كتاب "س... من الناس" للكاتب والشاعر يونس بن مرهون البوسعيدي ،افتتح كتابه بعد المقدمة بالإدعاء بأن هذه النصوص هي من نسج الخيال لكنه لاينكر في الوقت نفسه ربما تطابقها للواقع ولهذا فإنه لا يتحمل أي تبعات قانونية تجاه ذلك،أما إهداء الكتاب فكان من نصيب أبنائه رحيق والأزد في قالب شعري جميل وضع الإهداء.كتابٌ يحمل في طياته نصوصا ربما هي من نسج خيال الكاتب ولكنها نصوص تمثل بعض جوانب المجتمع العماني الإجتماعية خاصة والتي كان يحملها جيل لم يعد موجودا أو نقول بأنه شبه منقرض فالكاتب كأنه بهذه النصوص يطرق الذاكرة لكي يرجع صداها من تلك الحقبة الزمنية التي كانت فيها العادات والتقاليد قبل كل شيء،استعمل الكاتب في هذه النصوص كلمات أو مسميات قديمة قد لا يعرفها إلا من عاش في عمان واختلط بالمجتمع العماني كالمجمعة وهي مكنسة مصنوعة من سعف النخيل والكشرة التي هي الزبالة والخروفة التي الحكاية والمجايز التي هي المسابح المقامة على الأفلاج كما أن الكاتب استخدم كذلك مسميات حديثة وهو بذلك مزج مابين الأصالة والحداثة .نظم البوسعيدي تلك النصوص بقالب جميل الشكل يجعل كل من يقرأه يسبح بفكره نحو الماضي الذي غلبت عليه الحداثة مما يجعلك تحن للماضي وبساطته وهذا يولد لك حب الماضي وتقبل الحاضر ومما لاشك فيه بأن كل جيل يمتدح ماضيه وأسلوب عيشه وهذه سنّة في البشر ترى الشخص يحن للماضي برغم مشاقه وتعبه إلا أنه يكون متقبلاً للحاضر الذي توفرت فيه سبل العيش والرفاهية وسهولة قضاء الحوائج.النهايات الخاطفة وغير المتوقعة أو دعنا نقل النهايات السريعة التي زادت النصوص جمالاً بينما تزيد القارئ حيرة لما هذه النهاية للنص وهي في نفس الوقت تكون نهاية كأنها لغز زادت هذه النصوص جمالاً ربما هي حبكة النص وجواب العنوان الذي أختاره الكاتب لكل نص ففي نهايته تتبين لك الأمور.بعض النصوص قريبة للشعر أو هي أقرب للخاطرة الشعرية قام الكاتب من خلالها ببث معاني الحب والعشق تارةً والشقاء والتعب تارةً أخرى بأسلوب صريح لا يخشى فيه الكاتب لومة لائم كأنه طائرٌ حر في نصوصه يحرك قلمه كيفما يشاء وفي أي أتجاه وهذه ميزة الشعراء فهم في كل وادٍ يهيمون .نهاية ماكتبت أعلاه أنني كتبت هذه القراءة السريعة كمتلذذ بهذا الكتاب أو كقارئ ولستُ كناقد فإنني كما قال لي أحدهم بأنني مجرد هاوٍ للقراءة لا أكثر ،كتابٌ شيق يحمل بين جنباته حلاوة السرد وسرعة هضم نصوصه القريبة منا نحن كقارئين ،أنصح باقتنائه وتقليب صفحاته وأن تترك لفكرك السباحة في مكنوناته الدرية وكنوزه اللؤلؤية. نصر بن سعيد المحاربي
[email protected]