ألزمت بلدية مسقط "1262" محلاً للحلاقة الرجالية في محافظة مسقط باستخدام أدوات الحلاقة ذات الاستعمال الواحد حسب القرار الإداري الذي أصدرته مارس الماضي.فابتداء من الثامن من يونيو الجاري تعيد البلدية تأهيل محلات الحلاقة الرجالية وفق جملة من الاشتراطات الصحية تجسد اهتمامها وحرصها على صحة مرتادي محلات الحلاقة من جراء الأمراض الفيروسية المعدية التي تنتقل عن طريق أدوات الحلاقة ذات الاستخدام المتكرر، وجاء هذا القرار مستندا على بحوث ودراسات طبية.حيث أكد الدكتور محمد بن عبدالله الشعيلي اختصاصي (أ) أمراض جلدية وتناسلية وجود أنواع من الميكروبات والفيروسات والبكتيريا لديها القدرة على التكيف والعيش في أدوات الحلاقة بعد ملامستها للجلد وتدوم حتى فترات طويلة والتي قد تنتقل إلى الأفراد دون أن يشعروا بها، مشيرا الى أن استخدام طرق التعقيم التقليدية التي يتبعها الحلاقون في العادة كاستخدام المعقمات والكحول أو حرق أطراف الشفرات بالنار هي غير كفيلة بقتل هذه الميكروبات أو غيرها من ناقلات الأمراض، فعملية التخلص من الميكروبات تتطلب طرق تعقيم مشروطة بظروف بيئية معينة وأجهزة طبية خاصة لا تتوافر في محلات الحلاقة لكون بعض الميكروبات والفيروسات تحتاج حرارة عالية لقتلها.وأوضح الشعيلي أن أدوات الحلاقة هي ناقل نشط للأمراض الجلدية ولا يقتصر الأمر على شفرات الحلاقة فقط فإن مقبض الشفرة ويد الحلاق قد تكون غالبا ملوثة بأنواع معينة من الميكروبات والفيروسات وهذا ما يحتم ضرورة لبس القفازات واستخدام المطهرات. كما أكد أن المنشفة تعد ناقل لبعض الأمراض فلو كان الزبون يعاني أحد الأمراض الجلدية أو كان مصابا بقيح جلدي على سبيل المثال، فإنه من السهولة بمكان انتقال العدوى إلى الزبون الاخر الذي استخدمت له المنشفة الملوثة وكذلك المريلة التي توضع على الزبون فأنه قد تكون ناقلة للقمل وغيره.وأشار الشعيلي إلى أن أبرز الأمراض الجلدية انتشارا هو الثالول الفيروسي الذي ينتشر في فروة الرأس واللحية والذي ينتقل عن طريق الأمواس والأمشاط الملوثة ، بالإضافة إلى أمراض التي تنتقل عن طريق الدم مثل الالتهابات البكتيرية والفطرية ومرض التهاب الكبد الوبائي والايدز، مؤكدا أن الاهتمام بالعوامل الوقائية سبب رئيسي ومباشر لعدم نقل الامراض.وفي هذا الصدد جاء قرار البلدية ليراعي توفير بيئة صحية وآمنة للعمل في محلات الحلاقة بتوفير المغلف الصحي الخاص الذي يتضمن (حامل الشفرة ومريلة البلاستيك والمشط والمسحة الطبية) كما يتعين على العاملين بهذه المحلات ارتداء الزي الخاص بالعمل وهو ( معطف ابيض وكمامة الفم و القفازات).ويستهدف القرار "542" محلاً للحلاقة الرجالية في ولاية السيب و"302" محل في ولاية بوشر و"268" محلاً في ولاية مطرح و"93" محلاً في العامرات و"57" في قريات بمجمل "1262" محلاً للحلاقة الرجالية في محافظة مسقط.ونوهت البلدية على المواطن والمقيم من مرتادي محلات الحلاقة ابتداء من الثامن من يونيو أهمية التأكد من قيام الحلاق باستخدام مغلف أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد وفتح شفرة الحلاقة الجديدة أمامه وإزالة القطعة البلاستيكية عليها وقاية له من انتقال الأمراض المعدية وانتشار أمراض الدم الفيروسية والفطرية المعدية والالتهابات الجلدية.حيث أن تكرار استخدام شفرة الحلاقة يجعلها تتحول إلى أداة لنقل الأمراض والأوبئة. كما يتعين عليه التأكد من أن المغلف الصحي يحتوي على (حامل الشفرة ومريلة البلاستيك والمشط والمسحة الطبية) ومن أن العامل يقوم بتعقيم يديه ويرتدي الزي الخاص بالعمل (معطف ابيض وكمامة الفم والقفازات).وقد استعدت البلدية لتطبيق هذا القرار بإطلاق حملتها الإعلامية عبر وسائل الإعلام التقليدية وشبكات التواصل الاجتماعي والتي تستهدف مختلف شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين وكذلك العاملين في محلات الحلاقة الرجالية للتوعية بأهمية استخدام أدوات الحلاقة ذات الاستخدام الواحد حفاظاً على الصحة العامة للأفراد وتمهيدا لتطبيق القرار.حيث بدأت البلدية ببث ثلاثة إعلانات إذاعية توعية باللغتين العربية والإنجليزية عبر إذاعة البرنامج العام والبرنامج الأجنبي وإذاعة الشباب، كما أطلقت إعلاناً مرئياً يبث عبر التلفزيون المحلي وقناة البلدية في اليوتيوب. ونشر إعلانات توعوية في الصحف المحلية العربية والانجليزية، بمعدل اعلان في كل يوم، وقد تضمنت صفحات البلدية عبر شبكات التواصل الاجتماعي كذلك منشورات توعوية متعلقة بالقرار، إضافة لذلك قامت البلدية بإعداد "6000" مطبوعة توعوية تنوعت بين كتيبات توعوية ومطويات وبوسترات وإعلانات رول آب سيتم توزيعها على مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية وفي الأماكن العامة ومحلات الحلاقة للتوعية بضرورة تطبيق القرار وأهميته.ولتفادي ارتفاع أسعار الحلاقة فقد قامت البلدية بالتنسيق مع هيئة حماية المستهلك لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع اصحاب محلات الحلاقة الرجالية من زيادة أسعار الخدمة حيث أكدت الأخيرة انها بصدد اتخاذ كافه التدابير لعدم رفع الاسعار إلا بعد تقدم المبررات والمسوغات لذلك وبنسبة معقولة.وقد قام فريق مختص بزيارة محلات الحلاقة لمعرفة التكلفة لعلبة الحلاقة التي تمت تهيئتها في تلك المحلات وتم التوصل لكون العلبة قيمتها رمزية لا تتجاوز النصف ريال اضافه لقيمة الحلاقة.