يشارككم المجتمع كله، شيوخ واعيان، وكل من يؤجر لها تلك المحلات، واسفاه ثم واسفاه ثم واسفاه، على الاسماء التي تحملها سجلات تلك المحلات، اسماء تنتمي لكيانات اسرية واجتماعية رنانة وأخرى تفتقد تلك الرنين كونها تنتمي للجنسية المكتسبة، الى ماذا نرجع هذه السلبية المؤسساتية والمجتمعية؟ لابد من القول في الوقت نفسه، أننا نحمل العمل المؤسساتي سواء كانت حكومية أو رسمية اي مدنية، المسئولية الغالبة، فالسلطة قد انشاتها من أجل الحفاظ على افراد المجتمع ، لكنها فشلت ، من هنا يستوجب تغييرها فورا ، بل أن التغيير قد اصبح ضرورة وطنية ومحلية، فالبعض قابع على كرسيه لعدة عقود، فكيف نطالبه بالإنتاج ؟ كما أن المجتمع قد أنتخب شخصيات عبر صناديق الانتخابات، فإين دورها من ظاهرة الدوخات والمداوخ؟ وهذه رسالة مجتمعية عاجلة، مفادها، أن اختياراتكم المقبلة ينبغي أن تكون لصالح من يحمل هم المجتمع وليس من ينتفع منه، ويريد أن يتسلق للأعلى، لا يمكننا قبول استمرار تلك المحلات، لأن هدفها تدمير اطفالنا وشبابنا، اي الجيل المستقبلي للبلاد، فمن لم يكن لديه احساس بهذا، فعليه أن يعلم به الان، ومن كان سلبيا، فعليه أن يجهرها للابد، لأننا اطفالنا وشبابنا في خطر، ونحن السبب، وينبغي العلم أن المدواخ هو "أداة تستخدم لحرق التبغ وشفطه عن طريق الفم ليصل إلى الرئتين، من ثم يصل النيكوتين للمستقبلات بكميّة مركّزة. ولذلك، يسبّب الدوخة"، ويستخدم هذه الاداة بصورة مشتركة ويتم تناقلها بين أفواه الزبائن مع ما تحمله هذه العملية من احتمالية نقل الامراض ، ولكلّ من لا يعرف المدواخ، فهو أداة أشبه بشكلها إلى الغليون إنما أصغر حجماً. يُصنع من الخشب وله أشكال كثيرة. في البداية، لجأ المدخّنون إلى عظام الحيوانات المجوّفة كمدواخ، إلا أنهم باتوا يستخدمون خشباً استثنائياً ذا تصاميم جذابة. أما "الدوخة" فهو التبغ المستخدم، و"المضرب" العلبة التي توضع فيها كمية من التبغ تكفي بضعة أيام، وتستورد المحلات في صلالة المادة من دولة مجاورة ، والمدواخ على غرار السجائر والشيشة يُعتبر مضرّاً بالصحة لا بل آفة اجتماعية، بحسب الخبراء ، وقد سألت احدهم بعيد خروجه من المحل عن شعوره الان ، فأجاب أنه يشعر بأن رأسه يدور... ومن دوخة واحدة ، من هنا سميت دوخة .. ولن يكتشف أولياء الامور بسهولة تعطي ابنائهم هذه المادة، لأن رائحتها لا تلصق بالملابس خلافاً لرائحة السجائر العادية، مما يجعل التدخين أمراً سهلاً بعيداً عن أنظار الأهل، والمشكلة الأكبر في المدواخ – كما يجمع عليها الاطباء - تكمن في أن "جميع أنواع التبغ مضرّة، إلا أن المدواخ تحديداً يوصل كمية كبيرة من النيكوتين إلى الدماغ في فترة قصيرة جداً" وتؤكد أن تأثيراته مشابهة للإدمان على مادة النيكوتين. فمن بين أضرار تدخين المدواخ التي لا تقلّ عن السجائر أو الشيشة، نجد الإصابات بالجلطة الدماغية وانسداد الشراين والتهاب الرئتين والحلق بالإضافة إلى سرطان اللثة والشفاه واللسان.من تلكم الظاهرة ومضارها، وانتشارها وممارساتها علانية ، يمكننا القول بنفس الصراحة العالية ، أن كل القوانين والمؤسسات التي تعمل على مكافحة التبغ أو الحد منها في بلادنا هى مجرد حبر على ورق ، وأن كل الشعارات الجميلة التي تعد بها وسائل اعلامنا تفتقد فعلا لفاعلين مؤمنين بها ، بدليل الظاهرة نفسها التي رصدنا مظاهرها في مقالين ، وبدليل ، ازدياد اعداد مدمنين المخدرات في بلادنا الى (اربعة ) الاف مدمن ومعظمهم من الاطفال والشباب ، فهل هناك علاقة بين ظاهرة الدوخات والزيادة المتصاعد في مدمني المخدرات ومن الاطفال والشباب – مقال سابق - ؟ دون شك ، فمحلات الدوخات تأسسهم بل تدفع بهم الى المخدرات ، إذن ، الكل مدان .. ؟ وكل من يريد يتحسس من طرحنا ، فعليه ان يثبت للرأي العام نجاحاته ؟ العبرة هنا بالنجاح فقط ، وقد سمعنا مؤخرا عن تفعيل بعض المؤسسات ، فإين نتائجها في ظل ذلك الواقع المؤسف ؟ ينبغي اصلاحها وتغيير فاعليها من جهة كما أننا ينبغي أن نوجه رسالة عاجلة الى المجلس البلدي، مفادها، المجتمع اختاركم من أجل الدفاع عن مصالحه، ومصالحه ليست بالضرورة مادية، وإنما هى كذلك قيمية، وربما تكون هى الاهم ، فإين أنتم منها ؟ وإذا لم تشغلكم مثل تلكم القضايا، فما هى القضايا الجديرة باهتمامكم ؟ نتمنى يعرف الرأي العام اهتماماتكم خلال فترتكم حتى الان ؟ فمعرفتها سيحد لنا مدى تجردكم من أجل المصلحة العامة ، ومن حق الراي العام الذي انتخبكم أن يعرف انشغالاتكم وإنجازاتكم، ودوركم هو الاهم خلال المرحلة الراهنة في ظل عجز الفاعلين الحكوميين .. سنحاول خلال مقالات مقبلة تسليط الضوء على انجازات المجلس البلدي للوقوف على انشغالاته التي تجعله بعيدا عن مثل تلك القضايا.