[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
أحيي تلك السيدة التونسية التي قبلت نعل جندي سوري.. قليل من كثير ما يجب فعله لشكر ضباط وجنود الجيش العربي السوري، وهنا يحضرني بيت شعري للشاعر محمود درويش وهو يصف " مجد " اسرائيل الذي يشبه مجد هؤلاء الداعمين والممولين للإرهاب في سوريا بقوله" في حجم مجدكم نعلي وقيد يدي بطول عمرك المجبول بالعار".
ليس فقط نعل الجندي السوري قابل لتلك القبل، بل شم رائحة الغبار المحمول فيه من تراب الوطن، ومن ارض سوريا العابق بالدم، ومن مياهها الصافية كعيون أمي. نعم، نقبل نعال جنود سوريا وهم يزرعون الأمل في وطن كم شممنا فيه عز العرب وعطر آمالهم، وكم رضعنا من كرامته سرا من تاريخ سيفه الذي لم يغب.
كل الشرفاء في هذه الأمة مطلوبون لفعل يماثله، قالها صاحبي قبل مدة، وتراه سيفعلها وربما فعلها، ففي حضرة البطولة المجسدة بجنود سوريا وضباطها، بكل قواها المسلحة التي تنشر الشهب فوق حدود سوريا، يطيب اي فعل من هذا النوع.
تحية لتلك المثقفة التونسية كوثر البشراوي وهي تمسك بحذاء جندي ثم تقبله، احسدها على فكرة تراود جميع المؤمنين بهذا الجيش وبسوريا، وان كنا نحبسها في نفوسنا، لقد فازت بالمبادرة، اطلعتها الى الملأ فسبقتنا الى التعبير عن مكنوناتنا، عن مشاعر لا تعرف من اين تبدأ بتقديم الشكر الى كل جندي وضابط من القوات المسلحة السورية. تقبيل الوجنات لا تكفي، قبلات على الرأس لا تكفي ايضا، فليس اذن سوى ما فعلته البشراوي، لعلها اهتدت الى افضل طرق التعبير عن مشاعر لا وصف لها، عن حب جارف لمن يصنعون غد سوريا بدمهم وعرقهم وتعبهم، لمن يسهرون ليلها كي يعيدوه نهارا كما كان دائما. أولئك الذين نراهم في التلفاز وهم مرابطون في كل ثغرة من ثغرات الوطن، نقول احيانا ليتنا كنا معهم، ولأن البطولة لهم ومن شيمهم، فليس لنا الا الاعتراف بانهم اكبر الاسماء، واشهى الاشياء، واعظم بني البشر، وهم أكبر من مفهوم البطولة، هم تجسيد لحالة من المعجزات التي نكاد لانصدق ان مايفعلونه من وحي حياتهم.
قليل من كثير اذن ما فعلته البشراوي، غدا عند هدوء العاصفة، سيجلس الرئيس بشار الأسد ليقلد هؤلاء الذين نعرفهم لكننا نجهل اسماءهم .. سنعيش جميعا فرحة اللقاء بكل من شاركوا في رد العدوان عن سوريا، سيكون المشهد تأريخا لنهاية واحدة من الغزوات الكبرى على الشام وقد ظلت كما كانت في كل تاريخها هي المجد الذي لم يغب .. لن يكون هنالك جندي مجهول، وكل الجنود والضباط عرفناهم، من نعالهم المغبرة بثرى سوريا عرفناهم، من رائحة عرقهم المجبول بسهر الليالي، ومن لون الوجه بكل عبارات حنينه الى أمه سوريا.
بهذه المناسبة الجليلة والمشهد الراقي الذي أودعته فينا كوثر البشراوي، فأنا كثير الترداد لأبيات الشاعر الراحل توفيق زياد حيث يقول " اناديكم / اشد على اياديكم / أبوس الارض تحت نعالكم" أجل نعالكم.