.. تناول الشيخ صالح بن علي الحميدي الصفات الانسانية والاجتماعية وحب الشيخ الخليلي للشعر وتشجيعه للشعراء واصفا ما يدور في مجلسه بمشاعره الخاصة نحوه ” فإن الشيخ بمثابة الأب الروحي الذي يربي النفوس ، كله مدرسة ، كلامه ، وجلوسه ، وطريقة تعامله مع جلسائه، وتم إنشاء الصالون الأدبي في كل أسبوع يوم الثلاثاء، يحضر هذا المجلس العلماء ، والقضاة، والأدباء ، والشعراء ، كما تعود أن يغشى مائدته الأغنياء والفقراء .... كما إنني اذكر للشيخ بعض الذكريات فهي حاضرة في النفس ، فهو يجلس على كرسي معهود في ذلك المجلس، وأمامه طاولة صغيرة يضع فوقها الأقلام بعدة ألوان، ويتفحص قصائده، ويتعهدها بيتا بيتاً مثل الذي يتعهد الشجرة المثمرة؛ فإن رأى كلمة او بيتاً لا يروق له امتدت يده إلى المزيل الأبيض وأخذ يباشر ذلك بنفسه “. (فضيلة الشيخ صالح الحميدي، شهادة رقم ٣ ) .
ويتحدث الشيخ الاديب والاعلامي سالم بن محمد العبري عن بواكير معرفته بالشيخ الخليلي الذي كانت تصلهم اشعاره ومن ثم يتم تتادولها في المجالس وتدريسها للطلاب الذين كانوا يدرسون في كتاتيب حاضرة الحمراء بداخلية عمان قائلا :” كانت معرفتي بشعر الخليلي عبدالله مع بداية تعلمنا للغة العربية على يد والدي رحمة الله، مع مطلع ثمانيات القرن الهجري الماضي، وحيث أن الحواضر العمانية تتبادل الإنتاج العلمي من فقه وشعر وتاريخ، وكانت الحمراء كسمائل، وكانت المرجعيه العلميه قد انتقلت الي العلامة الشيخ ابراهيم بن سعيد بن محسن العبري فتأتي اليه الوفود للفتوى و القضاء وترسل اليه المراسلات والخطابات النثرية والشعرية تواصلا أو سؤالا او استيضاحا، وكان لرجالات سمائل السبق سواء من الشيخ الشاعر عبدالله الخليلي او من الشيخ خلفان بن جميل السيابي ثم من بعض المتعلمين معه كالقاضي حميد بن عبدالله (أبو سرور) وعلي بن جبر الجبري، وكانت أجوبة العلامة العبري للاسئلة الفقهية أو اللغوية ترسل الى المدن والحواضر والمدارس العمانية فتتداول وتشيع بين الناس والمتعلمين والرواة، وهكذا كانت تصل أشعار الخليلي واجوبة السيابي وأمثالهم الى الحمراء فتقرأ في مجالس الأباء ببيت العلامة أو مجلس الخطيوة الصيفي، او المجالس العامة كسبلة الصلف ومسجدها “.(الشيخ سالم بن محمد العبري،
شهادة رقم ٤) .
تنوه الشاعرة والناقدة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي الى شذرات ادركتها في شخصية الشاعر الشيخ عبدالله الخليلي وتشير الى ملامح وعتها في ثقافته التي كانت الحاضنة البيئية تحضر فيها بقوة خصائصها وسماتها، كما أنها تكبر فيه الصفات الانسانية التي تفيض بالرعاية الابوية مجملة القول بأن الشيخ " عبدالله بن علي الخليلي هو شيخ جليل ، ورث الشعر من عدة فروع ، فتأصل فيه وأورق ، لم يكن فارق العمر بيني وبينه يسمح لنا بعلاقة مزاملة ، فهو من جيل ومن مدرسة ومن منطلق مختلف ، وهو ينتمي بامتياز إلى المدرسة الكلاسيكية ذات الأطر الصارمة في المحافظة على الموروث ، وهيكلية بناء القصيدة العمودية ، وهو تربية بيئة صارمة أيضا في أصولياتها ، وأسرة تقبض بيدها على الزعامة الدينية ذات الصبغة السياسية ، ولقد ألقى كل هذا على شعره ظلالا واضحة لم يستطع منها فكاكا ، عبدالله بن علي الخليلي هو شيخ جليل ، ورث الشعر من عدة فروع ، فتأصل فيه وأورق ، لم يكن فارق العمر بيني وبينه يسمح لنا بعلاقة مزاملة ، فهو من جيل ومن مدرسة ومن منطلق مختلف ، وهو ينتمي بامتياز إلى المدرسة الكلاسيكية ذات الأطر الصارمة في المحافظة على الموروث ، وهيكلية بناء القصيدة العمودية ، وهو تربية بيئة صارمة أيضا في أصولياتها ، وأسرة تقبض بيدها على الزعامة الدينية ذات الصبغة السياسية ، ولقد ألقى كل هذا على شعره ظلالا واضحة لم يستطع منها فكاكا ،... كل هذا فأن الرجل كان من ذلك الجيل المثقف المحب للشعر والأدب والتاريخ ، وهو جيل كان يقف مشجعا ومساندا للمراة المتميزة علميا وأدبيا ، وكانت ذكرياتي معه ومع أبناء جيله إيجابية دافعة ومشجعة ... وعندما أهديته ديواني الأول (مدّ في بحر الأعماق ) وهو أول ديوان شعري عماني نسائي مطبوع - قال لي : تنبأتُ منذ أن استمعتُ إليكِ أول مرة ، أنك ستكونين خنساء عمان ، فلا تتراجعي ، كانت كلماته لها فعل السحر في النفس ، وعجبتُ كيف لرجل في مثل سنه وفي مكانته الدينية ، أن يوافق على مشاركة شابة صغيرة بمفردها بين عشرات الرجال في الأمسيات الشعرية والثقافية".(د. سعيدة بنت خاطر الفارسي، شهادة رقم ٥ ) .
و لقربه المتميز من الشاعر الشيخ عبدالله الخليلي فان الشاعر والاديب والصحفي محمد بن سليمان الحضرمي يطيب له ان يدعوه (شيخ القصيدة العمانية) وهو لقب اخر يضاف الى الألقاب الاخرى التى نعت بها الشاعر وكان أشهرها لقب (أمير البيان) إذ يذكر أن الشيخ سليمان بن خلف الخروصي هو الذي دعاه بهذا اللقب، كما حدثنا ولده الشيخ محمد بن عبدالله الخليلي. والاديب الشاعر محمد بن سليمان الحضرمي يعتبر الشيخ عبدالله بن علي الخليلي هو المثال الشعري المتفرد بذاته فانه حين يتحدث عنه فان لغة الحب تنبع من وجدانه، ومشاعره الجياشة تسبق لسانه، ويرى ان ” موهبته الأصيلة نمت وترعرعت في هذه الأرض الخصبة، حتى أصبح ظاهرة لغوية، وهو شيخ القصيدة العمانية خلال النصف الأخير من القرن العشرين بلا منازع، وليس في هذا مبالغة أو إطراء، قصيدته جامعة لجمع من اللاطائف البلاغية بمعانيها، وتمتاز بانفراد لغوي وسحر بياني، من الإلهام المقذوف في لب الشاعر، والاستلهام الذي يوشي به قصيدته، عشقٌ يتجلى في لغةٍ ناصعة، ليس فيها حشو ولا مفردات ركيكة...لقد عرفت الشاعر الكبير عبد الله الخليلي عن قرب، وحسبي أنني أفخر بتلك المعزَّة التي يكنها لي، كان يعدني أحد أبنائه وكل الكتاب الشباب والشعراء هم أبناؤه حقيقة، كنت أحد المقربين من الشيخ، وأحب شعره كثيرا، وقد قرأت في مطلع حياتي الأدبية ديوانه المعروف "وحي العبقرية".
ولا ريب أن الشاعر عبدالله الخليلي قامة شعرية عملاقة، تطاول قامات أخرى عرفها الأدب العربي، من أمثال أحمد شوقي، وخليل مطران, وأمين نخلة، وبدوي الجبل وغيرهم، وكان يعجبه أن يُقرأ عليه شعره، واكتشفت بعد ذلك انه يحلو له تغيير كلمات قصائده حين تقرأ عليه، فكثيرا ما كنت أقرأ عليه في جلساتي معه خلال الفترة الصباحية...هذا دأب هذا الشاعر الكبير، حب جم للشعر، وإخلاص متناه، وعشق حقيقي للقصيدة، وقد يصل الليل بالنهار من أجل أن يكتب قصيدة تعبر عن مكنونات وجدانه وخلجات فكره، لقد كشف أكثر من مرة أنه يعيش مع الشعر ليل نهار ولا يفارقه “ .(محمد بن سليمان الحضرمي، شهادة رقم ٦ ).
