عبدالله البوسعيدي:لدينا أفكار تهتم بتراث الخليل وآثاره العلمية، والتواصل مع المراكز العلمية في العالم المهتمة بأبحاث اللغة والأدب والمعاجم وموسيقى الشعر ودراسات النحوكتب ـ خميس السلطي:أحتضن المجمع الثقافي بجامعة السلطان قابوس مساء أمس الثلاثاء حفل تدشين دار الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحت رعاية معالي عبدالعزيز بن محمد الروّاس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافيّة، وبحضور عدد من أصحاب المعالي، والسعادة، والمثقفين، ووسائل الإعلام. ويأتي هذا تدشين هذا الصالون الثقافي استكمالا لأنشطة صالون الفراهيدي الذي أسّسه السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي في القاهرة عام 1996م، عندما كان يشغل موقع سفير السلطنة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية واختار له أن يحمل اسم «الخليل بن أحمد الفراهيدي» ويقام على شكل حلقات شهرية، حيث يبرز هذا الصالون الأدبي أصالة الأدب العماني في صور متعددة.فقرات متنوعةوتضمّن الحفل فقرات فنيّة وشعرية تعرّف بالفراهيدي العالم اللغوي الموسوعي العماني ،وأنشطة الصالون الذي استضاف على مدى حوالي عشر سنوات الصالون شخصيات عديدة، حيث، وفي بداية الحفل الذي قدّمته الإعلامية عايدة الزدجالية ألقى السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي كلمة استهلها بأبيات شعرية فرحا بعودة صاحب الجلالة ومن ثم الترحيب براعي الحفل والضيوف وقدم نبذة عن صالون الفراهيدي واضاءة حول أهداف ورسالة دار الفراهيدي حيث قال في كلمته: ها هي دار أخرى من دور المعرفة والثقافة تفتح أبوابها في هذا العهد الزاهر الميمون لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وسدد على طريق الخير والحق خطاه، وهي دار الخليل بن أحمد الفراهيدي الثقافية، وتنطلق من هذا الصرح العلمي الشامخ ـ جامعة السلطان قابوس، والتي نأمل أن تقوم بدور متواضع الى جانب المؤسسات المعنية بالحراك الثقافي سواء الرسمي منها أو الخاص. وأضاف البوسعيدي في كلمته: إن فكرة إقامه ملتقى ثقافي يشرف باسم أحد رموز عُمان الخالده ـ الخليل بن أحمد الفراهيدي ـ ليست وليدة اليوم، ولكنها تعود الى عقد التسعينيات من القرن الميلادي المنصرم، حين أتيح للمتشرف بالحديث إليكم، شرف تمثيل السلطنة سفيراً لها لدى مصر الشقيقة، ومندوباً لدى جامعة الدول العربية، وعلى هامش العمل الدبلوماسي، وفي وسط التيارات الثقافية المتلاطمة في قاهرة المعز، برزت فكرة إنشاء صالون الخليل بن أحمد الفراهيدي الثقافي، فالتف حوله المثقفون في مصر من كل أرجاء الوطن العربي، واستطاع الصالون في فترة زمنية وجيزة، أن يحقق نجاحاً ملحوظاً عبر مجموعة من الندوات التي شارك فيها مفكرون وشعراء وكتاب عُمانيون ومصريون وعرب، وناقشوا قضايا فكرية وأدبية وثقافية، واليوم يعود صالون البدايات الى دار في حضن الوطن، تحمل كثيراً من التطلعات والآمال التي يمكن أن يتحقق الكثير منها بتعاوننا جميعاً، حيث نتطلع الى إنعاش التفاعل بين أجيال المثقفين والأدباء المتعاصرين عبر لقاءات بي رواد الجيل السابق وشباب الجيل الحاضر، لنقل الخبرة وتواصل جسور المعرفة، ويمكن أن يمتد هذا الهدف الى التواصل بين المثقفين العُمانيين ونظرائهم في الثقافة العربية أولاً، ومن ثم الى المشاركين في صنع الثقافة التي يعيشها العالم اليوم مع المحافظة على أصالتنا وهويتنا العربية والإسلامية. واشار مؤسس الصالون الثقافي : إننا نود أن نعمل معاً على طريق إرساء هذا التواصل الثقافي بين عُمان المعاصره وعمقها التاريخي من ناحية، والعالم الذي ننتمي اليه من ناحية أخرى، وهناك عدة أفكار ستعمل الدار على تنفيذها مستقبلاً، بدءاً من الاهتمام بتراث الخليل نفسه وآثاره العلمية، وما كتب عنه، مروراً بالتواصل مع الجامعات والمراكز العلمية في أرجاء العالم المهتمة بأبحاث اللغة والأدب والمعاجم وموسيقى الشعر ودراسات النحو وغيرها من الفروع التي اهتم بها الخليل في اللغة العربية، وفي مجال تشجيع الشباب وصقل مواهبهم سوف تسعى الدار الى الأهتمام بمشاركتهم في إثراء الحركة الثقافية الى جانب دور المؤسسات المتهمه بالشأن الثقافي.وفي ختام كلمته قال : إن دار الخليل تأمل أن تقدم من خلال هذه الألوان من الأنشطة نموذجاً مكملاً لدور بقية المنتديات والملتقيات والصالونات الأدبية والثقافية المنتشرة في أرجاء السلطنة، رغبة في إنعاش الحراك الثقافي المثمر والبناء، وفي هذا الجانب يسعدنا أن نعلن أن فعاليتنا القادمة ستأتي في إطار الاحتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية.صالون الفراهيديأعقبه فيلم عن سيرة الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وهي من كتابة الدكتور أحمد درويش، والقى الدكتور سعيد الزبيدي قصيدة حملت عنوان"من ودام إلى المربد" :جاء في مطلعها :أتدري ما قرأت من المعانيبوجهك أيها الرجل العمانيومن بعد ذلك جرى عرض فيلم يتحدث عن مسيرة صالون الفراهيدي الذي ولدت فكرته في ذهن مؤسسه السيد عبدالله بن حمد بن سيف البوسعيدي، وذلك اعتزازا بأصالة الثقافة العربية وإيمانا بإمكاناتها الدائمة في تهذيب الروح ورقي الإنسان والوصول به إلى مفاهيمه الخاصة بالإنسان والجمال والحياة. صالون الفراهيدي يُعدُّ ميلادُه الأولُ نافذةً عُمانية تُطلُّ على المشهد العربي من أرض مصر، ومساحة لقاء معرفي تجمع أبرز الأسماء الفكرية والأدبية، ومحاولة الامتداد بظلالها إلى كل أرجاء الأرض، فلا سفر أكثر دهشة وجمالا كالسفر المعرفي على أجنحة البحث والسؤال، وصالون الفراهيدي محاولة جادة وحقيقية للوحدة العربية حيث لا وحدة للعرب دون وحدة الثقافة، وما تركه الخليل من إرث لغوي غني وإسهامات علمية كثيرة من أهم الأدلة على هذه الوحدة . بعد ذلك قام قام معالي راعي الحفل بتدشين الموقع الالكتروني للدار، وجرى تقديم أوبريت غنائي من كلمات حمود العسري والحان السيد خالد حول حب عمان وجلالة السلطان.