يبدو أنَّ نهاية رئيس وزراء العدوِّ الصهيوني بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود، قَدِ اقتربت بعد فشله في التصدِّي لطوفان الأقصى وهزيمة جيش الاحتلال في حربه البَرِّيَّة ـ حتَّى الآن ـ وعدم تحقيق أهدافه هو وحلفاؤه من الاعتداء على غزَّة العزة، الَّتي تطالب بتحرير أكثر من (200) أسير بَيْنَ ضابط وجندي من جيش الاحتلال، والقضاء على حماس ورجال المقاومة الفلسطينيَّة، حيث ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» استئناف محاكمة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الاثنين) الماضي على خلفيَّة تُهَم فساد بعد توقُّفها هي وكُلُّ القضايا غير العاجلة عقب اندلاع الحرب على قِطاع غزَّة. وذكرت الصحيفة أنَّ النتنياهو مستثنى حاليًّا من حضور جلسات المحاكمة، لكن قَدْ يُستدعى للإدلاء بشهادته في غضون بضعة أيَّام، وتتضمن لائحة الاتِّهام الَّتي وجَّهها له المُدَّعي العامُّ الإسرائيلي تتعلق بتلقِّي رشى والاحتيال وخيانة الأمانة، وتقديم خدمات بطريقة غير مشروعة، وتتضمن قضايا الفساد الثلاث تسجيلات سِريَّة وتَدُور حَوْلَ دَوْر أباطرة في عالَم الإعلام وهدايا من السيجار الفاخر والشمبانيا وانقلاب مساعدين على النتنياهو أطول رؤساء الوزراء بقاء في الحُكم لمدَّة (15) عامًا بدَولة الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى المحللون أنَّ النتنياهو يتَّبع سياسة حرْق الوقت في حرب قوَّات الاحتلال على قِطاع غزَّة، في الوقت الَّذي تتَّسع فيه المطالبات باستقالته، خصوصًا بعد فشله في كُلِّ ما وعَدَ به في القضاء على حماس والمقاومة وتحرير الأسرى، إلى جانب هزيمته في الحرب البَرِّيَّة الَّتي بدأت منذ أكثر من (50) يومًا، وحتَّى الآن يتكبَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة في العتاد والجنود، هذا بخلاف حصول رجال المقاومة الفلسطينيَّة على وثائق في غاية الأهمِّية والخطورة، أثناء هجوم السَّابع من أكتوبر في عمليَّة طوفان الأقصى، كما أنَّ الضغوط تتزايد على رئيس وزراء العدوِّ الصهيوني من خلال المظاهرات الَّتي تتَّسع رقعتها يومًا بعد آخر؛ بسبب الفشل في الوصول إلى الأسرى وتحريرهم، أو التوصُّل إلى اتِّفاق يُتيح الإفراج عَنْهم، ممَّا دفع أهالي الأسرى من جيش الاحتلال للقيام بمظاهرات مستمرَّة للمطالبة بعودة ذويهم بأيِّ ثمَّ بعد أن طالت أيَّام الحرب واقتربت من الشهرَيْنِ وهُمْ تحتَ الأَسْر، فيما أنَّ التصريحات الواردة من جيش الاحتلال وعلى لسان وزير دفاعه لشبكة ABC من أنَّ الحرب قَدْ تستمرُّ لشهرَيْنِ أو تمتدُّ لعدَّة أشهر، وبالتَّالي سيطول أمَدُ عودة الأسرى أو الإفراج عَنْهم، كما أنَّ المطالبة باستقالة النتنياهو بدأت ترتفع أيضًا في صفوف اليمين، واليمين المتطرف من حلفاء النتنياهو، وهُمْ يرون أنَّه يبحث عن حجج لتبرير تأخير التوسُّع أكثر في تنفيذ عمليَّة الاجتياح البَرِّي، خوفًا من هزيمة مذلَّة بعد الخسائر الَّتي يتكبَّدها جيش الاحتلال كُلَّما حاول التوغل في غزَّة. هذه المؤشِّرات الأوَّليَّة الَّتي تُشير إلى الأسباب الَّتي جعلت استئناف محاكمة النتنياهو تبدأ رغم الحرب الدَّائرة الآن والَّتي لا يجني العدوُّ الصهيوني وحكومته مِنْها إلَّا أرواح الأبرياء المَدنيِّين والبنى التحتيَّة لمدينة غزَّة العزَّة.
لَمْ تهتزَ شَعبيَّة النتنياهو وتتدنَّ إلى هذا المستوى إلَّا بعد بدء عمليَّة طوفان الأقصى ومسار الحرب خلالها، فيما يخشى أعضاء الليكود من أنَّ استمرار وجود نتنياهو على رأس الحزب سيُنهي الحزب سياسيًّا ولَنْ يكُونَ له وجود مرَّة أخرى، لِيحصدَ رجال المقاومة الفلسطينيَّة نتائج حربيَّة وسياسيَّة مُهمَّة في صمودهم وقوَّتهم أمام جيش الاحتلال والَّتي قَدْ تبدأ برأس النتنياهو وربَّما تصل لآخرين.



جودة مرسي
[email protected]
من أسرة تحرير «الوطن»