اما الشاعر و الكاتب الصحفي عبدالرزاق الربيعي ومن واقع انخراطه في الساحة الثقافية العمانية وتفاعله فيها على مدى عقود ومعرفته بقيمة الشيخ الشاعر الادبية ومكانته الاجتماعية واطلاعه على المنجز الشعري للشاعر يرى ان "لبعض القامات الشعريّة الكلاسيكيّة هيبة ، تشبه الهيبة التي يحتلّها الجواهري في الشعريّة العراقيّة ، ومحمود سامي البارودي في مصر ، وبدوي الجبل في سوريا ، وعرار في الأردن، ومفدى زكريا في الجزائر ، وإبراهيم طوقان في فلسطين ، وأبوالقاسم الشابي في تونس ، وقد وجدت للشاعر الشيخ أمير البيان عبدالله الخليلي "1922-2000" هيبة في الشعريّة العمانيّة ، لا ينازعها عليها سوى شيخه الشاعر أبو مسلم البهلاني "1860 – 1920 " الذي بدأ به الشعر العماني الكلاسيكي الجديد، فواصل السير ، وفق النهج الذي اختطه شيخه الذي تجاوز الأغراض التقليديّة السائدة التي تغلب عليها الموضوعات الفقهية ، والتعليمية ،تلك التي تنسج ضمن قوالب بلاغية تقليدية جعلت الشعر يدور في فلك الموروثات الشعريّة، وهو نهج ليس من السهل الإقتداء به ، لشاعر نشأ في بيئة شعريّة تقليديّة ، محافظة ، تنوء بثقل موروثات ،وصيغ جاهزة ، هذا النهج يحتاج إلى شاعر يتسلّح بجرأة ، وموهبة فذّة ، وقدرة على التخطّي ، والتجاوز ، وقد توفّرت هذه لدى الخليلي ، رغم إنّه لم يخرج تماما على سطوة النص الشعري التقليدي ، غير إنّه بالوقت نفسه لم يقع أسيرا لها ، فأفلت من هيمنتها ، بل خرج حتى على نظام البيت التقليدي المتوارث ، فاستفاد من التقنيّات الأسلوبيّة لقصيدة " التفعلية " بديوانه " على ركاب الجمهور " لكسر القوالب الكلاسيكيّة الجامدة ، وفتح نوافذ نصّه على هواء يسبح في فضاءات تتيح له التعبير عن خلجات الذات ، بلغة حديثة ، وصور نابضة بالحياة ، لا تنهل من معين الذاكرة الا ضمن حدود معيّنة تمليها الضرورات التي تواجه كلّ شاعر يسعى إلى الإنطلاق من ثقل القوالب التي تكبّل نصّه “.( عبدالرزاق الربيعي، شهادة رقم ٧ ) .
. وفي مقاله (خواطر وذكريات معه هكذا تحدث الخليلي) يقول الاعلامي عبد الوهاب قتاية "واستقبلني الشيخ في بيته بمودة وسرعان ما وجدتني في حالة توافق حميم كأننا أصدقاء من قديم. كنت أراه شيخا نبيلا، تكسوه هالة قوية في مزيج من المهابة والبهاء والطيبة والوداعة، والفطرة والسماحة ورحابة الفكر والجلال. وقد لفت نظري، وأسرني ايمانه بقيمة الكلمة، واعتزازه بالشعر، ابداعا ورسالة ومسئولية، الأمر الذي جعله حساس الضمير، شديد التدقيق فيما يقول".( عبد الوهاب قتاية، خواطر وذكريا ت معه هكذاتحدث الخليلي،مقال منشور ) .
تروي الكاتبة منى بنت حبراس السليمية وهو الشاعر الذي كان يحظى باستحسان الشاعر الشيخ عبدالله الخليلي وكان ينوبه ان يقرأ شعره في المحافل الثقافية التى كان يدعى لها الشيخ وتروي شيئا من العلاقة الانسانية الخاصة والحميمية بين التلميذ وأستاذه في صور شتى من بينها الزيارات المتبادلة وحرص التلميذ على حضور مجلس استاذه الشيخ الشاعر، وكذلك المطارحات و المساجلات والمراسلات الثقافية والشعرية التي كانت جارية بينهما. فتذكر منى " لقد كان تأثير الشيخ عبدالله الخليلي في مسيرة والدي الشعرية تأثيرا خاصا، بل أحسب أنه بلغ من العمق مبلغا كبيرا، تجاوز حدود العلاقة الشعرية إلى علاقة إنسانية نبيلة، فقد كان مجلس الشيخ الخليلي الأسبوعي موعدا يحرص والدي على حضوره، ولا يكاد يتخلّف عنه إلا لسبب قاهر...وقد وثّق والدي كثيرا مما كان يدور في مجلس الشيخ الخليلي في قصائد شعرية، تكشف كثيرا مما كان يدور في مجلسه العامر بالروّاد والمريدين ...ومما أذكره كذلك، مرور الشيخ الخليلي على والدي بسيارته ... وكان الشيخ يومَها مشغول البال بقصيدة تلح على قريحته، فخرجا في السيارة... يجوبان أنحاء سمائل، يملي الشيخ قصيدته على والدي ما طال بهما الوقت، ولم تعد السيارة بهما إلا والقصيدة قد اكتملت".(منى بنت حبراس السليمية شهادة رقم ٨ ) .
وتحدث عنه الكاتب والاديب الصحفي ناصر ابوعون عارضا رؤيته الخاصة حول انتاج الشاعر الشيخ عبدالله الخليلي في قوله: ” أما عن أمير البيان الشاعر عبد الله الخليلي فقد قرأتُ شعره وطالعتُ شيئا من سيرته من مجالسة العديد من شعراء وأدباء عمان وخاصةً الذين آمنوا بالماضي التليد، وتحصنوا بتراثنا العتيد، وأبقوا على شعرة معاوية، وحفظوا الصلة بينهم، وبين أجدادنا العظام، ومنهم ثلة يزنون الكلام بموازين الذهب والأحجار الكريمة، ويرون في التواصل مع تاريخنا العربي القديم صلة رحم، وأصالة فطرية، واتصالا بالإبداع، ونجوا من مرضٍ عضال ضرب جذور ثقافتنا صدّرته إلينا (النخبة النكبة) ممن تمسحوا بالتجديد وادّعوا الحداثة، وروجوا لنظرية (قتل الأب).
عرفتُ عبد الله الخليلي شاعرا فطريا تمكَّنت منه صنعة الشعر فخبرها، وراح يزن كلماته على منوالها، ويدبج صورها على مقاييسها، ويصوغ حروفه على ميزانها، يداعب أصدقاءه شعرا، ويمازح جلساءه رَجَزا، ويحاور رفقاءه قافيةً وعروضًا، ويسامرُ أبناءه فنًا، ويكتب رأيه وفِقْهَه قصائدَ تترى تؤرخ لسلطنةِ عُمان (تاريخا وفكرا)، ويسجِّل أفكاره على مثال القدماء، ويعارض شعراء العصور الإسلامية وما قبلها حرفًا وقافيةً، وينسج على عيون الشعر العربي ملاحم تفتن القارئ وتأخذه إلى الشعرية المسبوكة على قوالب خاصة. وفي هذا الفن نجح الخليل في تخميس «بردة البوصيري» بثلاثة أوجه، وضمَّها في ديوان متكامل أسماه «المجتليات»، وهو عمل فريد في تخميسه لهذه القصيدة الطويلة، كما حاول تخميس «همزية البوصيري» ولكنه لم ينجزها، بسبب مصارعته للمرض.
وفي مراسلاته الشعرية خير مثال على ما قدّمنا فقد كان يتخذ من الشعر وسيلة لمراسلة العلماء والشعراء، وقد راسل عددًا من الأعلام العرب كـعز الدين التنوخي، وله ديوان "بين الفقه والأدب" يحوي قصائد فيها أسئلة وأجوبة بين الشاعر وغيره، ومن قصائده (سؤال للشيخ حمد السليمي) الذي بادره بالجواب بقصيدة تجاري سؤاله، وقصيدة (هبة العليم) التي قرّض فيها كتبًا أربعة لشيخه خلفان بن جميل السيابي وهي (سلك الدر، وفصول الأصول، وبهجة المجالس).
وإذا كان لكل شاعر سمة يتفرّد بها على أقران عصره فإن الشاعر عبدالله الخليلي (1922 ــ 2000م) الذي عاش حياة حافلة بالشعر والأدب والفلسفة والتتبع الثقافي فاتسعت مداركه ومواهبه واتسعت دائرة إبداعه. له ـ من وجهة نظري ـ السبق التاريخي في ريادة الشعر المسرحي في سلطنة عُمان، حيث قدم مسرحية (جذيمة والملك) التي استقى أحداثها من عصر ما قبل الإسلام مستغلا معرفته بالسرد القصصي “. (ناصر ابوعون شهادة رقم ٩ ) .

المنجز الشعري و الفكري للشيخ عبدالله بن على الخليلي
خلف الشاعر الشيخ عبدالله بن علي الخليلي ارثا ثقافيا وفكريا ادبيا زاخرا ومتنوعا في حجمه وكمه ونوعه. توزعت بين الشعر والنثر. ومنها ما هو لا يزال مخطوطا و من ما هو مطبوع. و من المجموعات المخطوطة:
الديوان الاول هو ديوان فارس الضاد: وهو ديوان ضخم قيد الدراسة والاعداد والتحقيق يضم قصائد كثيرة يقارب عددها زهاء مئتين. تشتمل مضامينها وموضوعاتها على الوطنيات والانسانيات الذاتية والعامة والدينيات من ابتهال وتصوف. و تنتظم في شكلين رئيسين هما العمودي التقليدي والموشحات. وقد اختيرت منه هذه الطائفة من القصائد المقدمة في هذا الكتاب.
والديوان الثاني فهو أوج البردة: وهوعبارة عن ثلاثة اشكال من التخميسات لقصيدة البردة للبصيري إذ كان الشاعر شديد الاععجاب والافتتان بها وهي بلا شك قد عارضها كبار شعراء العربية.
و الديوان الثالث هو الوحدة : يعكس رؤية الشاعر وغايته نحو وحدة الشعب مستفيدا من اسلوب الاستهاض لابناء عمان وابناء دول مجلس التعاون وقادتهم وآعلامهم لبلوغ الاهداف والغايات.
والديوان الرابع هو الخيال الزاخر: يحتوي عددا من القاصائد المتنوعة ولكنها تنتظم جميعها في سلكه القيمي الذي ميثل المظلة تستظل تحتها رؤيته الفكرية.
والعمل الخامس هو سجلات الادب: يضم بين دفتيه اجزء ثلاثة. يحتوي الاول على مقامات الشيخ عبدالله، و يحتوي الجزء الثاني على القصص والنوادر. ويضم الجزء الثالث قصة طويلة.
اما الديوان السادس فهو الخيال الوافر: وهو بارة عن تجميع لميراث ابائه الشعري والادبي وفي طليعتهم شعرجده الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي وشعر جده الشيخ احمد بن سعيد بن خلفان الخليلي ثم طائفة وافرة من قصائد الشاعر نفسه.
وفي المقابل هناك أعمال للشيخ الشاعر مطبوعة ومنشورة ومتداولة منها: منها من نافذة الحياة (مجموعة شعرية) ، وعلى ركاب الجمهور (مجموعة شعرية في عام ١٩٨٨م)، وبين الحقيقة والخيال (شعر قصصي في عام ١٩٩٠م)، وبين الفقه والادب ( شعر علمي في مجال الفقه والفكر عبارة عن اسئلة وأجوبة في عام ١٩٨٨م)، وحي النهى (مجموعة شعرية في عام ١٩٩٠) ثم وحي العبقرية (مجموعة شعرية في عام ١٩٧٧م، وطبعة ثانية عام ١٩٩٠م).

الخاتمة
ان سيرة الشاعر الشيخ عبدالله الخليلي حافلة بايقاع الحياة زاخرة بعطائها الفكري والثقافي والادبي والاجتماعى والسياسي وبخاصة انه عاصر احداثا مهمة في تاريخ عمان فقد زامنت طفولته عهد السلطان تيمور بن فيصل (١٩١٧ـ١٩٣٢م) ويفاعته وشبابه عهد السلطان سعيد بن تيمور (١٩٣٢ـ ١٩٧٠م) و ساهم في مسيرة النهضة العمانية التى اطلقها السلطان قابوس بن سعيد منذ عام ١٩٧٠م معطيا خبرته وباثا ثقافته الى ان قضى الله امره وستوفى امانته. وفي المقابل كانت هذه الفترة ايضا التى عاشها الشاعر الشيخ الخليلي تناوب عليها أئمة منهم عمه الامام محمد بن عبدالله الخليلي (١٣٣٣ـ ١٣٧٣هـ) والامام غالب بن علي الهنائي الذي تولى الامامة بعده. و قعت فيها احداث سياسية داخلية وأخرى بتأثير خارجى على عمان وضارة بها. كان الشاعر شاهدا عليها انعكست على شعره و حاول توظيفها في شعره ولكن لم تسعفنا هذه العجالة للتطرق اليها . كما ان الشاعر لم يغب ابدا عن احداث محيطه وامته و كان في كل الظروف والاحوال مشاركا وداعما للخيرية فيها .

سعيد الصقلاوي